أحمد المالكي
ونحن نحتفل هذه الأيام بمرور 80 عامًا على إنشاء الإذاعة المصرية، والتي انطلقت عام 1934م، بالاتفاق مع شركة ماركوني، وبعد ذلك تم تمصيرها عام 1947م، وكان أشهر جملة انطلقت من خلال الأثير إلى كل أنحاء مصر هنا القاهرة وكانت بصوت أحمد سالم، وأصبحت هنا القاهرة ماركة مسجلة حتى الآن.
الإذاعة المصرية جزء من تاريخ مصر ولعبت دورًا مهمًا في لحظات فارقة ومازالت حتى هذه اللحظة رغم ظهور التلفزيون والفضائيات والانترنت، إلا أنّ الإذاعة لها سحر خاص. لا أحد يستطيع أنّ ينكر أنّ الإذاعة بعيده عن الدور الذي تمارسه بعض الفضائيات من نشر الفتنة وفرض الرأي الذي تراه هذه القنوات فقط، بينما الإذاعة المصرية تختلف وتقدم برامج مختلفة تجد فيها نفسك على الأقل هناك برامج سياسية وبرامج تهتم بقضايا الشباب وبرامج تهتم بمشاكل الناس.
وعندما تستمع إلى الإذاعة تشعر أنك كنت تحتاج إلى ذلك لكي تبتعد قليلاً عما تلوث به فكرك من أفكار النخب والخبراء الأمنيين على شاشات الفضائيات والرأي الواحد وربما مصالح أصحاب هذه القنوات الذي يخسر بعضهم ورغم ذلك سعيد بخسارته لأن القناة الفضائية التي يملكها تخدم مصالحه الشخصية ولن أدخل في ملف الفضائيات، لأنه ملف كبير ويحتاج إلى مقالات.
ولكن في هذا المقال نحتفل بمرور 80 عامًا على انطلاق الإذاعة المصرية التي خرج منها أساتذة في الإعلام ومازالت الإذاعة تصنع إعلاميين هدفهم خدمة الناس.
الإذاعة بالنسبة لي وبالنسبة للكثير من الأجيال التي سبقتني، وبالنسبة للجيل الذي أنتمي إليه، هي قصة حب حقيقية لا تنتهي بداية من الراديو الذي كنت أضعه بجواري أثناء المذاكرة، وصولاً إلى موجات الإذاعة على النايل سات ومواقع الانترنت، ولم أنس حتى الآن اللحظات التي كنت أقضيها وبجواري الراديو، وهناك برامج مازالت عالقة في ذهني منذ بداية حبي للراديو الذي أحببته لدرجه تصل إلى العشق والإدمان. في سن مبكر جدًا استمعت إلى كل الإذاعات بداية من إذاعة القران الكريم وتلاوات القراء المختلفة من شيوخ الاذاعة كل صباح والانتقال بعد ذلك إلي موجات الإذاعة المختلفة إذاعة الشباب والرياضة التي كنت أتابع فيها البرامج الرياضية وأخبار الشباب وكنت دائما استمتع بسهرات إذاعة الشباب والرياضة ولم انس سهرة دنيا السمر والسهر حكاوي الأربعاء والذي تغير اسمه بعد ذلك إلى نجوم وأضواء في ليل الأربعاء، وتغير بعد ذلك اسمه إلى الكلام وأخره، وهذا البرنامج من تقديم الإذاعية نادية مبروك وهناء أبو العلا والمهندسة الصوتية عماد بدوي وكان من إخراج وائل طوبار وأيضا من البرامج التي كنت اسمعها على موجات إذاعة الشباب والرياضة برنامج عندما يعود القمر وبرنامج دندنه الذي كان يذاع بعد منتصف الليل.
وعندما أقوم بتحويل الموجه إلى إذاعة الشرق الأوسط كنت أحب الاستماع إلى برنامج الراديو دليلي والذي كان يقدمه الإذاعي سعد مصطفي وكانت فكرة البرنامج قائمة على عرض مشاكل الناس وتلقي مشاكلهم عبر الهاتف، وبعدها يقوم الإذاعي القدير سعد مصطفي بالاتصال علي المسؤولين لحل مشاكل الناس، وكان البرنامج يذاع كل أربعاء منتصف الليل وحزنت جدًا عندما عرفت بخبر وفاة الإذاعي القدير سعد مصطفي رحمه الله وأدخله فسيح جناته، لأننا خسرنا إذاعيًا قديرًا كان قريب جدًا من الناس ومحبوب جدًا وكان إذاعي متميزًا رحمه الله.
وعندما كنت أقوم بتحويل مؤشر الراديو إلى موجات صوت العرب، كنت استمع كل يوم خميس إلى برنامج تليفون آخر الليل، وكان يقدمه الإذاعي المتميز عاطف عبدالعزيز وفكرة البرنامج كانت جميلة، كان يقوم الأستاذ عاطف بالاتصال على الناس عبر الهاتف، ويطلب أرقام عشوائية في وقت متأخر من الليل، بعض الناس كان يتقبل الفكرة ويتحدث معه في أي موضوع وبعض الناس كان يعتبره أنه يقوم بمعاكسة في التليفون ويغلق الهاتف في وجهه، لكن الأستاذ عاطف كان يحب الفكرة وأصبح الكثير من الناس يستمعوا إلى هذا البرنامج والذي كان مقدمة البرنامج أغنية للفنانة صباح ألوه ألوه ياعينيا اديني بيروت على الخط شوية.
هذه ذكريات قضيتها مع الإذاعة منذ حبي لها ومازلت أتابع برامج الإذاعة المصرية، لأنها قصة حب لا تنتهي، وعندنا في الإذاعة إذاعيين متميزين في إذاعة الشباب والرياضة الإذاعية المتميزة نجلاء مرسي والتي تركز على قضايا مهمة مثل التعليم وقضايا المرأة، وفي إذاعة البرنامج العام الإذاعية المتميزة شيرين ممدوح، والتي تقدم برنامج آراء شبابية تعرض فيه أفكار الشباب وكل ضيوف البرنامج من الشباب، وهذا شئ محترم ومشرف خاصة أنّ الشباب يعاني من التهميش ويشعر دائمًا بالظلم، وتقوم الإذاعية المتميزة شيرين ممدوح بتقديم برنامج آخر على موجات إذاعة البرنامج العام برنامج حكاية بطل تستضيف فيه ذوي الإعاقة، والإذاعية شيرين ممدوح تقدم كل ما هو جديد من خلال برامجها وتتميز بنشاطها في العمل الإذاعي.
وفي إذاعة الشرق الأوسط الإذاعية المتميزة الأستاذة لمياء سليمان، وتقدم جميع البرامج سواء كانت سياسية أو برامج منوعات، وهي من المتميزين في إذاعة الشرق الأوسط.
وإذا تحدثنا عن أهم إذاعة، وهي إذاعة صوت العرب تضم نخبة من الإذاعيين المتميزين، وتقدم إذاعة صوت العرب برامج متميزة مثل برنامج بدون مونتاج، وهو من تقديم الإذاعية رشا سلام، وهناك برنامج برلمانيات ويقدمه الإذاعي والكاتب الصحفي المتميز الأستاذ محمد حلمي، بالإضافة إلى البرنامج المتميز، وهو أول توك شو إذاعي على الهواء وتقدمه الإذاعية تهاني عليمي، ورئيس تحرير البرنامج الأستاذ اشرف عبدالعزيز، ويتم في البرنامج مناقشة قضايا سياسية سواء داخل مصر أو على المستوي العربي أو المستوي الدولي، ودائمًا أحب الاستماع إليه كل مساء اثنين واستفيد كثيرًا بالموضوعات التي تطرح في البرنامج.
ولن انس إذاعة القاهرة الكبرى التي بها عدد من الإذاعيين المتميزين ومنهم الإذاعية المتميزة أميرة سليمان، والتي تقدم قضايا مختلفة عبر أثير إذاعة القاهرة الكبرى.
وبعد مرور 80 عامًا على إنشاء الإذاعة المصرية وارتباط أجيال تربت على صوت الإذاعة كل صباح وفي المساء نطالب القائمين على مبني ماسبيرو الاهتمام بالإذاعة المصرية وتطويرها والاهتمام بالعاملين فيها حتى تكون الإذاعة دائمًا في مستوى متميز ومتقدم وتستمر في آداء دورها الوطني في خدمة الناس وتقديم كل ما هو جديد، وكل سنة والعاملين في الإذاعة المصرية طيبين ودائمًا في تقدم وازدهار، وتبقي جملة هنا القاهرة.