أنور الخطيب لمحمود درويش إذنلماذا خرجت

أنور الخطيب لمحمود درويش: إذن..لماذا خرجت

أنور الخطيب لمحمود درويش: إذن..لماذا خرجت

 العرب اليوم -

أنور الخطيب لمحمود درويش إذنلماذا خرجت

بقلم : أنور الخطيب *

بعيدا ..
عن الأصدقاء الشعراء والمنفى القريب
عن الوطن الحبيب الغريب
عن الأمنيات الكثيرة التي لا تغيب
عن النداء القليل الذي لا يجيب
بعيدا…
عن حصان أبيك وقلب أخيك
وصدر “أنات”
بعيدا
عن الصحراء تفتش في شِعرك الملكي
عن مفردات الصعاليك والأتقياء
بعيدا
عن المقاتلين المرتبكين بين القادة والأنبياء
عن جيوش تستعد لاحتفالات “فالنتاين” بعد صلاة العشاء
بعيدا
عن نسائك المنتظرات في شرفة القصيدة
بعيدا
عن رائحة القهوة في شال أمك
بعيدا
عن قلب قلبك
بلا خجل قررت أن تموت
بعيدا عنك،
بعيدا عنا،
بعيدا عن البيوت ومن في البيوت..
وكما ساحرٍ
قرّر أن يكون ضحية سحرِه
خرجت من جدارية الوقت
من التفاسير الكثيرة للعابرين
من مقهاك على شاطئ بحرك
ألقيت سلاحك
لا مُنازِلٌ في الغيب تسأله النزال
لا يوسف في الجب تسأله القتال
خرجت خلسة وفجأة من عواصم الذكريات
هجرت بيروت، الشام، عمّان
وتونس واللوتس والأحجيات
وضعت أقلامك السود على الحدود
لتكتب أشياءك الخاصة في العراء
ويكتب ظلك فوقها حين تعود
من نزهة في الاختفاء،
أين اختفيت؟
هل توقيتُ اختفائك مقنع؟
واختيارُك للمكان مقنع؟
وعودَتك التي لا تشبه العائدين مقنعة؟
ومشيتُك التي لا تشبه مشيَك مقنعة؟
واعتلاؤُك المسرح دون ظلك مقنع؟
لا شيء مقنع مما فعلت..
لأول مرة لا يعتريك الجنون
وأنت تكتب نصاً بحجم نكبتنا
لأول مرة يخونك الحرف في وصفنا
لأول مرة تخوننا
لأول مرة تكون أمامنا ولا تكوننا
فهل يرضيك نصك الجليل
العصيُّ على النشر والتأويل
عصيٌّ على القراءة والكتابة
عصيٌّ على بياض الورق
لأول مرة
لا تكتب نصا مقلقاً
خرجتَ منا ومنكَ وأنت تعلم
أي مفترق للطرق
كلها تقود إلى نفقٍ بعده نفق
حيث السلام يختنق
والنهار يحترق
واليمام بلا أفق
خرجت في زيِّك الأبيض الأخير
كأنك تمسح ما كتبت على الهواء
إذن..لماذا خرجت!
أنور الخطيب شاعر فلسطيني مقيم في لبنان*

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنور الخطيب لمحمود درويش إذنلماذا خرجت أنور الخطيب لمحمود درويش إذنلماذا خرجت



GMT 10:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 10:58 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 09:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 02:18 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab