ضد الرئيس وليس ضد مصر

ضد الرئيس وليس ضد مصر

ضد الرئيس وليس ضد مصر

 العرب اليوم -

ضد الرئيس وليس ضد مصر

عمار علي حسن

ليس مهماً أن أختلف مع النظام الحاكم أو أتفق، المهم أن أتفق وأتوافق مع مصر التى تسكن خلاياى وضميرى، هى الأبقى والأبهى، والنظم عابرة. وعموماً فالاختلاف حق، أم أن النظام الحالى قد علم أنصاره أن كل من يختلف معه هو كاره كريه؟ على حد قول الفاشى جورج بوش «من ليس معنا فهو ضدنا». الأخطر أن يقال: «من ليس مع الرئيس فى كل ما يقول وما يفعل هو ضد مصر» «كل من يقول لا: خائن، أسقطوا عنه الجنسية» أو يختزل البعض «الوطنية» فى الرئيس ومن معه، أو يقال «الرئيس لا يخطئ.. إنه على حق دوماً» أو «من مع الرئيس مع مصر، ومن ليس معه ضد مصر».

إن إدارة المجتمعات المدنية تختلف عن إدارة التنظيمات العسكرية، وأنا أعرف هذا جيداً فقد قضيت ثلاثين شهراً ضابطاً احتياطياً أثناء تأديتى خدمتى العسكرية، وأعرف جيداً أن الانضباط وطاعة الأوامر ضرورة فى الجيش، وبالقدر نفسه فإن الاختلاف فى الرؤى والتصورات ضرورة فى الحياة المدنية، إنه هو التنوع الخلاق، الذى يثرى الحياة، ويحمى بلدنا من أن تقع فريسة لغرور الفكرة الواحدة والرجل الواحد.

فى كثير من الأحيان يكون الوقوف ضد الرئيس وقوفاً مع مصر، وذلك حين يفكر الرئيس أو يتصرف بما يضر، حتى لو كان لا يقصد هذا، وقد بحّ صوتى وأنا أكتب عن «الإخلاص» و«الصواب» وقلت غير مرة إن «الإخلاص» وحده لا يكفى، فالطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة.

وليس كل ما يرد على مخيلة فى أحلام الليل يمكن تطبيقه فى النهار، فعلم النفس يخبرنا بأن كثيراً من الأحلام هى تنفيس عن رغبات الواقع المقموعة، ويعلمنا أن بعضها تكون كوابيس أو تخاريف أو تصاريف مجنونة، يجب الهروب منها، لا الاحتفاء بها. ليس مهماً أن أكره النظام الحاكم أو أحبه، المهم أن أحب مصر، ومع هذا أنا لا أكره أحداً، فالكراهية شعور بشع، أدعو الله ليل نهار ألا يسكن قلبى أبداً، إنما قد أختلف وهذا حقى كمواطن مصرى بسيط، والاختلاف رحمة فى كل الأحوال طالما كان سلمياً وعلنياً وشرعياً، وعندها ليست المشكلة فى نفسى، ولا فى موقفى واتجاهى، لكن المشكلة فى نفس وموقف من لا يقبل الاختلاف، ويظن أنه وحده من يجب أن ينفرد برسم معالم الوطنية، وأنه وحده من له حق التفكير والتعبير والتدبير، وأن من حوله فقط هم يستحقون الثقة فيهم، وأنهم الأكفأ، وأنهم هم الوطن والوطنية، وأن البقية عالة على كل ذلك.

إن مصر العظيمة أكبر من أن يضعها أحد فى جيبه، أو يرميها فى صندوق ويغلقه، ويقف ليصرخ: «مفتاحه معى أنا فقط»، وشعب مصر أكبر من أن يتم تجاهله أو إنكار حقه فى أن يختلف أحياناً، يختلف فى الوطن ولا يختلف عليه.

ليس مهماً أن أختلف أو أتفق مع النظام الحاكم، المهم أن أكون مع مصر، فى الشدة قبل الرخاء، وفى العسر قبل اليسر.. أختلف مع النظام، المهم أن يكون فعلاً «نظام» وأن أفعل ما يستقر فى ضميرى ويقينى أنه صواب، وعندها ليس لدىّ أى غضاضة فى أن أقول: «أحسنت». بل إننى من الذين يتمنون تكرار هذه الكلمة ليل نهار، فما يهمنا فى النهاية هو مصلحة المصريين، وعندها تصغر الخطوب، وتهون الكروب.

arabstoday

GMT 14:29 2023 الثلاثاء ,08 آب / أغسطس

في تركيا أيضاً... «إنّه الاقتصاد»!

GMT 04:19 2022 الأحد ,08 أيار / مايو

يوم النصر الروسي واحتمالاته

GMT 07:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

استعمال السلاح النووي حلال؟!

GMT 14:56 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بوش وآخرون

GMT 20:22 2020 الإثنين ,17 شباط / فبراير

كلام غير مسؤول لقادة عالميين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضد الرئيس وليس ضد مصر ضد الرئيس وليس ضد مصر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab