بقلم : محمد عواد
لم يعد انتقاد مروان فيلايني أو الانتقاص منه حاليًا إلا من باب المزاح، أو من باب عدم متابعة المباريات بقدر الانشغال بالتغريدات في "فيسبوك" أو "تويتر" عن اللاعب، من باب أن الناس تحب هذا الموضوع وتوافق عليه كلما تعثر مانشستر يونايتد.
لم يعد فيلايني هو ذات مروان القابل للانتقاد وقت لويس فان جال، فتقريبًا في كل مواجهة لعبها منذ قدوم السبيشال وان، قدم المطلوب منه، ولو حاول البعض تضخيم بعض هفواته، مثلما حاولوا اعتبار تسببه بركلة جزاء ضد إيفرتون الموسم الماضي كارثة، في حين أن كل لاعب في كرة القدم معرض لذات الموقف.
ولعل الفارق بين مروان الحالي وفيلايني السابق، هو نفس الفارق بين جوزيه مورينيو ولويس فان جال، فالأول صاحب فلسفة كرة قدم واقعية مرنة، يلعب بالأسلحة التي يملكها ولا يملك أسلوب واحد مؤمن فيه، فأسلوبه الوحيد هو الفوز، والثاني صاحب فلسفة صلبة، يؤمن فيها ويرفض التهاون بأدق تفاصيلها.
بناء على هذا الاختلاف، فإن جوزيه كلما استخدم فيلايني طلب منه وظائف يستطيع فعلها، جعل الأمر أبسط عليه، فالمساحة التي يغطيها في الملعب أقل، وواجباته عند امتلاك الكرة أسهل وأكثر مباشرة، وحتى عند دخوله إلى المناطق الهجومية فلا يتم محاولة البناء عليه بأكثر من لمسة واحدة أو كرة هوائية.
أما لويس فان جال، فالرجل لديه مبدأ مختلف، على الجميع الانسجام مع أفكاره، ولعل تذكرنا خلافه مع لاعب بحجم ريفالدو في برشلونة يوضح الأمر، حيث أراد تغيير مركزه والبرازيلي رفض، وهو ما فعله مع وظائف مروان، ولأن البلجيكي محترف ومطيع كان يوافق على كل شيء.
لو عدنا إلى خرائط حرارية توضح تمركز فيلايني مع فان جال، أو حتى لو استخدمنا ذاكرتنا فقط، لوجدنا أننا كنا نراه كثيراً يتحرك بين الخطوط، ونراه يذهب إلى الأطراف، ثم نجده في عدة مواقف واحد لواحد مطالب بمهارة فردية ليمر، وهي كلها أمور ليست من قدراته، ولن يستطيع فعلها ولو صرخ فان جال 1000 مرة !
المشكلة لم تكن مع فيلايني كلاعب، بل مع فيلايني فان جال، فمن كان يستحق الانتقاد المدرب وليس اللاعب، وكان وقتها من حق الجمهور السخرية من "فيلايني ميسي"، ولكن منذ وصول جوزيه، فإن مروان يلعب بشكل أفضل، ربما استغرق الأمر وقتًا أطول ليعترف الناس بذلك، لكن من الواضح أن الغالبية باتت تفهم أن هناك فيلايني آخر هذه الأيام.