فلسطين في انتخابات البريطانيين

فلسطين في انتخابات البريطانيين

فلسطين في انتخابات البريطانيين

 العرب اليوم -

فلسطين في انتخابات البريطانيين

بقلم - بكر عويضة

ليست حرب غزة وحدها التي ستكون حاضرة في معركة انتخابات بريطانيا البرلمانية، إذ الأرجح، والأكثر اقتراباً من المنطق، أن فلسطين، بكل تفرعات وجوانب قضيتها، سوف تُشكّل واحداً من مجالات الجدل بين الثلاثة أحزاب الرئيسية. قبل القفز إلى أي استنتاج متعجل، أسارع إلى توضيح أنني لستُ أقصد أن مستقبل قطاع غزة، بعدما تضع الحرب الراهنة أوزارها، ولا مجمل الوضع الفلسطيني كلياً، سوف يندرج بوصفه بنداً أساسياً أو فرعياً حتى، ضمن برامج الأحزاب التي تخاطب الناخبين بغرض الفوز بأكبر نصيب من الأصوات. كلا بالتأكيد لدى الناخب البريطاني الكثير جداً من مشكلات أوضاع بريطانيا الداخلية، مما يتقدم في الأهمية على فلسطين، وغيرها من الاهتمامات الخارجية عموماً. إنما هذا لن يمنع أن حضوراً ما للقضايا العالمية سوف يبرز خلال مناقشات الناخبين مع المرشحين، ومن ثم إجابات هؤلاء على ما يطرح عليهم من تساؤلات. في هذا الصدد تحديداً، من الطبيعي أن تحظى فلسطين بحضور لافت للنظر.

لِمَ «من الطبيعي» هذه؟ هل ثمة مبرر للحسم على هذا النحو القاطع؟ نعم، ذلك أن حضور الموضوع الفلسطيني خلال مداولات الحملة الانتخابية، هو استكمال لما تشهده مختلف ساحات الجدل في هذا البلد من اختلاف في المواقف، سواء على صعيد قيادات الأحزاب، أو مستوى قواعدها الشعبية، إزاء حرب بنيامين نتنياهو الهمجية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة من جهة، ومن جهة ثانية إزاء مأساة الشعب الفلسطيني كلياً. لقد بدا تباين الآراء واضحاً، منذ الأيام الأولى التي تبعت زلزال «طوفان الأقصى»، التي بدا جلياً خلالها أن العالم كلياً يقف أمام حرب ليس من مثيل لها في كل الذي سبق من حروب إقليم الشرق الأوسط تحديداً، إنها حرب تغيير خرائط في المنطقة، بكل ما قد تتطلب من خطط لإعادة توزيع البشر، حتى لو أدى ذلك إلى اقتلاع البعض من أرض وُلدوا على أديمها، وتربوا في ربوعها، ودَفنوا في ترابها أحباءهم طوال سنين امتدت عقوداً، فإن لم تك هذه كلها صفات الحرب التي تفجر أشد الخلافات في المجتمعات السياسية كافة، فأي حرب يمكنها أن تفعل؟

الإجابة على السؤال أعلاه، هي أن كل حرب تمس ضمير الإنسان في أساس نشأته بوصفه بشراً، بصرف النظر عن الجنس والدين والعرق، وتلمس بالتالي أحاسيس إنسانيته بشكل صاعق، سوف تثير بين جموع الناس، أهوال غضب من الصعب على مفجري الحروب تخيله. فيتنام، مثلاً، سوف تبقى مثالاً غير عادي ضمن هذا السياق، ولن تنمحي من الذاكرة الإنسانية صورة طفلة سايغون ذات التسع سنوات، «فان ثي كيم فوك»، حين التقطتها الكاميرا فور إصابتها بقنابل النابالم الحارقة. نعم، عولجت الطفلة، وقُدر لها أن تعمّر، لكن صورتها تلك بقيت رمزاً لما تُوقع مآسي الحروب من زلازل في ضمائر ذوي قلوب لم تمت داخل أبدان حامليها الأحياء. ترى، كم هو عدد صور قتلى أطفال غزة، التي سوف تظل تصرخ كلما تطل إحداها من وثائق التاريخ، تذكّر العالم بهول الذي حصل، ولم يتوقف بعد؟

يبقى القول إن مسافات الاختلاف شاسعة بين مواقف حزب «المحافظين» الحاكم، وحزبي «العمال»، و«الليبرالي الديمقراطي » المعارضين، في شأن الموقف من مستقبل قطاع غزة، ومجمل الوضع الفلسطيني. في الآن نفسه، ليس هناك أي ضمان على ثبات موقف أي من الأحزاب الثلاثة، فكل المواقف عُرضة للتبدل. الجانب المحرج للجانب البريطاني عموماً، هو في مسألة الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، كما فعلت إسبانيا وآيرلندا والنرويج. لكن هذا أمر قد ينتظر طويلاً أمام ضخامة الذي ينتظر الحزب الرابح في انتخابات سوف تحدد مسار بريطانيا لخمس سنوات مقبلة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين في انتخابات البريطانيين فلسطين في انتخابات البريطانيين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab