ترامب ومعضلة الاتفاق النووى

ترامب ومعضلة الاتفاق النووى !

ترامب ومعضلة الاتفاق النووى !

 العرب اليوم -

ترامب ومعضلة الاتفاق النووى

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم حملته الشعواء على الاتفاق النووى الإيرانى التى بدأت منذ حملته الانتخابية، ورغم إعلانه المبكر عزمه على إلغاء الاتفاق الذى يراه ضاراً بأمن الولايات المتحدة، لم ينجح الرئيس الامريكى ترامب فى إلغاء الاتفاق عندما واتته الفرصة، وإن كان قد تمكن من أن ينقل إلى الكونجرس المنقسم على نفسه سلطة إنهائه!، ولم يطالب ترامب الكونجرس بإعادة فرض العقوبات على إيران لعدم التزامها بتنفيذ بعض بنود الاتفاق الذى أقرته الوكالة الدولية للطاقة النووية، ورأت أن إيران تفى بجميع بنوده، وأن قرار المفتشين الدوليين الذين يراقبون تنفيذ إيران لكل بنود الاتفاق على مدى اللحظة والساعة وفقاً لأكثر الأجهزة تقدماً يؤكد التزام إيران الدقيق بالتنفيذ، لكن الرئيس ترامب طلب إلى الكونجرس إعادة التفاوض على بعض بنود الاتفاق بما يجعله أكثر قدرة على منع إيران من صنع سلاح نووى فترة زمنية أطول، وإضافة شروط جديدة تمنع طهران من مساندة منظمات الإرهاب فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها حزب الله والقاعدة وحماس وطالبان، وتلزمها وقف تجاربها الصاروخية بعد أن نجحت إيران أخيراً فى إطلاق صاروخ يصل مداه إلى أكثر من ألفى ميل، لكن الرئيس ترامب هدد بإلغاء الاتفاق إذا لم تمتثل طهران لكل هذه الشروط وتقبل إعادة التفاوض! 

وأغلب الظن أن ترفض طهران إعادة التفاوض، لأن إعادة التفاوض يشكل مطلباً أمريكياً احادى الجانب لا يوافق عليه كل الأعضاء الذين وقعوا الاتفاق، وهم الأعضاء الخمسة الدائمون فى مجلس الأمن بإستثناء واشنطن، إضافة إلى ألمانيا، خاصة أن بين الدول المعارضة لإعادة التفاوض حول بنود الاتفاق حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، إنجلترا وألمانيا وفرنسا الذين يرون ضرورة الإبقاء على الإتفاق النووى الايرانى ،لأنه يمثل خطوة مهمة فى تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ويوقف سباق التسلح النووى فى الشرق الأوسط، وفضلاً عن ذلك فإن الاتفاق ينهى حالة التوتر بين طهران والمجتمع الدولي، ويفتح طريق التعاون والاستثمارات على مصراعيه ويمكن الغرب من استئناف علاقاته التجارية مع إيران فى ظروف جديدة تشهد توسعاً ضخماً فى حجم الاستثمارات الإيرانية . 

ومع أن الرئيس ترامب ساق فى إطار خطابه يوم الجمعة الماضى حيثيات واضحة تدين إيران بالإرهاب، والعمل على تخريب الاستقرار فى الشرق الأوسط، وتتابع نشاط طهران الإرهابى منذ حادث حصار السفارة الأمريكية فى طهران عام 79، وتؤكد استمرار علاقاتها مع تنظيم القاعدة حتى اللحظة، وتتهمها بالتعاون مع كوريا الشمالية فى أنشطة نووية وصاروخية كثيرة، بما يخالف روح الاتفاق النووى الذى ينص فى ديباجته على أهمية العمل على خفض التوتر فى الشرق الأوسط ووقف عدوان الحوثيين على اليمن وحزب الله فى سوريا، إلا أن كثيرين يعتقدون أن واحداً من أهم أسباب استهداف ترامب للاتفاق النووى أنه يمثل أهم إنجاز للرئيس السابق أوباما يستهدف ترامب إلغاءه!، لكن مشكلة ترامب أنه لا يملك داخل مجلس الشيوخ الأغلبية التى تمكنه من تمرير القرار الذى يريده، لأنه يحتاج إلى أصوات ثمانية من شيوخ الديمقراطيين! وليس سراً أن إدارة ترامب منقسمة على نفسها إزاء الاتفاق، وأن وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتس يريان أن الاتفاق يحقق مصلحة أمريكا وأن إيران تفى بالتزاماتها، ولهذا السبب توافق مساعدو ترامب على أن يقوم الرئيس ترامب بسبب تأييده للاتفاق دون إلغائه بما يفتح الطريق لتدخل الكونجرس على أمل إصلاح بعض بنوده، وربما تحتاج الإدارة الأمريكية لهذا السبب إلى مزيد من الضغط على طهران، والتهديد باعتبار الحرس الثورى الإيرانى منظمة إرهابية تستخدم قواتها فى كثير من أعمال العنف فى الخارج خاصة سوريا، على أمل إضعاف موقف إيران، لكن الاتفاق كما تقول وزير خارجية الاتحاد الاوروبى لا يزال يعمل رغم معارضة ترامب، ولا يزال قائماً يمنحه الأوربيون تأييدهم ، ويفتح الطريق لعلاقات اقتصادية أوروبية أفضل مع طهران رغم غضب الولايات المتحدة، والسؤال الآن إلى متى تصمد الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا فى وجه ضغوط الولايات المتحدة وتواصل تأييدها للاتفاق؟! 

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب ومعضلة الاتفاق النووى ترامب ومعضلة الاتفاق النووى



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab