الأخلاق في السياسة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

!!الأخلاق في السياسة

!!الأخلاق في السياسة

 العرب اليوم -

الأخلاق في السياسة

حسناء أبوزيد

تبدو العبارة مستحثة ثمينة مغروسة في زمن السياسة البائد وسط واقع الغاب الذي تعيشه الأسرة السياسية، ويبدو الحديث عن الأخلاق عمومًا والأخلاق في السياسة مجرد نزلة نوستالجيا اخترقت شرفات الحلبة المشتعلة التي تأوي مايُفترض أن يكون أسرة سياسية واعية بدورها وأسباب وجودها، ولأن الإحتقان العلائقي الذي يعيشه أفراد الأسرة السياسية المنكوبة يوشك أن يُفجر الفعل السياسي يبدو من المفيد والضروري استدعاء الأخلاق في السياسة لإنقاذها من بين طواحين أفراد أسرتها الذين يتمادون في التنكيل بها، ولعل أقرب الأمثلة التي يمكن أن يسوقها المشهد السياسي الحالي والمتمثلة بالأساس في الحرب المميتة التي تقوم بها الأحزاب أو بعضها في إطار ماتسميه التنافس على المكاشفة والتواصل المبنين على إضعاف المنافس بأدوات مضرة بالبيئة السياسية، تستئصل الرحم السياسية وتشوه أجنتها وتُنضب منابعها وتملأ بأشباه السياسيين دروبها، إذ تابع الرأي العام مثلا كيف تتنابز الهيئات السياسية بالتوصيفات والتصنيفات، وتحتكم إلى شخصنة الخلافات والخوض في ما تصمت عنه جدران البيوت الحزبية وحلوق الإنضباط والغيرة الحزبيين.

وتجد في الخلافات الحزبية الداخلية طبقًا شهيًا تستفتح به مناقشة المعارضة في تصوراتها وبدائلها ومقترحاتها، وتستثمر في أعطاب الزمن والسياق على جسد الهيئات الحزبية العريقة التي نمى مغرب الفكرة الديمقراطية على إيقاع مطالبها وترعرعت الحريات داخل أحلامها وتفتقت عيون صغار سنوات الجمر على جروح شرفائها ، فلنطرح السؤال الآتي لماذا ياترى يلجأ المختلفون إلى دس الملح في جرح أجساد معارضيهم ونشر غسيلهم الداخلي وربط مقترحاتهم بمشاكلهم وبدائلهم بأسمائهم وتوجيه الضربات تحت الحزام الأخلاقي، ولماذا تراهم ينتشون بحشو الساحة العمومية بسم ضرب الهيئات الوطنية والاستثمار الأسود في أعطابها ومشاكلها وصراعاتها، الجواب يكمن في اعتقادي في إغفال الأخلاق في السياسة والمسؤولية اتجاه الأسرة السياسية ومستقبل السياسة في بلد سيعيش على انتقالاته المتعددة والمختلفة وذات القادم المعقد، فإذا كان رئيس حكومة المغاربة حريص على تتبع الدفتر الصحي للأحزاب السياسية فلماذا لا يستحضر في استنكاره لأوضاع الديمقراطية الداخلية داخل أحزاب المعارضة، أوضاعها في الأحزاب المكونة للأغلبية التي لاتسمح مبادىء احترام سيادتها أن نخوض فيها، ولا تجيز الأخلاق السياسية أن ندس أنفنا في مطابخها، ألم يُحركه وازع الغيرة على الديمقراطية وعلى المناضلين الشرفاء أن ينبس بفكرة أو رأي أو تنبيه أو شد أذن، ألى يخشى على جاذبية الحكومة من أحداث ووقائع وشكايات معروضة على الهيئات المختصة في هذا الشأن، ثم ألا تضر هذه الإنتقائية العلنية بمصداقية الرجل أمام مناضليه حين يسكت عن فريقه ويطلق عنان التشكيك والقذف في معارضيه، ثم ألم يتوقف عند واجب التحفظ الذي تفترضه مسؤولية رئاسة الحكومة المغربية وقيادة الأغلبية، أية محدودية هاته التي تمتح منها رئاسة حكومة الأغلبية والمعارضة وكل الشعب والتي تُقزِم مُكْتٓسب ٓمأسسة رئاسة الحكومة وصلاحياتها وموقع رئيسها، وهل يستوعب أهم مسؤول منتخب أن ما يُقدره المشروع الديمقراطي يفترض في رئيس الحكومة ردود فعل أكثر حكمة ونظرة أكثر شمولية ووعيًا عميقًا بطبيعة دوره في حماية السياسة وفي تدبير مسؤولية مزدوجة ومعقدة اتجاه الفعل والمسؤولية السياسيين، هذا بالنسبة إلى رئيس الحكومة، أما بالنسبة للمعارضة فالأمر أخذ يدور في فلك رئيس الحكومة وحزبه بشكل مفرط يكاد ينفرط عن دور المعارضة مؤسساتيًا، ويُضحي حربًا ضروسًا قبلية دموية، إذ لا يمكن اخترال الحكومة في حزبها الأول وغض اليقظة عن باقي مكونات الإحتشام التنفيذي بالنسبة للجزء السياسي منها، كما لا يمكن التغافل عن الطائفة التقنوقراطية التي تحج إلى غير المزارات الحكومية، وتسخر من أفراد الأسرة السياسية ومن أفكارهم ومشاريعهم وأوهام السلطة التي تغريهم بمنحنياتها الدستورية، اليوم يبدو جليًا أن منحنى السياسة في انحدار وأن الجميع منخرط في وأد الحكومات السياسية والمعارضات السياسية ودفع المغاربة دفعًا إلى إرسال السياسة إلى التقاعد والاستغناء عنها وبالتالي بعثرة المسار الطبيعي صوب ديمقراطية حقيقية طبيعية المخاض.

لا يمكن تصور عمل سياسي تغيب عنه الأخلاق والإحترام والترفع، ولا يمكن أن تُنجح السياسة مشروع تخليق المجتمع وهي تسبح في برك السواد والسوء، كما لا يمكن أن تنمو القيم في ربى ملوثة بالقدح والقذف والتسميم والتناور المَرَضي، ولن ينتج الفعل السياسي خارج حقل المصداقية والأخلاق، فالسياسة رغم أنف ممتهنيها أخلاق أولًا وآخيرًا أو لا تكون!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخلاق في السياسة الأخلاق في السياسة



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab