«السيسي» ليس أفقر رئيس فى العالم

«السيسي» ليس أفقر رئيس فى العالم

«السيسي» ليس أفقر رئيس فى العالم

 العرب اليوم -

«السيسي» ليس أفقر رئيس فى العالم

عمار علي حسن

تبرع الرئيس عبدالفتاح السيسى بنصف راتبه ونصف ثروته للدولة، لكن ما فعله، وهو محمود على كل حال، لا يزال بعيداً عمّا فعله الرئيس خوسيه ألبرتو موخيكا كوردانو، رئيس أوروغواي، الذى لم يقف عند حد التبرع بتسعين فى المائة من راتبه الشهرى (12 ألف دولار) إلى الجمعيات الخيرية والشركات الناشئة، بل يعيش حياة بسيطة متقشفة، لا تختلف عن تلك التى كان يحياها قبل أن يتسلم الحكم فى مطلع يناير 2010.
فـ«موخيكا» يعيش فى بيته الريفى الذى يصل إليه بعد أن يسلك طريقاً ترابياً طويلاً، ويرفض أن ينتقل إلى قصر الرئاسة، ولا يحتاج من الحرس إلا القليل، رغم أنه تعرض لإطلاق النار ست مرات، ولا يركب سوى سيارته الخاصة، وهى من طراز «فولكس فاجن بيتل» موديل 1987، ويقودها بنفسه، ولا يحب ارتداء البدل الرسمية ويسميها «دهاء البشرية.. ولعبة أرباب التجارة»، ويتصرف بعفوية وبساطة، ويحب زوجته كمراهق غرير أو شاعر، ولا يسمح لها بأن تعيش دور «السيدة الأولى»، ولا يرغب فى الظهور الإعلامى إلا قليلاً، وإزاء زهده هذا، تراجع الفساد فى بلاده، لتحتل المرتبة الثانية فى قائمة الدول الأقل فساداً بقارة أمريكا اللاتينية، وهنا يقول: «أهم أمر فى القيادة المثالية هو أن تبادر بالقيام بالفعل حتى يسهل على الآخرين تطبيقه».
وحين سألته شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية عن سر بساطته، أجاب بعفوية: «سنوات السجن كانت بمنزلة ورشة عمل صقلت طريقة حياتى وقيمى، أنا لست فقيراً، إنما الفقراء هم الذين يحتاجون الكثير.. أنا شخص متقشف، لا أحتاج الكثير للعيش بنفس الطريقة التى يعيشها الأغلبية من السكان فى البلاد، وهم الذين صوّتوا لى فى الانتخابات؛ فهذا الأسلوب يبقينى قريباً منهم، ومنتمياً إليهم».
ولهذا عمل باقتدار على إعادة توزيع الثروة فى بلاده؛ حيث تمكن مع حكومته من خفض معدل الفقر من 37% إلى 11%. وقد عرض فى شتاء 2011 على المصالح الاجتماعية فى حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسى فى العاصمة لتوفير المأوى للمشردين فى حالة عدم كفاية المراكز المخصصة لهم، وفى القصر نفسه استضاف مائة يتيم من أطفال سوريا المشردين، بفعل القتال المرير.
لم يأت موخيكا، المولود سنة 1935، إلى الرئاسة بغتة أو بطريق الصدفة؛ فهو رجل عركته تجربة سياسية طويلة؛ حيث كان مقاتلاً سابقاً فى منظمة توباماروس الثورية اليسارية، وإثر هذا مكث فى السجن أربعة عشر عاماً. وعمل وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية من سنة 2005 حتى 2008 وعمل بعدها بمجلس الشيوخ، ثم فاز بالانتخابات الرئاسية التى جرت فى نهاية سنة 2009.
يعارض «موخيكا» التدخين ويناضل ضد شركاته ويقول: «لا بد من السيطرة عليه لأنه يقتل المجتمعات»، ولهذا حظره فى الأماكن العامة، وهو من أنصار «بيئة نظيفة»؛ لذا رفض مشروع الطاقة المشتركة مع البرازيل من أجل الحصول على كهرباء باستخدام الفحم. كما يعارض الحروب، ويرى أن العالم ينفق كل دقيقة 2 مليار على الحرب، ويطالب الدول بأن تحل مشاكلها بالتفاوض، ويطالب الجميع بزراعة التسامح.
لكل هذا حصل «موخيكا» على اعتراف دولى بتواضعه واتساقه مع نفسه وعلى لقب «أفقر رئيس فى العالم وأكثرهم سخاء».
كم نحن بحاجة إلى «موخيكا» حقيقى..

 

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسي» ليس أفقر رئيس فى العالم «السيسي» ليس أفقر رئيس فى العالم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab