ثورة شباب فى أمريكا

ثورة شباب فى أمريكا!

ثورة شباب فى أمريكا!

 العرب اليوم -

ثورة شباب فى أمريكا

بقلم : مكرم محمد أحمد

يبدو أن الرأى العام الأمريكى خاصة فى ولاية فلوريدا وجميع الولايات التى شهدت مدارسها عمليات إطلاق عشوائى للنار، لم يعد يطيق صبرا على ألاعيب الإدارة الأمريكية لتعويق محاولات استصدار تشريع جديد يقيد حق استخدام الأسلحة النارية، بدلاً من ترك الأمر على عواهنه كما هو الحال الآن، ليصبح من حق أى مواطن أمريكى أن يشترى ويحوز سلاحاً ناريا بدعوى الدفاع عن نفسه، بصرف النظر عن طبيعة هذا الشخص وسلوكه والشبهات التى تحيط بمسلكه، الأمر الذى زاد من حوادث إطلاق النار العشوائى فى المدارس الأمريكية، حيث وقع هذا العام 18 جريمة راح ضحيتها المئات من الضحايا الشباب، آخرها حادث المدرسة العليا فى ولاية فلوريدا الذى راح ضحيته 17 طالباً قتلهم الطالب المفصول نيقولا كروز(19 سنة) عندما دخل مدرسته يحمل بندقية آلية، أطلق منها النار على كل من قابله من التلاميذ فى ردهات المدرسة وممراتها. ومنذ أن وقع الحادث والمدينة تشهد كل يوم مسيرات لجنازات الضحايا، شباب وشابات فى عمر الزهور يلبسون السواد حدادا على زملائهم، يخرجون فى مظاهرات غاضبة ينددون بالجريمة، ويطالبون باستصدار تشريع يحد من استخدام الأسلحة النارية، بينما ترى الإدارة الأمريكية أنه لا مبرر لاستصدار تشريع قانونى يقيد حقا دستوريا خاصة أن مرتكبى الجريمة يعانون عادة من مرضا عقليا أو نفسيا ينبغى تتبعه، وعقب الحادث الأخير خرج الرئيس الأمريكى ترامب يواسى أسر الضحايا بأكثر كلمات الرثاء عاطفية وقوة، لكنه أكد فى النهاية ثبات موقف الجمهوريين من عدم المساس بالمادة الثانية من الدستور عندما أعلن أن الأمر يتعلق بمرض عقلى ينبغى تتبعه.

لكن شباب المدينة يُصر على ضرورة وضع حد لهذه التراجيديا التى تعيشها المدارس الأمريكية ويرفض رؤية الإدارة الجمهورية التى تعكس مصالح أقوى مجموعات الضغط الأمريكية وأكثرها نفوذا وتأثيرا داخل المجتمع الأمريكى، ويتوحد طلاب المدارس العليا فى ولاية فلوريدا وطلاب 18 مدرسة أخرى تعرضت هذا العام لحوادث مماثلة ومن ورائهم طلاب المدارس العليا فى جميع الولايات المتحدة دفاعا عن مطلبهم بضرورة فرض قيود على حق تملك واستخدام السلاح النارى، ومن المقرر أن ينتظم الجميع فى تظاهرة على مستوى الولايات المتحدة يوم 24 مارس المقبل تخرج فى كل المدن الأمريكية تحت شعار «تظاهرة من أجل حياتنا» وفى أول بيان لهم أعلن المنظمون أنهم لا يستطيعون أن يسمحوا بموت شاب واحد بسبب إطلاق النار العشوائى فى المدارس وتهدف حركة هؤلاء الشباب, التى تكاد تكون ثورة جديدة, إلى تجاوز أُطر الأحزاب القائمة ومجموعات الضغط خاصة المجموعات التى تعمل لحساب الجمهوريين (أنصار البندقية) وتهدد بنشر قائمة سوداء بأسماء السياسيين والحزبيين وأعضاء الكونجرس الذين يرفضون استصدار تشريع جديد يحد من استخدام البندقية.

ورغم حماس الشباب وانتصار أولياء الأمور وأسر الضحايا وتعاطف الرأى العام، فثمة من يعتقدون أن الأمر يبقى معلقاً فى النهاية على مدى قدرة هؤلاء جميعاً على دفع جمهور الناخبين إلى صناديق الانتخابات، لأنه دون هزيمة الجمهوريين أنصار حمل السلاح، سوف يصعب تحقيق أى تقدم، فضلاً عن القوة الهائلة لمجموعات الضغط التى تعمل لحسابهم، ورغم عشرات الخُطب السياسية التى ألقاها الرئيس السابق أوباما وسط حشود الأمريكيين والمئات من الصلوات الكنسية فلم يستطع الرئيس السابق أوباما إقناع أى من أعضاء الكونجرس بأهمية صدور هذا التشريع الذى يقيد حق استخدام السلاح، على امتداد فترتى حكمه. صحيح أن الوضع قد اختلف نتيجة تزايد أعداد المدارس التى تتعرض لإطلاق النار العشوائى، وتزايد عدد الضحايا فضلاً عن الآثار الصعبة التى يعانيها كل من يتعرض لهذه التجربة، ابتداء من الاكتئاب العميق إلى العزلة النفسية والفشل الدراسى لكن المقلق فى الموقف أن جهود كل من الديمقراطيين والجمهوريين قد فشلت فى مواجهة هذه الظاهرة التى تتزايد أعدادها على نحو مستمر، وكما فشل الرئيس السابق أوباما فى استصدار قانون يحد من هذه المشكلة فشلت كلمات ترامب فى مواساة الضحايا فى إقناع الرأى العام الأمريكى بجدوى متابعة حالات المرض العقلى وحصارها وتصفيتها قبل أن تقع الجريمة، وأظن أن حالة الطالب نيقولا كروز خير شاهد على ذلك لأن الجميع فى مدرسة فلوريدا العليا، التلاميذ والمدرسين والموظفين كان يعرف أن نيقولا هو المشكلة الكبرى فى المدرسة لكن أحداً لم يفعل شيئاً إلى أن دخل نيقولا المدرسة صباح يوم الحادث، يحمل جهارا عيانا بندقيته، يطلق منها الرصاص على كل من يلقاه خارج المدرسة من المارة والتلاميذ وعلى كل من يلقاه فى الداخل، وعندما فرغ من مهمته وضع البندقية أرضا وخلع جاكتته ليلقيها فوق البندقية ويلوذ بالفرار.

المصدر ـ جريدة الأهرام

arabstoday

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 03:34 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أطماع التهجير

GMT 02:50 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

هل يهوى ترمب جمع الوثائق السرية؟

GMT 09:00 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

هل يعتذر الرئيس؟!

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بايدن وإيران بعد ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة شباب فى أمريكا ثورة شباب فى أمريكا



GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab