الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

"الثورة البيضاء" في وسائلها ونتائجها

"الثورة البيضاء" في وسائلها ونتائجها

 العرب اليوم -

الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها

بقلم: أحمد عبد الفتاح

أشرق صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 على هدير أصوات المتظاهرين الذين اتخذوا من ميدان التحرير قبلة لهم من كل حدب وصوب، بعد حالة من الشحن المعنوي سبقت هذا اليوم ومهدت له الثورة التونسية قبلها بأيام.

في مثل هذا اليوم منذ 5 أعوام كنت ذاهبًا لعملي في جريدة الشروق حينها، ولم أستطع ركوب وسيلة مواصلات لازدحام الشوارع بقوافل الثوار التي كانت تحط رحالها في ميدان العزة، سرت معهم مندهشًا من حجم الإقبال على دعوات التظاهر ضد نظام مستبد، ولم أكن أتوقع هذا الإصرار في عيون المشاركين نظرًا لعلمنا جميعا ببطش قوات "أمن مبارك"، فكان الحشد دافعًا لحشد أكبر يتزايد وينمو ككرة الثلج.

أنهيت عملي في هذا اليوم في الخامسة مساءً، وقادتني قدماي شوقًا إلى ميدان التحرير، وتساؤلات كثيرة تدور في رأسي في كل خطوة أخطوها نحو الهدف "التحرير والتحرر"، هل سننجح؟، هل سيتخلص المصريون من نظام فاسد استبد بالحكم وأراد تحويل مصر إلي مملكة يرث عرشها "مبارك الإبن"؟، لكن أنهار البشر التي كانت تسير نحوي أجابت عليها مسبقًا، ورددها الشباب، لن نترك الميدان حتى إسقاط النظام.

وصلت الميدان فوجدت أسرًا بأكملها أتت من محافظات عدة تشارك في يوم الزحف إلى الميدان، تحدثت مع بعض منهم بخاصة كبار السن، وسألتهم "ألا تخافون من رد فعل قوات الأمن؟" وردوا بإجابات تحمل إصرار الشباب "ليس لدينا ما نخسره، فإما ان نعيش بكرامة أو نموت فداء لحريتنا".

مع دقات الساعة 11 و55 دقيقة مساءً، كنت أقف بجوار الحاجز الأمني بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي التي طوقت الميدان، وقال أحد الضباط الذي ظهر على ملامحه استخفاف بكل ما يري "ياريت ياشباب تخلوا كبار السن يتركوا الميدان خلال 5 دقائق، وياريت كمان تمشوا معاهم لأن الساعة 12 هنخلي الميدان بالقوة"، رد عليه من سمعه بهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" ووصل الهتاف إلي كل من في الميدان بشكل متتابع.

دقت الساعة 12، وانطلقت قنابل الغاز من كل اتجاه صوب المتظاهرين، مع سماع أصوات لطلقات الرصاص، حينها تحول سماء الميدان إلي ما يشبه السحابة البيضاء، دلف المتظاهرون إلى الشوارع الجانبية ومنهم من دخل العمارات المطلة على الميدان وكنت منهم.

دخلت إلى العمارة رقم 13 ووجدت حارس العقار يفتح الباب للمتظاهرين ويدعوهم للدخول هربًا من جحافل الأمن المصحوبة بقنابل الغاز والعصي، وأعجبت بشهامة هذا الرجل لكن ذلك الإعجاب لم يدم طويلا، إذ اكتشفنا جميعا أنه سلمنا "تسليم أهالي" لمباحث أمن الدولة"، حينما قال لنا بضمير موجوع بعدما رأي كثرة عدد المغمي عليهم والمصابين "ياجماعة اللي يعرف يدخل شقة أو يهرب دلوقتي يجري بسرعة، أمن الدولة بلغني إنه جاي حالا"، حينها اقتحمت قوات الأمن المركزي وكنت في مواجهتهم، انهالوا علي بالضرب بالعصي وركزوا ضرباتهم على الرأس، وسمعت بعض الجنود يصرخون وهم مستمرون في الضرب"عايزين تخربوا البلد ياولاد ال....".

اقتادوني إلي ضابط بأمن الدولة يرتدي ملابس مدنية، ودار بيننا الحوار التالي:
الضابط: بتشتغل ايه يالا.
أنا: صحافي.
الضابط: فين كارنيه النقابة.
أنا: اتفضل.
الضابط: انت ضارب الكارنيه ده..وريني البطاقة.
أنا: خد البطاقة.
الضابط: وكمان ضارب البطاقة دانت وقعتك سوده.
وأمر جنوده باقيتادي إلي سيارة الترحيلات حينها استوقفنا لواء شرطة بزي ميري، وبدت عليه دهشة لم أفهم معناها سوي بعد لحظات، فسأل اللواء ضابط امن الدولة " مين ده الواد خلصان" فرد الضابط "ده منتحل صفة صحفي ومزور البطاقة"، فقال لهم "طيب سيبوه معايا"، سمعته حينها يتحدث مع أحد المارة ليصطحبني إلى أقرب مستشفى، وعندما سمعته وضعت يدي علي رأس فإذا بها امتلأت دمًا نتيجة جرح قطعي لم أشعر به من هول الموقف.

واصطحبني أحد زملائي بعدها لتحرير محضر بالواقعة وبعد تحقيقات النيابة تم وضع اسمي في قائمة المدعين بالحق المدني ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العدلي.
كانت الثورة بيضاء في وسائلها وسلميتها تشهد علي ذلك، وحتى الآن لم أحصل أنا وغيري ممن قدموا حياتهم فداء لها وللوطن على حقوقهم ، فهل أصبحت الثورة بيضاء أيضًا في نتيجتها ؟!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها الثورة البيضاء في وسائلها ونتائجها



GMT 06:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شرم.. الشباب يتكلم والعالم يستمع

GMT 16:26 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

أراجوزات الانتخابات

GMT 15:25 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

جذور الإرهاب في الصعيد ( 1)

GMT 12:26 2017 الخميس ,18 أيار / مايو

أول خيوط التفجير.. "تكفير"

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab