مسرح الراويات المنسي والمغيب

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

 العرب اليوم -

مسرح الراويات المنسي والمغيب

بقلم : فاطمة غندور

عند عشرات البيوت الحديثة بقُرى واحة براك : القصر، العافية،المصلى، الزاوية ، والامكنة القديمة  التي دخلتها،  تنفستُ عبقهن ، حركة دؤوبة عشنها في أيامهن الخوالي صنعت معنى لحياتهن ، ساعات متواصلة من العمل خارج وداخل البيت،... في واحة براك( جنوب ليبيا) بين نخيلها وعيون مياهها ،  سمعت أصواتهن ،من خضن تعليما مبكرا منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، قابلت أربع تلميذات منهن تعلمن الايطالية، ومنهجي لغة عربية ودين، رفقة ذكور الواحة وبذات الفصل الدراسي إذ كان التعليم مختلط ، السيدات: مهارة ، امباركة ومبروكة عبدالوهاب، وأمنة بن ددو، وهناك فتيات من واحة "إدري" ايضا ، ولم يوثق لهن ذلك في مدونة تاريخ التعليم المبكر لسيدات ليبيا..

عندما وثقت رواياتهن "خراريف" شعبية  عند جلسات السمر المسائية ، شاهدت ممثلات ، وعرضا مسرحيا ،يرسمن بمخيلتهن  ابطال، وينسجن حوار ،وصراع وذروة وانقلاب وتغيير مصائر ،كل راوياتي تمتعن بقدر متفاوت من جودة الاداء المسرحي على ركح الحكي،حتى ومرور هذه السنوات التي قاربت العقدين ،مازلت اتذكر أداء جازيه حميدة،وعائشة يوسف ، وسليمة اسطيل التي أورثت ابنتها طرائقها في جذب سامعيها،من أطفال العائلة .
 
مشاهد مُستعادة تتراءى لي ،وأنا اتمعن في ألبوم الصور التي شُغفت بتفاصيلها ، واحتفظت بها ، ايماءتهن، صمتهن، تدرج مستويات إلقائهن الذي يعلو ويهبط ،بدلالات الحذر، الترقب، الرجاء ، التعجب،..وهن يلاحقن مفاعيل ابطالهن ويوصلن رسائلهن يوم كانت الحكايات اولى مدارس الحياة....

.أتذكر أني ذات محاضرة مع طلابي بالكلية ، بقسم المسرح عام 2005 ، وفي مادة "المسرح العربي" والدرس ظواهره المسرحية ضمن تراثنا العربي، حدثت طلابي عن  استبعاد الراويات الشعبيات ( إناث!!) ، عن مظلومية عدم اعتبارهن ضمن تلك الظواهر وتقاليد العرض المسرحي في بواكيره.. ( ماقبل العلبة الايطالية) ،فيما يحظى بذلك صنوها الحكواتي ،والسامر ،( الذكور!)..وتسميات أخرى حسب بلداننا العربية، لهم  الحسبانية والاعتبار والاشادة.ولهن التغييب والنسيان.. !!

** هذه الصور التي أنشرها لأول مرة، اتقصد من خلالها الاعتراف بالفضل، بما أدين لهن،و تحية وسلام لأرواحهن، افتقدهن اليوم وقد غادرن الحياة ، وتقديري لأهلهن على استقبال كريم وتشجيع حظيت به ،ووقتها في بحث ميداني مبكر حول الواحة، وعن حكاياتها،اخترقت فيها خصوصياتهن بأسئلتي إذ خصصت محورا عن الراويات وأدوارهن، وقد فعلن الكثير لاستحضار مناخات الروي ومسرحه، كما إحضار جمهور من السامعين أثناء تسجيلي معهن، حضروا عائلة وجيران واحباب .
 كان حري وجدير أن أهديهن كتابي: حاملات السر 2012..وقبلها كتابي:  ياحجاركم يامجاركم 2006...

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرح الراويات المنسي والمغيب مسرح الراويات المنسي والمغيب



GMT 10:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 10:58 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 09:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 02:18 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab