ليبيا مابين مطرقة التدخل الغربي المحتمل وسندان المستقبل قاتم المعالم

"ليبيا ...مابين مطرقة التدخل الغربي المحتمل وسندان المستقبل قاتم المعالم !؟ "

"ليبيا ...مابين مطرقة التدخل الغربي المحتمل وسندان المستقبل قاتم المعالم !؟ "

 العرب اليوم -

ليبيا مابين مطرقة التدخل الغربي المحتمل وسندان المستقبل قاتم المعالم

بقلم: هشام الهبيشان

يلقي المشهد الليبي اليوم بكل ظلاله المؤلمة بواقع جديد على الواقع الدولي المضطرب، فيظهر الى هذا المشهد الدولي المضطرب واقع المشهد الليبي بكل تجلياته المؤلمه والمأسوية،وخصوصآ في ظل الحديت المتزايد عن احتمالات التدخل الغربي العسكري في ليبيا ، التي تشهد اراضيها استمرار فصول الصراع العسكري على الارض تاركاً خلفه عشرات الآلاف من القتلى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكافة البنى التحتية بالدولة الليبية.
 
اليوم وتزامنآ مع الحديث عن التدخل العسكري الغربي بليبيا ، نسمع عن مؤتمرات دولية «لا تغني ولا تسمن من جوع الليبين التواقين للاستقرار»، وهذه المؤتمرات تعقد في مناطق جغرافية خارج الوطن الليبي، تسعى كما يقال الى وضع حد لحالة الفوضى التي تعيشها الدولة الليبية، هذه المؤتمرات تتسابق بعض القوى الليبية اليوم لإفشالها، وهذه القوى هي التي تراهن اليوم على الحسم الميداني على الأرض.
 
ومن هنا يمكن القول إنه بات من الواضح أن مسار الحلول السياسية وتحديداً منذ مطلع عام 2016، قد نعتها مسار الحلول العسكرية على الارض للقوى المتصارعة على الساحة الليبية، فقد عشنا منذ مطلع العام الحالي تحديداً على تطورات دراماتيكية «دموية»، عاشتها الدولة الليبية من شمالها الى جنوبها، ومن غربها الى شرقها، والواضح أنها ستمتد على امتداد أيام هذا العام، فقد اشتعلت جبهات عدة على امتداد الجغرافيا الليبية، وفي شكل سريع ومفاجئ جداً، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة العسكرية الليبية، وخصوصاً بعد تمدد القوى الرديكالية "داعش " في شكل واسع بمناطق شرق وجنوب شرقي ليبيا.
 
وبالأنتقال الى مايجري بليبيا عسكريآ  ،وخصوصآ ببعض مدن الجنوب والشرق الليبي النفطية،فقد فرض الواقع العسكري نفسه وبقوة ،على كل التجليات المأساوية التي عاشتها الدولة الليبية مؤخرآ ، فقد شهدت البلاد خلال ألاشهر الأربعة الماضية ،صراعآ دمويآ كبيرآ محليآ مدعوم بأجندات خارجية،وقد كانت اطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال لا الحصر ،ميليشيات وكتائب عسكرية متعددة وما يسمى بأنصار الشريعة»و»كتائب فجر ليبيا «ومجالس الثورة « «وميليشيات المدن الليبية « «وداعش « وو،الخ.

تعدد هذه المليشيات المسلحة على الاراضي الليبية افرز حالة صراع دائم فيما بينها وهيئ الارضية المناسبة للتدخل الغربي  ،فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي -دولي ،مما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلآ ،وفي ظل غياب اي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض،ومع ظهور جماعات رديكالية متواجدة بشرق وجنوب شرق ليبيا ،أعلنت ولائها ومبايعتها لتنظيم داعش الرديكالي ،وهذا ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلآ،وهذا الوضع قد يستمر لأشهر قادمة قبل الحديث عن جراحه دولية ، خاصه بالواقع الليبي، وأنشاء حلف دولي لمحاربة القوى المتطرفه في ليبيا، وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح مؤخرآ ، والهدف هو اقتسام الكعكة الليبية بين القوى الكبرى .

ختامآ ،يمكن القول ان المشهد الليبي يزداد تعقيدآ مع مرور الأيام ،وخصوصآ مع الحديث الغربي المتكرر عن احتمالات التدخل العسكري المباشر ،وهذا ما يؤكد  أن الدولة الليبية بكل أركانها مقبلة على مراحل مستقبلية صعبة من تاريخها الوجودي ، والواضح أن الدولة  الليبية ستبقى تدور بفلك فوضوي طويل عنوانه العريض هو الفوضى والصراع الدائم على الارض الليبية، والسؤال الذي يستحق أن يطرح هنا ويوجه للشعب العربي الليبي  ..من يتحمل مسؤولية كل ما يجري بليبيا اليوم ؟؟…

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا مابين مطرقة التدخل الغربي المحتمل وسندان المستقبل قاتم المعالم  ليبيا مابين مطرقة التدخل الغربي المحتمل وسندان المستقبل قاتم المعالم



GMT 03:17 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

ليبيا رايح جاي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab