ماذا يُريد معصوم مرزوق

ماذا يُريد معصوم مرزوق؟!

ماذا يُريد معصوم مرزوق؟!

 العرب اليوم -

ماذا يُريد معصوم مرزوق

بقلم : مكرم محمد أحمد

لا أعرف من الذى أذن للسفير معصوم مرزوق بإعلان حاجة مصر إلى استفتاء شعبى للإجابة على سؤال ربما يؤرقه دون المصريين جميعاً، مفاده هل تقبل أو لا تقبل استمرار الحكم الراهن!، وما هى المسوغات التى تبرر للسفير معصوم مرزوق أن يطرح هذا السؤال على الاستفتاء الشعبى العام رغم وجود قوى وأحزاب سياسية ونقابات مهنية ومجلس نواب منتخب، لم يحدث أن أرقها هذا السؤال أو استشعرت ضرورته!، ولا أعرف ما هى أوجه الطعن على شرعية نظام الحكم الذى فاز بأغلبية ساحقة فى انتخابات رئاسية شهدت حضوراً شعبياً قوياً لم يطعن أحد على نزاهتها ولم يحدث أن تعرضت إلى التشكيك فى شرعيتها وتحقق كل يوم إنجازاً مهما، وإذا كان السفير معصوم مرزوق يستشعر أن صعوبات عملية الإصلاح الاقتصادى تستحق هذا الاستفتاء، فلماذا تأخر اقتراحه إلى أن قارب الإصلاح على الانتهاء بنجاح عظيم واستحق إشادة المؤسسات المالية الدولية، ويستشعر المصريون دلائل نجاحه فى انخفاض العجز والبطالة وزيادة فرص العمل وارتفاع حجم الاحتياطيات النقدية الذى وصل لأول مرة فى تاريخ مصر الاقتصادى إلى ما يربو على 44 مليار دولار، بينما تواصل مصر بشجاعة واقتدار حربها على الإرهاب والفساد.

وإذا كان أكثر المتعاطفين مع مبادرة معصوم مرزوق على ندرتهم يرون أنها مجرد صيحة فرد ليست لديه القوة الاجتماعية والسياسية والشعبية التى تحول بيانه إلى مشروع ممكن التحقيق، فهى إذن الحماقة التى أعيت من يداويها خاصة أننا إزاء إدعاءات لا تتساند إلى واقع وقانون، هدفها إثارة الفتنة والفوضى وهز استقرار الوطن وتعكير صفو أمنه وسلامه.

وما يزيد من حجم الشكوك فى دوافع هذه المبادرة هذا الهجوم غير المبرر على قضاة المحكمة الدستورية والتطاول على رموزها دون اعتبار للأعراف والقانون والدستور والحق أن المحكمة الدستورية العليا لم تتطرق فى حكمها إلى قضية تيران وصنافير ولكنها قضت بعدم الاعتداد بالأحكام الصادرة من مجلس الدولة ببطلان الاتفاقية، وعدم الاعتداد بالأحكام الأخرى الصادرة من محكمة الأمور المستعجلة بتأييد الاتفاقية، باعتبار أن توقيع الاتفاقية عمل من أعمال السيادة، كما أن تعيين رئيس المحكمة الدستورية جاء وفقاً للإجراءات القانونية الصحيحة والمُتبعة خلفا لرئيس المحكمة السابق، وكذلك تعيين رئيس مجلس الدولة جاء وفق ضوابط وإجراءات صحيحة وليس وفقا للأهواء الشخصية كما ادعى معصوم مرزوق، لأن طريقة اختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا منصوص عليها فى المادة 193 من الدستور المصرى. وتكاد تخلص مشكلة معصوم مرزوق فى تعاطفه القوى مع جماعة الإخوان وحرصه الواضح على مصالحة الجماعة وإسقاط جرائمها البشعة، وهو أمر لا يستطيع معصوم مرزوق أو غيره أن يفرضه على الشعب المصرى الذى عانى عنف الجماعة وأفكارها التكفيرية وجرائمها النكراء وتحالفاتها الوثيقة مع جماعات الإرهاب التى خرجت جميعها من تحت معطف الجماعة، ولا أظن أن من حق معصوم مرزوق أن يفرض على المصريين صلحاً مع جماعة لا تزال تُقدس أفكار سيد قطب التكفيرية، ولم تراجع فكرها الدموى، ولم تعترف حتى بأخطائها الجسام التى ارتكبتها خلال وجودها فى الحكم الذى إنتهى بتظاهرة عارمة لم يشهد لها العالم مثيلاً، عندما خرج 30 مليون مصرى إلى الميادين فى كل المحافظات يطالبون بإنهاء حكم المرشد والجماعة. والواضح من التاريخ الفكرى لمعصوم مرزوق، أنه إما أن يكون أحد خلايا جماعة الإخوان النائمة الذى نجح فى إخفاء دوره وهويته الحقيقية إلى أن كشف عن نفسه أخيراً، لأن معصوم مرزوق لم يتجرأ مرة واحدة على مناقشة مواقف وخطايا جماعة الإخوان، سواء قبل أن تتمكن من السلطة أو بعد أن حكمت مصر لفترة عام، كرست خلاله كل جهودها للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، فضلا ًعن جهوده الأخيرة لتشكيل حزب موال للجماعة تحت إسم (الناس) ودفاعه المُستميت عن قيادات الجماعة وآخرهم محمد محسوب وهو أحد الذين وصفوا ثورة 30 يونيو وخروج 30 مليون مصرى إلى الشوارع بأنه مجرد خدعة، كما أنه أحد الداعمين الأساسيين لنظام قطر، ولم يكن أبداً من المتعاطفين مع الأمن والجيش المصرى فى حربهما على الإرهاب، ومع الأسف تحول معصوم مرزوق إلى شخص كاره ومُحبط، مكرساً كل جهوده للمصالحة مع جماعة الإخوان فى إطار غير متوازن يغض البصر عن خطايا الجماعة وجرائمها.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام

 

arabstoday

GMT 22:14 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

رسالة إسرائيلية.. أم إنفجار؟

GMT 03:49 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الموجة الجديدة من الحراك العربي

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان بين صيغتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يُريد معصوم مرزوق ماذا يُريد معصوم مرزوق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab