الشهرة الزائفة

الشهرة الزائفة

الشهرة الزائفة

 العرب اليوم -

الشهرة الزائفة

بقلم : عمرو الشوبكي

عادة ما تكون شهرة الإنسان نتاج موهبة أيًا كان نوعها أو عمل جاد أو حتى مسلٍّ أو ابتكار علمى أو دور سياسى، فأبواب الشهرة مفتوحة على الأقل فى عدد من المجالات، وهناك من يعرف يبنى شهرته على عمل أو فعل ولو محدود يروج له و«ينجمه» ولكنه فى النهاية يكون «عمل حاجة».

لكن المؤسف والصادم أن هناك من وضع الشهرة هدفًا وغاية يسعى للوصول إليها بكلام فارغ أو مسىء مثلما فعلت طبيبة إحدى المحافظات حين نشرت أسرار مرضاها وأخطاءهم وخطاياهم على مواقع التواصل الاجتماعى، ومارست وصاية على المجتمع وادعاء كاذبًا بالفضيلة والحجة البلهاء أنها لم تقل أسماء مرضاها.

المحزن أن هذه الثرثرة الهابطة وجدت من يتابعها ويحول الكلام الفارغ إلى حديث المدينة ويحقق للطبيبة هدفها فى الشهرة الزائفة وربما بعض المال، والمفارقة أنها حصلت على تعليم عالٍ، ومع ذلك فإن المفردات التى استخدمتها وطريقة كلامها شديدة السطحية وهى جزء من مشكلة «جهلاء» العصر الحالى الذين يتصورن أنهم علماء و«يفهموها وهى طايرة»، فى حين أنهم فى الحقيقة معدومو العلم والثقافة وليس لديهم حتى فطرة إنسانية سلمية نجدها عند كثير من البسطاء فى مصر.

مواجهة هذه النوعية من الناس يجب أن تكون مجتمعية ومهنية وأن يتعمق لدى الناس ثقافة المقاطعة لهذه الظواهر فيمتنعوا عن متابعتها، أو الذهاب لعيادتها دون الحاجة إلى اللجوء لأساليب المحاسبة الجنائية.

والحقيقة أن مشكلة البعض فى مصر أنهم يبحثون عن الشهرة والمال دون عمل حقيقى ولا جاد، وأن مهنة سامية مثل الطب لم تشبع رغبات الطبيبة فى التحقق المهنى والاجتماعى فهرولت نحو الانتشار والثرثرة بكلام فارغ بدلًا من أن تتقن عملها وتنتهى من رسالة الماجستير حتى يتاح لها إجراء عمليات بمفردها، وانشغلت بالشهرة الزائفة.

لقد اعتدنا أن نجد كلامًا فارغًا ومسيئًا كثيرًا يقوله من يفترض أنهم فنانون أو من يصفون أنفسهم بأنهم رجال دين أو سياسيون أحيانًا بحق المرأة وأحيانًا بحق المسيحيين أو بحق مجتمعات أخرى أو مخالفين لهم فى الرأى أو حتى الذوق العام ولكنها من المرات القليلة أن تكون الباحثة عن الشهرة الزائفة طبيبة فى بداية حياتها المهنية.

إن المجتمعات الصحية تعرف نقاشًا عامًا حول قضاياها الحقيقية تؤدى إلى شهرة الناس، فالخلاف حول أداء النظام السياسى أو بين مشروعين سياسيين يصنع رموزًا مشهورة بشكل طبيعى وغير مصنّع، والنقاش حول السياسات العامة فى الصحة والتعليم والمواصلات والخدمات يصنع شهرة لكل من يتصدى لهذه القضايا، والإبداع فى الفن والرياضة والأدب يصنع أيضًا شهرة حقيقية بل حتى أى جدل حول مشاكل حقيقية يصنع شهرة، أما فضح أسرار المرضى والثرثرة بكلام تافه فيجب ألا يصنع شهرة ويجب أن يكون محل مقاطعة مجتمعية.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهرة الزائفة الشهرة الزائفة



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab