بوتين وبشار متفائلان

بوتين وبشار متفائلان!

بوتين وبشار متفائلان!

 العرب اليوم -

بوتين وبشار متفائلان

بقلم : مكرم محمد أحمد

يبدو أن تفاهمات الرئيس الامريكى ترامب والروسى بوتين على هامش رحلة ترامب الآسيوية الأخيرة حول قضية الحرب الأهلية السورية، تفتح الطريق المغلق أمام تسوية سياسية للأزمة السورية، يتوافق على خطوطها العريضة كل من الحكم والمعارضة السورية خلال مباحثاتهما التى تجرى فى جنيف، وتنتظر إشارة خضراء من الجانبين الروسى والامريكى تخرجها من حالة الجمود الراهن، وكان الرئيسان ترامب وبوتين قد توافقا خلال لقائهما فى فيتنام على ضرورة القضاء الكامل على داعش وليس مجرد هزيمتها، وإنهاء الحرب الأهلية السورية، وفى سوتشى المنتجع الروسى على البحر الأسود التقى الرئيس بوتين مع بشار الأسد قبل يومين للاتفاق على خطة عمل مشتركة للانتقال من مرحلة الحرب ضد داعش التى دخلت مرحلتها الأخيرة باستعادة مدينة الرقة السورية التى اختارها أبوبكر البغدادى عاصمة لدولته، وتحرير مدينة بوكمال على الحدود السورية العراقية، وإخراج داعش من كل الأراضى التى استولت عليها فى كل سوريا والعراق إلى مرحلة إقرار التسوية السياسية. وفى تصريحات مهمة نقلها التليفزيون الروسى أكد الرئيس الروسى لبشار الأسد أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن يتحقق النصر الكامل على الأرض، وإن كان مؤكداً أن العملية العسكرية تدخل مرحلة النهاية بالفعل، وأن المهمة الرئيسية على وشك الانتهاء، وفيما يشبه أن يكون احتفالاً بهزيمة داعش التقى الرئيس السورى فى سوتشى بمعظم القيادات العسكرية للقوات الروسية، وفى مقدمتهم وزير الدفاع الروسى سيرجى شويفو الذين قدمهم الرئيس الروسى لبشار الأسد باعتبارهم الأشخاص الذين لعبوا دوراً حاسماً فى إنقاذ سوريا، ويبدو أن الرئيس الروسى بوتين خاطب خلال اجتماعه مع بشار الأسد تميم أمير قطر التى مولت عمليات الإرهاب فى سوريا وساعدت على إنشاء جماعة النصرة التى مولتها وسلحتها قطر، فى إشارة إلى إمكانية فتح صفحة جديدة فى علاقات روسيا وقطر إن امتنعت قطر عن تمويل جبهة النصرة. وطبقاً لما أعلنته موسكو استقبل بوتين فى اليوم التالى الرئيس الإيرانى حسن روحاني، والتركى رجب الطيب أردوغان فى المنتجع نفسه باعتبارهما الطرفين الضالعين فى الأزمة السورية، إيران التى تساند الرئيس الأسد ويهمها تعزيز الوجود الإيرانى فى سوريا، والحصول على قاعدة عسكرية دائمة، والرئيس التركى أردوغان عدو بشار الأسد اللدود، لكن ما يجمع تركيا وإيران رغبتهما المشتركة فى تقليم أظافر الأكراد ومنعهم من الانفصال عن العراق فى دولة مستقلة، يمكن أن تكون عامل جذب لإنشاء دولة كردية تضم أكراد سوريا والعراق وتركيا وإيران، ت وبدون تعاون تركيا وإيران يصعب تحقيق الاستقرار فى سوريا. 

والأمر المؤكد أن الرئيس الروسى بوتن ينقل إلى الرئيس ترامب بشكل منتظم نتائج مباحثاته مع كل هذه الأطراف، وفى مقدمتهم بشار الأسد الذى يتطلع إلى لقاء قريب مع الرئيس الأمريكى ترامب الذى لا يزال يعتقد أن الأولوية ينبغى أن تكون القضاء على داعش، وليست الخلافات الجانبية التى تمزق المنطقة، وتشغل بال معظم زعمائها، ويبدو أن الرئيسين ترامب وبوتين اتفقا على عقد مؤتمر مشترك يضم قادة الشرق الأوسط يعزز التسوية السياسية للحرب الأهلية السورية، ويضمن تضافر الجميع من أجل ضمان نجاح التسوية، والواضح أيضاً أن الرئيسين ترامب وبوتين مشغولان بدور إسرائيل فى مرحلة إنهاء التسوية للأزمة السورية، الذى تم الاتفاق على خطوطها العريضة فى مرحلة حكم انتقالى يشرف عليها حكومة مشتركة من الحكم والمعارضة تكتب دستوراً جديداً للبلاد تجرى بموجبه انتخابات برلمانية ورئاسية تشرف عليها الأمم المتحدة، ويشير التحسن المضطرد فى علاقات سكان الجولان المحتل بسلطة الاحتلال الإسرائيلى فى الجولان وصمت سوريا الحكم عن هذا الوضع الذى يجسده أفواج السوريين الذين يعبرون الأسوار الشائكة لتلقى العلاج داخل مستشفيات إسرائيل إلى شيء جديد يطبخ على نار هادئة لضمان موافقة إسرائيل على عناصر التسوية للأزمة السورية. 

وربما يجسد انقسام الإدارة الأمريكية خاصة أجهزة الأمن والمخابرات حول ضلوع موسكو وتدخلها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 المشكلة الأكبر أمام الرئيس ترامب الذى يجاهر رغم وجود أدلة ثابتة بأن بوتين لم يتدخل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وأنه شخصية أمنية ورصينة يمكن أن يثق بها ويتعاون معها، بينما تعتقد أجهزة المعلومات والمخابرات الأمريكية أن بوتين ضحك على ذقن ترامب وخدعه خلال لقائهما فى فيتنام، وهى بالفعل المشكلة الأصعب أمام الرئيس الأمريكى الذى يبدى إستعداداً فائقاً للتعاون مع موسكو، ويعتبر هذا التعاون أمراً مفيداً وضرورياً، وبسبب هذا الخلاف تعطل تسوية القضية السورية طويلاً رغم أن الظروف المحلية والإقليمية ناضجة لإقرار حل سلمى يمكن أن يتحقق على أرض الواقع. 

arabstoday

GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين وبشار متفائلان بوتين وبشار متفائلان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab