رفاعي العدل
هذا الرجل الذي نال القبول من معظم أبناء الشعب داخليًّا وخارجيًّا وعلى الصعيد العالميّ, يقترب من الجلوس على العرش المصريّ، ويُعتبر هذا القبول هو أحد النقاط الإيجابيّة في احتماليّة نجاح المشير عبدالفتاح السيسي في المرحلة المقبلة في قيادة البلاد.
ومن الغريب أنه لم يُقدّم أي برنامج انتخابيّ ولم يعد بأي تطوير، ولا أعلم إن كان هذا ذكاءًا أم دهاءًا من هذا الرجل، لخبرته بأحوال البلاد التي تتكدس بالفساد الداخليّ وانهيار في النظام الاقتصاديّ، أم أنه لا يملك أي برنامج للتطوير وسيستعين بمن حوله من خبراء وعلماء.
ومن المثير للشفقة أن المنافس للسيسي لا يحصد إلا على أصوات تنافس الأصوات الباطلة، فأقف مع نفسي وأكرّر سؤالاً طالما انشغل عقلي به في المرحلة الأخيرة، "ما هذا القبول؟ وما مصدره؟ وعلى أي أساس ازدحمت الصفوف الانتخابيّة للتصويت له؟!".
ومن المثير أنه نزل الانتخابات بناءًا على طلب الشعب، ويكتسح الأصوات من دون أية مناظرات ولا وعود، ولكن نحن كشعب ومواطنين لا نريد إلا أن نحيا حياة كريمة إنسانيّة، ثم تأتي الخطوة الثانية وهي الانضباط القانونيّ والعدالة القضائيّة والأمن الداخليّ، والخطوة الثالثة هي وجود اقتصاد باهر ونهضة في الناحية العلميّة والبحثية، ثم نتاج هذا كله وهو استنشاق نسيم الحريّة، حينها سيكون الميعاد لقطف ثمار الحرية اليانعة، ولكن إن تمّ قلب الموازين واستعجال الحريّة قبل حياة كريمة إنسانيّة، ستكون كالثمار التي لم تنضج وسنتحمل مرارة طعمها عقابًا لاستعجالنا.
ولكن الأهم من هذا كله، هل سيكون الرجل قادرًا على التحقيق؟ أم سنعيش على نبراس وهميّ! ونُكرّر المآسي التي طالما لعقنا منها ما لعقنا! وسيتضح هذا من حواراته وخططه وتنظيمه وبرامجه في المرحلة المقبلة.