الوصيَّة الدَّفن في مصر

الوصيَّة.. الدَّفن في مصر

الوصيَّة.. الدَّفن في مصر

 العرب اليوم -

الوصيَّة الدَّفن في مصر

بقلم : أكرم علي

"على أن يدفن جثمانه في مصر حسب وصيته قبل الوفاة".. إنها الجملة الشهيرة التي تذكر دائما حين يتوفى أحد المصريين خصوصا من العلماء والمشهورين بأن يتم دفنه في مصر حسب وصيته، وكأن مصر ليست إلا مقبرة كبيرة تسع من أبنائها ملايين، هذه الفكرة أصبحت مرسخة لدى المصريين في الخارج الذين يغادرون بلادهم في طريقهم إلى تحقيق النجاح والبحث العلمي وغيرها من الأدوات التي تحقق الذات، وبعد سنوات طويلة أول شيء يوصي به أن يتم دفن جثمانه في مصر بلده الأم.

لماذا أصبحت مصر هي المدفن وليس الحياة التي يجب أن يعيشها المصريون أبناؤها سواء من العلماء والموهوبيين في المجالات كافة؟ إذا بحثت عن العباقرة من العلماء تجد آلافا منهم يفيدون أوطانا غير وطنهم مصر، هناك المئات من العلماء المصريين في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وغيرها من الدول الأوروبية يستفيدون منهم ومن علمهم؛ لنجد المهندس المصري هاني عازر الذي صمم شبكة قطارات ألمانيا، والعالم المصري في وكالة ناسا الأميركية الدكتور عصام حجي، والدكتور فاروق الباز، والدكتور مصطفى السيد، وغيرهم كثير تجدهم في الخارج تركوا مصر صغارا ويعودوا لها في نعوش مغلفة بعلم بلادهم.

بعد نموذج الدكتور أحمد زويل ومغادرته مصر منذ حقبة السبعينات وصولا لحصوله على الجنسية الأميركية وبقائه في الولايات المتحدة، حتى عاد إلى مصر محمولا في نعشه حتى يتم دفنه في مصر حسب وصيته، وندم المصريون شعبا ومسؤولين على عدم الاهتمام بالدكتور زويل مثل هذا الاهتمام الذي وجدته أسرته بعد وفاته، ولماذا لم تستفد مصر من علمه وتجاربه؟ أتمنى أن تعمل الحكومة المصرية بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي سريعا وفي أقرب وقت على استدعاء علماء مصر في الخارج ودعمهم والاهتمام بهم مع تحقيق نجاحهم في الخارج أيضا، وليس انتظار عودتهم موتى إلى بلدهم الأم.

الدليل على ما أقول حين جاء وفد من علماء مصر في الخارج قبل أسابيع عدة ولم يهتم بهم المسؤولون سواء بالتقاط الصور معهم ودعمهم بالكلام المعسول دون تقديم أي تجارب للاستفادة من علمهم، فقد جاءوا لعرض ما يمكنهم تقديمه في خدمة الوطن، إلا أن الباب كان مغلقا في وجوههم كالعادة ولم يستفيدوا من زيارتهم لمصر إلا لقاء أحبابهم وأقاربهم. أتمنى أن تتغير الرؤية وأن تكون مصر حاضنة أولادها وليست مستقبلة جثامينهم.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوصيَّة الدَّفن في مصر الوصيَّة الدَّفن في مصر



GMT 05:12 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

ماذا ينتظر وزير الداخلية ؟

GMT 04:11 2017 الخميس ,23 آذار/ مارس

ماذا سيبحث السيسي في البيت الأبيض؟

GMT 21:25 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

نريد كشف الحقائق

GMT 21:49 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

الفساد العتيق والحرب عليه

GMT 14:11 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

كمين الهرم .. وسهولة تنفيذ الحادث

درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:45 2024 الأحد ,30 حزيران / يونيو

"طيران الرياض" يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي
 العرب اليوم - "طيران الرياض" يتعاون مع مصمم الأزياء محمد آشي

GMT 19:56 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

العظماء السبعة ؟!

GMT 19:55 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

الحكومة تعتذر للشعب!

GMT 19:53 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

سقوط لأميركا وليس لجو بايدن

GMT 19:48 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

تأجيل الانتخابات لمدة عام.. لِمَ لا؟!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab