رسالة للسلطات الأميركية أطباء بلا حدود ضحية

رسالة للسلطات الأميركية ...أطباء بلا حدود ضحية

رسالة للسلطات الأميركية ...أطباء بلا حدود ضحية

 العرب اليوم -

رسالة للسلطات الأميركية أطباء بلا حدود ضحية

الدكتور فايز أبو حميدان
بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

عندما أقام الجنرال الأميركي جوزيف كامبل مؤتمره الصحافي بتاريخ 05/10/2015 تحدث فيه عن حادث قصف القوات الأميركية لمستشفى تابع لمنظمة أطباء بلا حدود في مدينة قندوز الأفغانية، الذي راح ضحيته 29 شخصًا منهم 15 من موظفي المنظمة الطبية العالمية، حيث وعد في ذلك الوقت بالقيام بكل ما هو ممكن من أجل معرفة أسباب هذا الخطأ الفظيع، كما وصدر قبل عدة أيام التقرير الذي قامت القوات الأميركية بإعداده، ولا شك بأن هذا التقرير غير خاضع لمراقبة جهات دولية أو حتى جهات محايدة، حيث علقت عليه المنظمة بأنه غير واقعي ويطرح تساؤلات أكثر من إجابات.

فعلى الرغم من كل الوعود الأميركية والاعتذارات والتأكيد بأن ذلك لم يكن عملًا مقصودًا إلا أن الوقائع التي تم الكشف عنها أثبتت عكس ذلك، فالقوات الأميركية يتوجب عليها التوضيح مثلًا لماذا تم قصف المستشفى أربع مرات متتالية رغم التحذيرات الهاتفية من قبل منظمة أطباء بلا حدود للجهات المختصة، كما يوجد أيضًا تناقضات فيما تم الإعلان عنه من قبل السلطات الأفغانية والأميركية رغم تحالفهما في هذه المنطقة.

كما أن الموقع الجغرافي للمستشفى معروف لدى السلطات الأميركية، وهو عبارة عن مبنى علوي معروف لقوات التحالف، ويختلف كليًا عن المباني المجاورة، وليس كما تدعي القوات الأميركية بأنه مبنى للمخابرات الأفغانية احتلته قوات طالبان، و يبعد 300 متر عن مبنى المستشفى.

بالإضافة إلى التناقضات الواضحة في الأخبار الواردة من أميركا، والتي تؤكد تورط الإدارة الأميركية في إحدى الجرائم الإنسانية والتي تتبلور في الادعاءات بأن طائرة AC-130 لم تستخدم الرادارات بل اكتفت بالرؤية المجردة الأمر الذي لا يستطيع تصديقه عقل إنسان، كما أن الادعاءات الأميركية الواهية بأن الطيارين لم يطلعوا على خرائط خاصة تسمى No Strike List، جريمة أخرى وتعتبر خطأ عسكري غير مسبوق .

يضاف إلى ذلك أن البعض يقول بأن الطائرات التي قامت بقصف المبنى كانت تعاني من خلل فني، حيث حاولوا إثبات ذلك في بعض الصور والفيديوهات والرسائل الإلكترونية التي تم استلامها، ومبرر آخر يتبلور في أن الاتصال مع القاعدة الأرضية قد انقطع مما كان يتوجب إنهاء المهمة والعودة إلى المطار وللأسف هذا لم يحدث.

إن منظمة أطباء بلا حدود كانت تعالج جميع الجرحى في هذا المستشفى سواء أكانوا من الطالبان أو غيرهم لأن مهمتهم إنسانية، ويذكر بأن المنظمة قامت بتوجيه اتهامات للحكومة الأميركية بأن أحد أهدافها كان قتل أحد قادة الطالبان من الباكستان، والذي كان مصابًا ويُعتَقَد بأنه كان يُعالَج في هذا المستشفى، وهذا ما نفته منظمة أطباء بلا حدود، أن ما حدث هو جريمة حرب يجب محاسبة المسؤولين عن حدوثها، وعلى المجتمع الدولي القياس بمعيار واحد وليس باثنين، ومعاقبة الجناة الذين أودوا بحياة أطباء أبرياء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة للسلطات الأميركية أطباء بلا حدود ضحية رسالة للسلطات الأميركية أطباء بلا حدود ضحية



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:37 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

سوناك يقر بالهزيمة في انتخابات بريطانيا
 العرب اليوم - سوناك يقر بالهزيمة في انتخابات بريطانيا

GMT 14:42 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

الزواج سم قاتل مسلسل هنا الزاهد فى رمضان 2025
 العرب اليوم - الزواج سم قاتل مسلسل هنا الزاهد فى رمضان 2025

GMT 11:08 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

عقار "الفياغرا" قد يساعد في الوقاية من الخرف

GMT 08:55 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك من حول العالم

GMT 06:08 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

الحل في ليبيا بإخلائها من الميليشيات

GMT 23:59 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

ليون الفرنسي يُبرم أغلى صفقة في تاريخه

GMT 10:43 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

جوجل يحتفل بالذكرى الـ 62 لاستقلال الجزائر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab