متفوق يشكو الرئيس لنفسه

متفوق يشكو الرئيس لنفسه

متفوق يشكو الرئيس لنفسه

 العرب اليوم -

متفوق يشكو الرئيس لنفسه

عمار علي حسن

وصلتنى هذه الرسالة من الأستاذ كريم أبوحليمة حول دفعة النيابة الجديدة التى تم تعيينها، ومن بين أعضائها نجل شقيق الرئيس عبدالفتاح السيسى، طالباً منى أن أنشرها فى عمودى موجهة للرئيس، لعله يقرأها ويقف على ما فيها من معانٍ عميقة، وهى فرصة أيضاً لنذكر الرئيس بمائة وثمانية وثلاثين عضو نيابة صدر لهم قرار تعيين من المجلس الأعلى للقضاء قبل سنتين، ولم يصدر قرار من الرئيس بتنفيذ القرار حتى الآن، بدعوى أن أولياء أمورهم لا يحملون مؤهلاً عالياً، وهو وضع لم يتوافر لكل رؤساء مصر من محمد نجيب إلى السيسى.

نعود إلى رسالة كريم أبوحليمة، التى أنشرها هنا نصاً: «السيد رئيس الجمهورية/ بعد ما يليق بجنابكم من التحية.. يؤسفنى أن أبلغكم أنى أصبحت أُعيَّر بإيمانى بثورة 30 يونيو وبحماسى لرئيسها وقائدها، فبعد أن ملأت محيطى تبشيراً بالخير المرجو والإصلاح المنشود والعدل المأمول على أيديكم جاء توقيعكم على قرار تعيين معاونى النيابة العامة من الدفعة 2012 صافعاً لحسن ظنى بكم وبتوخيكم العدل فيما تقررون طارحاً أرضاً كل دفاع ذدت به عنكم، مريقاً لحب جعلنى أضع صورتكم مبروزة فى صالون شقتى الذى خلا -بالله- من صورة أبى رحمه الله.

كيف وقد ملأنا حديثك عن تمكين الكفاءات بشراً وأملاً أن يحولنا قرارك من راغبين فى تمثيل المجتمع فى الادعاء إلى مدعين ضده بتضييعهم وتمزيقهم؟!

من يجبر قلوبنا الكسيرة وقلوب أهلينا المفطورة المطعونة التى نزفت أملها وصارت خلواً من أى تعلق بمستقبل طيب لأبنائهم فى وطن صار هذا حاله ومآله؟

ابنكم كريم محمد إبراهيم السيد، حقوق المنصورة، جيد جداً 83.25%، دبلوم الدراسات العليا فى العلوم الجنائية وباحث بدبلوم القانون الخاص، ومعى أكثر من أربعين زميلاً من جامعتى من الأوائل والمتفوقين حاملى وباحثى الماجستير والذين تم تخطيهم فى التعيين لصالح زملائنا الحاصلين على تقديرات متدنية جداً، بل وتم تعيين من هو حاصل على تقدير جيد مع الرأفة، نشكوك إلى نفسك قبل أن نشكوك إلى الله لترفع الظلم عنا وتتدارك.

إن أبرز ملامح المجتمعات الفاسدة انسداد الطريق الطبيعى للصعود الطبقى والترقى الاجتماعى بتهميش معايير القدرة والموهبة والكفاءة لصالح آليات كانت سبباً فى العطب والعفن والتذيل والتكسح الذى أصابها ويهدد وجودها كالواسطة والرشوة والمحاباة والمحسوبية.

سيدى الرئيس ما زال مجتمعنا يدار بآليات -يقينى أنك ترفضها وتبغضها وتمقتها وتستأصلها كلما بدت لك- فقد جاء القرار جالداً كل الأحلام، صاعقاً كل الطموحات، منهياً لكل أمل كان سببه قرب العهد بثورة كانت دافعاً ومحفزاً لأبناء هذه الدفعة التى قامت ثورة يناير وهم فى منتصف طريقهم الدراسى فاعتبروا أنه آن لقول خالد أن يصدق فى بلدنا ولو مرة مفاده ونصه «من جد وجد»، فكان القرار منحياً لهذه المقولة مفسحاً الطريق لمقولة أخرى «عادت ريما لعادتها القديمة»، فشهد كماً غولياً من التجاوزات حيث:

- بلغ عدد المعينين 797، وهو أكبر عدد فى تاريخ الدفعات المعينة بالنيابة العامة والتى كانت تتراوح دوماً بين 500 و550.

- أكثر من 300 فرد من الحاصلين على تقدير أقل من 67% ونسبة قليلة جداً من جيد جداً لا تجاوز 100 من المعينين أغلبهم أبناء مستشارين «أى أن الحاكم ليس تقديرهم وإنما انتماؤهم الأسرى».. أرجوك يا سيادة الرئيس احفظ علينا حبنا لبلدنا وانتماءنا له قبل فوات الأوان.. لنا الله ثم ثقة فيك». انتهت الرسالة التى أتمنى أن تجد أذناً مصغية، وإرادة ماضية، ورغبة جادة فى الاستجابة.

arabstoday

GMT 05:18 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أمة الرواد والمشردين

GMT 05:16 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

يوليو جمال عبد الناصر وأنور السادات

GMT 05:15 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

المسلمون والإسلاميون في الغرب

GMT 05:13 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

في مدح الكرم

GMT 05:12 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

إنها أزمة مصطلحات!

GMT 05:10 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أميركا واختبار «الديمقراطية الجندرية»

GMT 04:33 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

لبنان بين حربي 2006 و2024

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متفوق يشكو الرئيس لنفسه متفوق يشكو الرئيس لنفسه



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab