لماذاأعطى البشير سواكن تركيا وليس قطر

لماذاأعطى البشير سواكن تركيا وليس قطر؟!

لماذاأعطى البشير سواكن تركيا وليس قطر؟!

 العرب اليوم -

لماذاأعطى البشير سواكن تركيا وليس قطر

بقلم : مكرم محمد أحمد

عندما وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جوار الرئيس السوداني البشير فوق جزيرة سواكن يحتفلان بتعاقدهما على منح سواكن الجزيرة السودانية على الساحل الغربي للبحر الأحمر هبة من البشير إلى تركيا وكأنه جزء من أملاكه الخاصة كي تكون قاعدة عسكرية تركية على البحر الأحمر تناوئ مصر وتنتهك سيادتها في عمل عدائي من أعمال البشير التي تستهدف التحرش بمصر، رفض أردوغان أن يقول الحقيقة وأن البشير تنازل عن جزء من الأرض السودانية بهدف الإضرار بمصالح مصر والمصريين، وبدلاً من ذلك قال الخبيث أردوغان، أن سواكن سوف تكون معبراً تاريخياً للمعتمرين والحجاج الأتراك إلى ميناء جدة السعودي المقابل على الناحية الأخرى وأن المستثمرين الأتراك سوف يعيدون لها مجدها الديني القديم كمركز للحج والعمرة، في حين لا يذكر التاريخ القريب أو البعيد شيئاً لسواكن يتعلق بالحج أو العمرة، كل ما يذكره التاريخ أنها كانت جزيرة سودانية احتلها السلطان العثماني سليم الأول عام 1517 كي تكون مقراً لحاكم مديرية الحبشة العثمانية وليست معبراً تاريخياً للحج والعمرة كما يقول أردوغان ثم تم ضمها إلى مصر في عصر الخديو إسماعيل مقابل 7500 جنيه مصري يدفعها الخديو للسلطان العثماني.

لم يقل أردوغان، إن البشير منحه سواكن نكاية في مصر كي تكون قاعدة عسكرية تركية على البحر الأحمر تعيد لتركيا العثمانية أمجادها القديمة عندما كانت تحتل معظم البلاد العربية، وتمكن تركيا من تعزيز نفوذها في إفريقيا خاصة أن أردوغان نجح في أن يكون له موطئ قدم آخر في الصومال وأن سواكن سوف تمكن أردوغان من الوجود في منطقة إستراتيجية غاية في الأهمية تهدد الأمن العربي في البحر الأحمر، وأنه سوف يقيم هناك قاعدة بحرية تركية في مواجهة الشاطئ السعودي، وأن التخصيص السوداني الذي منح لتركيا كان قبل أسابيع قليلة يشكل عرضاً سودانياً على موسكو في هذه المزايدة الضخمة التي أعلنها البشير بيعاً لأراضي السودان، وأن الصفقة تشمل أيضاً مليون فدان من أراضي السودان كي تكون مزرعة للأتراك أو حديقة خلفية يدرب فيها أردوغان جماعة الإخوان على غزو مصر من الجنوب، قبل 20 عاماً زرت سواكن، كنت مع الرئيس الاريتري أسياس أفروقي وكنا في الطريق إلى إريتريا حيث كانت تدور معارك تحرير إريتريا وفي الطريق إلى إريتريا لابد أن تمر بسواكن وطوكر وكلها مدن مصرية أقامها المصريون على عهد الخديو إسماعيل لاتزال بقاياها تحمل آثارا مصرية. ولا نعرف بعد لماذا فضل الرئيس البشير العرض التركي على العرض القطري لأنه قبل عدة شهور كان البشير يفاوض على بيع سواكن لقطر لأن أول شروط البيع التي وضعها البشير أن يكون المشتري مناهضاً مصر سواء كانت قطر أو تركيا، لكن يبدو أنه رأى أن بيع سواكن لتركيا ربما يكون أخف وطأة على السعودية، ففي نوفمبر 2017 كان المفروض أن يتم البيع لقطر التي وعدت بإنشاء ميناء جديد ينافس مواني البحر الأحمر، لكن الصفقة تمت أخيراً لحساب أردوغان، ومن المؤكد أن الصفقة تضم بنوداً سرية رفض أردوغان الكشف عنها، وإن كانت التقارير الدولية تؤكد أنها تتعلق بالصناعات العسكرية التي تم الاتفاق عليها في ملحق سري لم تذع أي من الدولتين تفاصيله. والواضح أن أنقرة تلعب بالنار، لأن إصرار أردوغان الذي يحن لعودة تركيا العثمانية بعد فشله في الانضمام إلى أوروبا، لأن الاوروبيين لا يقبلون بمعاييره الاستبدادية في الحكم وينفرون من طغيانه على حرية الرأي الصحافة بينما يتصور هو أن العرب في أضعف حالتهم يمكن أن يقبلوا بعودة الخلافة العثمانية وأن يكون لتركيا وجود عسكري على الأرض العربية مرة أخرى، وهو وهم كاذب لأن حكم الأتراك كان وبالاً على العرب مهما يَتَخَفَّ تحت عباءة الخلافة العثمانية ولأن أردوغان رغم كل ألاعيبه أصبح مكشوفاً لكل عربي. ولا أظن أن في إمكان أحد أن يفصل بين الوجود التركي في البحر الأحمر ودورها العبثي في الأزمة السورية وتدخلاتها في العراق وليبيا ودعمها للإرهاب ولجماعة الإخوان وانحيازها لقطر ضد السعودية والإمارات والبحرين ومصر أو يفصل بين أردوغان والبشير ودعمهما المشترك لجماعة الإخوان وكراهيتهما الواضحة لثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الجماعة والمرشد. وإذا كانت أهداف البشير قد تلاقت مع أهداف أردوغان بحكم أنهما ينتميان لجماعة الإخوان على ضرورة عزل مصر عن إفريقيا بحزام سياسي اقتصادي عسكري تركي يمر عبر أراضي السودان فهو «عشم إبليس» في الجنة، لأن الشعب السوداني لن يقبل ذلك مهما يحاول البشير تزييف وعي السودانيين، وكذلك الأمر مع الشعب التركي الذي يبدي دهشته ومعارضته لإصرار أردوغان على معاداة مصر والمصريين خاصة أن مشروع عودة الدولة العثمانية لا يلقى أي قبول داخل تركيا والاتفاقية التركية ـ السودانية بخصوص سواكن لا تحظى بأي قبول شعبي لأن الشعب التركي يعرف أنها موجهة أساساً ضد مصر. بقى أن أقول شيئاً واحداً، حذار من أن يمس غضبنا المتزايد من البشير شعب السودان لأنهم أخوالنا ولأنهم يكرهون في قرارة أنفسهم ما يفعله البشير للإضرار بمصر والمصريين، وأكاد أقول إنه ليس هناك سوى البشير يتمنى أن يقع بعض المصريين في هذا الخطأ الفادح ويسيئوا للشعب السوداني الشقيق، حمى الله وادي النيل مصر والسودان من شرور البشير الذي جاوز كل الحدود.

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذاأعطى البشير سواكن تركيا وليس قطر لماذاأعطى البشير سواكن تركيا وليس قطر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab