اعترافات ومراجعات 39 توقف المصعد

اعترافات ومراجعات (39).. توقف المصعد

اعترافات ومراجعات (39).. توقف المصعد

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 39 توقف المصعد

بقلم - مصطفي الفقي

مازلت أذكر ذلك اليوم جيدًا عندما التقى الرؤساء: الفرنسى (فرنسوا ميتران) والمصرى (حسنى مبارك) والزعيم السنغالى الشاعر الإفريقى الكبير (ليوبولد سنغور) رئيس السنغال الأسبق ومعهم عدد من قيادات (الفرانكفونية) الدولية، وكان ذلك فى المبنى الذى تشغله بالإسكندرية (جامعة سنجور) الإفريقية الفرنسية التى تحمل اسم ذلك الزعيم السنغالى راعى نظرية (النيجروتود).

وهو زعيم الاستقلال فى بلاده كما كان عضوًا فى الجمعية الوطنية الفرنسية كواحد من الأفارقة القلائل الذين نالوا تلك العضوية، وكانت مناسبة اللقاء فى ذلك اليوم هى الاحتفال ببدء نشاط (جامعة سنجور) بالإسكندرية ومقرها كان يسمى من قبل (مبنى القطن) لأنه قد أقيم منذ سنوات طويلة ولم يتم تشغيله بشكل مجدٍ حتى تقرر أن يكون مقرًا لتلك الجامعة (الفرانكفونية) الإفريقية الفريدة.

وأتذكر الآن ذلك الحادث الطارئ الذى وقع يومها؛ فقد كان من المقرر أن ينتقل الرؤساء ومرافقوهم الكبار إلى أحد الأدوار العليا بالمصعد الضخم للمبنى وبالفعل دخل الرؤساء الثلاثة واكتمل العدد فى المصعد وحمدت الله أننى لم أجد مكانًا فيه لأننى أعانى من فوبيا المصاعد ضمن القلق الذى ينتابنى فى المبانى العالية، كما أن لى مشكلات مترسبة فى اللاوعى لتوقف المصاعد بى فى أحد الأدوار العالية؛ لذلك فإننى أفضل تجنب المصاعد قدر الإمكان ما لم تكن درجة الأمان واضحة والعامل المسؤول عن تحريكها موجودًا ومدربًا جيدًا على ماذا يفعل إذا تعطلت.

ولقد تأكدت مخاوفى فى ذلك اليوم إذ بعد أن تحرك المصعد دورًا أو دورين توقف فجأة لعطل فنى غير معلوم الأسباب، وكان الصيف حارًا فبدأ الرؤساء الثلاث وكبار المرافقين يشعرون بالقلق الشديد وبتصبب العرق الغزير منهم.

وقامت الدنيا ولم تقعد فى أدوار المبنى بحثًا عن أقرب أسلوب لإيقاف المصعد فى أحد الأدوار وإخراج الزعماء الثلاث ووفودهم بلا خسائر، ولحظتها حمدت الله أننى لم ألحق بالمصعد ولو جرى ذلك وأنا فيه فسوف أصاب بحالة ذعر تؤثر على معنويات الآخرين خلال الدقائق العشرين التى توقف فيها المصعد الرئاسى بتلك الكوكبة من مؤسسى تلك الجامعة الفريدة من نوعها.

ولقد تعاطفت دائمًا مع من لا يتحمسون لاستخدام المصاعد إلا مضطرين لأن توقفها فجأة مزعج للغاية ومثير للقلق والتوتر الذى تتفاوت درجته وفقًا لطبيعة الأفراد الذين يتعرضون لمثل تلك المواقف، وأتذكر الآن العبارة التى أصبحت شهيرة بعد أن أطلقتها فى تسعينيات القرن الماضى، وهى التى كانت تتحدث عن (الدور المسروق) أو (الطابق المسحور) الذى لا تقف عنده المصاعد، ولكنه يكتفى بأن تمر منه أنابيب المياه وشبكة الغاز وغيرها من وسائل الاتصال للمبنى الكبير.

ومع ذلك لا يقف المصعد عند ذلك الدور، وكنت أقول ذلك لتشبيه أوضاع جيلنا فى ذلك الوقت بأوضاع الأجيال الأخرى من راكبى المصاعد بخلاف رواد درجات السلم من أجل الصعود إلى أعلى، وكأنما كانت عبارتى بكائية مرحلية باسم جيل عصفت به ديمومة المسؤولين فى مقاعد السلطة حينذاك.

وأتذكر أن الدكتور عصام شرف وكان وزيرًا للنقل وقتها قد اتصل بى قائلًا: «ربما كان جيلك متوقفًا عند الطابق المسحور ولكنه أيضا هو نفس الجيل الذى يشد المصعد إلى أعلى بآليات حديثة من أجل مستقبل أفضل»، وكانت كلمات عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق بعد ذلك عزاء لى ولرفاقى من شركاء الموقف.

لقد مرت كل هذه الأفكار بخاطرى فى ذلك اليوم الذى توقف فيه المصعد بالرؤساء، وحالة التوتر التى سادت المكان فى تلك الدقائق العصيبة، حتى تحرك المصعد وخرج الجميع يتصببون عرقًا وتلوح على وجوههم مظاهر القلق والغضب معًا، ولقد رأيت أفلامًا كثيرة عربية وأجنبية عن أزمة المصاعد وتوقفها المفاجئ خصوصًا فى العصر الإلكترونى، حيث تكون الأمور أكثر تعقيدًا والأبواب أشد إحكامًا.. دعونا ندعُ الله أن يتحرك المصعد الوطنى المصرى إلى أعلى دون توقف، وأن يظل صاعدًا ما بقيت الكنانة على أرضها الطيبة، وما بقى الكوكب فى مساره الذى لا يتوقف!.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 39 توقف المصعد اعترافات ومراجعات 39 توقف المصعد



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab