بقلم عادل عطية
لاشك أن فارق الإمكانيات والخبرات والأجواء تفرض وجود مسافات تتعدى ليس الأمتار بل الأميال بين كرة القدم التي نمارسها ونتابعها في ملاعبنا ونظيرتها في القارة العجوز القارة الأوروبية سواء على صعيد الدوريات المحلية والقارية.. وأن ما حققه فريق ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز من مستوى أداء ونتائج مبهرة لابد وأن نرفع له القبعـة تقديرًا واحترامًا لكـل ما يقدمه حتى الأن بعد أن اقترب بقوة من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي " البريميرليغ " فهـذا الفريـق يستحـق أن نشيد به ونصفق لـه كثيرًا.
لـو نظرنـا للأسماء التـي تلعب بين صفوفه وقمنـا بـ مقارنتهـا بباقـي اللاعبين المتواجدين في أنديـة القمـة المان سيتي والمان يونايتد والأرسنال وليفربول وتشيلسي وتوتنهام لوجدنـا فرق شاسـع بيـنهم وبين السماء الأخرى أمثال هازارد، أوزيل، بيتر تشك، أجويرو ورونى والقائمة تطول، وإذا نظرنـا للإمكانيات المادية لليستر سيتي لاكتشفنا إنهـا لا تقارن بـباقـي الأندية، كـنت أتوقـع مثل أغلبيـة الرياضييـن وخبراء اللعبة في بدايـة الدوري أنهـا مجرد طفره عابرة وأن الحظ خدمهـم في أكثر من مناسبـة ولقاء في جدول ترتيب المسابقة، ولكـن من مباراة لأخرى أثبتـوا أن هـذه الانتصارات لم تأت من فراغ أو بضربة حظ ولـم تكـن مجرد خبطة عابرة بل أنهـا جينـات عنـد لاعبي ليستـر سيتي ومدربهـم القدير المحنك الإيطالي كلاوديو رانيري، ومرت الجولات وشعرنا بشخصية الفريق واختلافه عن أقرانه في الأندية الكبيرة ذات سمعة أوروبية وعالمية عريقة ويقولـون كلمتهـم ويـسكتـون أفـواه المـشككيـن بهـم ويستقطبون أنصار حازوا على أعجابهم لما يقدموه من كرة قدم تتسم بالمتعة والأثارة والتشويق، إضافة لإصرارهم المستمر والتطلع الدائم للانتصارات وإثبات الذات.
لاشك أن الحالة الإيجابية التي صنعها المدير الفني رانيري ولاعبيه وضعتهم في مصاف الكبار، وبقى فصل وحيد على ختام حكاية ليستر سيتي مع أندية الكبار، وبات الفجر قريبًا للغاية، لتحويل حلم سعيد عاشه ليستر المقبل من المجهول، إلى واقع حقيقي، يظفر فيه الشباب المتحمس والمتدفق عشقًا لناد أصبح أسطورة، بلقب أغلى بطولة محلية أوروبية، وسط أنظار أندية عملاقة، لتشهد تتويج البطل الجديد، أما نحن مازلنا نتحرك كالسلحفاة ونزحف كالتماسيح ونحبو كالبط.