علي بن محيل
منذ الأزل ولا تزل منذ ساعة إعلان قيامها، أعلن مؤسسها رحمه الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقولته الشهيرة التي مازالت تتكرر صداها في آذان كل شعبه وبنيه ومحبيه ومؤيديه " ليس البترول العربي بأغلى من الدم العربي".
نهج إستراتيجي انتهج مع سياسات دولة الإمارات الخارجية، وفي تعاملاتها مع محيطها الخليجي، والعربي، فهي دولة لا تدخل في صراعات جانبية، لأي طرف على الآخر، ولا تعمل تحت بند أجندات خفية، وغايات دنيوية، بل هي دولة إصلاح، تصلح ذات البين، وتساهم في وضع أوزار الحروب عن الشعوب، ولا تتدخل فيما لا يعنيها، ويكون دعمها المطلق من منطلق إنسانية قيادتها، وأصالة شعبها في خدمة بني الإنسان في كل مكان وزمان في الوطن العربي وخارجه، آثار الخير شاهدة على صنيع دولة الخير، ليس مّنًا ولا أذى بل عملاً لرضى الله عز وجل، وغوث ذو الحاجة الملهوف، وكف يد الظالم عن الظلم.
ودأبت دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة خير خلف لخير سلف
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على نهج المسار الذي وضع رؤيته الآباء الأولين، خير الرجال الراحلة المؤسسين، فلم يخرجوا عن هذا الإطار، وكانت للدولة مبادرات سنوية إنسانية في كل مكان، بلا استثناء، فيكفي أيها العربي أن تنظر حولك لتعرف الحقيقة الجلية، لن أتحدث عنها، فهي كعد قطرات المطر، لا تعد ولا تحصى، كان آخرها "سقيا الإمارات"، التي تهدف لتوفير مياه الشرب الصالحة لخمسة ملايين إنسان، فهناك على أرض الإمارات أكثر من 30 جهة مانحة ومؤسسة خيرية إماراتية، أشهرها صندوق أبوظبي للتنمية، لتوفير القروض والمنح للدول الشقيقة والصديقة، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي وصلت خدماتها خلال 8 أعوام فقط إلى حوالي 70 دولة، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية التي أنشأت في عام 1992، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وأخيرًا وليس آخراً الهلال الأحمر الإماراتي، الجهة الخيرية الرسمية لـ"وجه الخير" لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمعني بالإغاثة الصحية والإنسانية.
ومع الأحداث الأخيرة التي أصابت إخوتنا في غزة، كانت التعليمات الفورية من أعلى الهرم الإماراتي بتوفير مخيمات إيواء، ومستشفيات ميدانية، وأطباء وممرضين، ومساعدات عاجلة، وجسور جوية لنجدة الإخوة ومساعدتهم مباشرة. فكانت دولة الإمارات السباقة لهذا الخير، لنجدة أهلنا وإسعافهم وعلاجهم وتوفير السكنى لهم، في خضم حرب مستعرة، يروح ضحيتها الأبرياء، لتأتي اتّهامات مبطنة من طرف البعض، ممن لا تعجبهم دولة الإمارات، ولا سياستها، ولا دورها الإنساني، ولهم أجندات خاصة في تعاملاتهم معها ومع صنيعها، لم يعره شبابنا الإماراتي من متطوعين لدى الهلال الأحمر أدنى اهتمام، لأن هدفهم أسمى من الرد على التفاهات، ولكن مع زيادة وتيرته، خرجوا تاركين معداتهم ومخيماتهم ليستفيد منها الإخوة في فلسطين.
لا يهمنا كل ما يحدث من اتّهامات مبطنة، وتقارير مواقع صفراء، همّها الإثارة والتشكيك بإنسانية دولتنا، فدولتنا لديها الطرق الرسمية الواضحة من خلال جهازها الإعلامي الرسمي، للرد على مثل هذه الافتراءات، ما يهمنا أيها السيدات والسادة أنّ شعبًا أعزل، ما له إلا الله، وإخوانه ومحيطه العربي، يقتل ويفتك به، ويهجر وتدمر منازله وبنية أرضه التحتية، والبعض يستغل الأمر في تقزيم دور الآخرين، من منطلق هذا من شيعتي وذاك مع عدوي، وبعض الطبالين للفتن في العالم العربي، الذين لا هم لهم إلا التصيّد، وعيب جهود الآخرين، وهم لم يقدموا فضلاً ولا إحسانًا ولا صمتًا وغفرانًا، يطربون لكل ما يعيب، ويطابق وجهة نظرهم القاصرة عن فهم مغزى إنسانية الإنسان ودولة الفضل والإحسان، مروجين مثل هذه التفاهات اللامنطفية.
نحمدالله أن دولتنا الإمارات العربية المتحدة دولة الإنسان، لا تتكلم كثيرًا عن صنائعها، فهي كالسحاب ينهمر خيرًا لنجدة الأرض، فتترك أفعالها الخيرة على أرضية صلبة، بمبادرات إنسانية، لا تعرف الحدود، ولا تتقيد بأي قيود، لا يهمها ما يصدره الآخرون من أحكام مسبقة، ولا تضع عراقيل من لون وجنسية وديانة، المهم أن تكون إنسانًا، بغض النظر عن معتقدك وأصلك وإثنيتك.
لتبقى المقولة الأبدية لمؤسس الخير في دولة الخير شعار كل الخيرين في إمارات الخير "فليس البترول العربي بأغلى من الدم العربي".