المسافر 4

المسافر 4

المسافر 4

 العرب اليوم -

المسافر 4

بقلم : السيناريست أحمد صبحي

لا احد يستطيع ان ينكر كل هذا السحر  .. النيل تنظر اليه وكانك تراه لاول مره وتتداعى فى ذاكرتك كل الاشياء التى كنت تسمع عنها سواء عن لعنه الفراعنه او عن رويات قراءتها وتدور احداثها على ضفاف النيل وبين الاثار المصريه فيلم غرام فى الكرنك والاغانى والاستعراضات التى تم تصويرها هناك فلم صراع فى الوادى  لفاتن حمامه وعمر الشريف .. وكثير من الاشياء التى تجعلك تنفصل عن العالم الواقعى الذى تعيش فية وتتمنى ان تعود بالزمن الى الماضى السحيق لتعيش معهم وتعرف اسرارهم وفى الاقصر تجد دائما ان الوقت قليل ولا يسمح بان تقوم بكل الجولات التى وضعتها فى ذهنك بسهوله اولا لانك محدد بوقت ثانيا لان كل مكان يحتاج الى اكثر من زياره اللوحه الواحده فى كل معبد تحتاج الى ساعات طويله حتى تراها بدقه وتفهم المكتوب عليها وتتامل نقوشها كما ان زياره المكان ليلا يختلف تماما عن زيارته فى النهار ..

فى الحقيقة كان الجو يسوده نوع من الهدوء والحزن .. العاملين فى المعبد واصحاب البازارات والباعه الجائلين يشعرون بالحزن على المدينه التى اصبحت خاليه يقول سائق الحنطور
( والله العظيم انا صعبان عليا اللى بيحصل وصعبان عليا اكتر الحصان اللى لازم ياكل قبل منى .. اه طبعا لازم ياكل قبل منى ما هو اللى بيشتغل ويشغلنى كنت تعالى شوفه ايام العز كان يمشى كده مليان ليه هيبه يرقص وهو بيتحرك)
كانت الدموع تلمع فى عين سائق الحنطور ثم ابتسم وقال :اخدكم كده لفه كويسه حولين البلد مش هتكلفك كتير 10 جنيه بس والله عشان خاطر حمص اجيب له برسيم

قال المرشد : 10 جنيه ده تمن قليل قوى على فكره الاجانب لما كانوا موجودين كانت الحناطير دى تحس انها كرنفال والكل شغال وعمرك ما كنت تسمع خناقه بين صاحب حنطور وواحد تانى او يجرى على السائح يقوله تعالى اركب معايا كل واحد عارف دوره وكل واحد كان عارف بيشتغل ازى دلوقتى الزباين قليله عشان كده كل واحد عايز يخطف الزبون وعلى فكره كلامه صح هو اللى يهمه انه ياكل الحصان قبل ما ياكل هو
ركبنا الحنطور وقمنا بجوله كان السائق مبتسما لا يتحدث كثيرا ويبدو انه لا يريد ان يزعجنا قال له ابراهيم : انت بتحب الاقصر
رد بسرعه وكان الرد جاهز لا يحتاج الى تفكير : اه طبعا
ابراهيم : طب انت ليه ما فكرتش تسافر انا عارف ان اصحاب المدينه هنا بيعملوا علاقات حلوه قوى مع الاجانب وممكن اى واحد يسافر بسهوله
رد عليه ببساطة : اسافر ليه .. اللى بيسافر ده بيسافر عشان يعمل فلوس لكن احنا هنا كنا الحمد لله رب العالمين بنعمل فلوس حلوه قوى مش محتاجين للسفر
كان الرد صدمه بالنسبه لنا لم نتوقع باى حال من الاحوال ان يفكر  الباعه او اصحاب الحناطير بتلك الطريقه كنا نعتقد ان السفر هو الحلم والهدف لكل منهم  
قال : احنا بنشتغل ليل ونهار والعيال كمان بتشتغل احنا اتعلمنا من الاجانب ان ما فيش حاجه اسمها عيل صغير ولا واحد كبير اللى يقدر يمشى على رجله يقدر يجيب قرش
سالته : طب الاطفال برضو بيشتغلوا ده مش غلط عليهم
ضحك : بيعلب وبيشتغل وبيتعلم لغه .. الشغل هنا كله منافع والعيل من وهو صيغير لما يعرف قيمه القرش وازى يجيبه يطلع راجل
عدنا مره اخرى الى معبد الكرنك وكان على الباب يوجد مجموعه من الباعه الجائلين يبيعون العقود المصنوعه من الاحجار الملونه او الاشياء التى بها اشكال فرعونية كانوا يحاولون الالحاح ولكن بشكل بسيط وهادئ وليس فيه اى شئ من الاستفزاز مما جعلنا نشترى منهم ودخلنا المعبد مره اخرى وكانت الجوله التى قمنا بها جوله حره بعيده عن المرشد ثم  العوده مره اخرى الى المعبد لمعرفه تفاصيله
اغرب ما عرفناه عن معبد الكرنك ان اعمال التشيد والبناء فيه استمرات اكثر من 1500 عام والسؤال  هل كل الاجيال التى تعاقبت فى تلك الفتره والحكام قرروا ان يكملوا بناء المعبد كان هذا شئ غريب جدا لاننا تعودنا فى مصر ان من يقوم بوضع خطه للاصلاح او التعمير فى مصر لا تتم ابدا فمن ياتى من بعده يهدمها ولا يريد ان يسير على خطاة .. فكيف تعاقبت الاجيال وقررت ان تبنى المعبد وتكمله
طرحنا سؤال .. هل المعبد كان مكان للعباده فقط ام له دلاله اخرى الحقيقة كان بداخل كل منا ان بناء المعابد كانت رساله للمصريين اليوم اننا اصحاب حضاره للبناء لا للهدم .. واننا كنا نحاول بكل الطرق ان نعمر الكون .. بل نعمره بشكل جمالى وفن لا يمكن ان يقلدنا فيه احد .. ولكن مازال بداخلنا ان هناك اسرار لم تكتشف بعد .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافر 4 المسافر 4



GMT 19:49 2016 الخميس ,31 آذار/ مارس

تشوية الأجنة

GMT 07:38 2016 الخميس ,24 آذار/ مارس

المسافر 6

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين
 العرب اليوم - حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين

GMT 14:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
 العرب اليوم - عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab