أهالي ضحايا انفجار عكار يدفنون أبناءهم وينتظرون التحقيق
آخر تحديث GMT08:23:42
 العرب اليوم -

أهالي ضحايا انفجار عكار يدفنون أبناءهم وينتظرون التحقيق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أهالي ضحايا انفجار عكار يدفنون أبناءهم وينتظرون التحقيق

ضحايا انفجار خزان الوقود
بيروت- العرب اليوم

لم يُخمِد الهدوء الحذر الذي يلف منطقة عكار في شمال لبنان بعد حادثة انفجار صهريج المحروقات فجر الأحد، النار المتوقدة تحت الرماد. الترقب يعم المنطقة، بانتظار دفن ضحايا انفجار خزان الوقود الذي وقع في بلدة التليل، ثم نتائج التحقيقات التي ينتظرها اللبنانيون وأهالي المنطقة وذوو الضحايا والمصابين.
يمتزج صوت عادل حاويك، خال وعم فقد ثلاث ضحايا في انفجار عكار، بالغضب والحزن. يتحدث بنبرة حادة وصراخ تارة وصوت تقطعه غصة الدموع تارة أخرى. «علي يبلغ من العمر 18 سنة، وإبراهيم 15 سنة، أما خالد فيبلغ من العمر نحو 22 سنة»، يقول بصوت مرتجف عن الضحايا الثلاث الذين سقطوا في انفجار عكار، ويضيف: «جهزوا أوراقهم وكانوا سيسافرون إلى الخارج... كانت مسألة أيام لإجراء فحص الـبي سي آر قبل السفر». حاويك، ابن بلدة الكويخات العكارية، كان له ولعائلته نصيب مر من مأساة عكار، ويترقب كباقي أهالي المنطقة نتائج التحقيقات، حسبما يؤكد لـ«الشرق الأوسط». يقول إن مشهد عكار يختلف بين الاثنين والأحد، مشيراً إلى أن «أعمال التكسير والحرق والتخريب التي وقعت الأحد كانت كردة فعل على كارثة انفجار خزان الوقود»، أما اليوم «فالترقب والحزن سيد الموقف ويغلب الغضب». ويقول: «منطقة عكار اليوم في حالة ترقب بانتظار تسلم جثث الضحايا من المستشفيات ودفنهم».
لم تستلم عائلة حاويك ضحاياها بعد، إذ إن الجثث متفحمة ويصعب على أهل الضحايا التعرف عليهم. تنتظر العائلة فحوص الحمض النووي بعد أن توجهت والدة علي وإبراهيم ووالدة خالد إلى مستشفى القبة لإجراء الفحص للتعرف على الجثث.
ويرفض حاويك أي محاولات لطمس الحقيقة، ويحذر من يحاول القيام بذلك، ويقول: «بداية نريد دفن ضحايانا ثم لكل حادث حديث».
الخال والعم المفجوع يجبر نفسه على التماسك، ففي المستشفى ثلاثة من أبناء أخيه ما زالوا على قيد الحياة ووضعهم حرج، بانتظار نقلهم إلى الخارج للعلاج. ويحمل حاويك نواب ووزراء المنطقة المسؤولية. يقول: «هؤلاء المتسترون خلف الحصانات هم من يقومون بالتهريب إلى سوريا وهم من أوصلونا إلى ما وصلنا إليه اليوم».
وإذ يوضح أن «حال آل حاويك كحال جميع آهالي عكار وأهالي الضحايا والمصابين، ينتظرون التحقيق، وبناءً عليه سيكون التحرك»، يؤكد «الثقة الكاملة والمطلقة بالجيش وقوى الأمن في لبنان»، ويقول: «يهمنا الجيش اللبناني ولا نريد أي حزب بتاتاً، بل الجيش فقط لأننا نثق به».
ولا يختلف صوت مختار بلدة الكويخات رياض الحايك عن صوت عادل حاويك، هو أيضاً يتحدث بغصة وألم. يؤكد الحايك لـ«الشرق الأوسط» أن الأمور ما زالت متوترة والغضب كبير، مشيراً إلى أن «أهالي الضحايا بانتظار نتائج فحوص الحمض النووي لتسلم جثث الضحايا ودفنهم».
ويوضح أن «أهالي الضحايا يطالبون بتحقيق شفاف لمعرفة كيف قتل أولادهم... شباب بعمر الورد»، مشدداً على أن الأهالي لن يتركوا «حقهم وحق شهدائهم ولن يمر الموضوع مرور الكرام». ويضيف «نحن اليوم في حالة ترقب والمطالبة جدية للإسراع بالتحقيق، وننتظر ما ستعلنه الأجهزة الأمنية والقضائية». ويشير إلى أن الضحايا علي وإبراهيم وخالد زاروه في مكتبه قبل فترة قصيرة، وطلبوا أن يحضروا أوراقهم للسفر إلى الخارج لتأمين مستقبلهم».
وفي حين يحمل أهالي المنطقة الطبقة السياسية الحاكمة و«أصحاب الحصانات» المسؤولية، يؤكد النائب عن «كتلة المستقبل» في عكار وليد البعريني أنه طلب إسقاط الحصانة عنه، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «سأتوجه غداً (اليوم) إلى دارة رئيس «كتلة المستقبل» ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ثم أتجه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري لأقدم كتاباً لرفع الحصانة عني». ويشدد البعريني على أن «الضربة المأساوية التي تلقتها عكار تفوق قدرة احتمالها»، واصفاً إياها بـ«الفاجعة والكارثة والزلزال». وعن اتهام البعض بتورطه بفاجعة انفجار عكار، يقول: «إن كان لي أي علاقة بالموضوع أطالب بتعليق مشنقتي أمام الرأي العام... لا أقبل إلا بإعدامي شنقاً».
وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل قد قال أول من أمس (الأحد) إن صاحب الأرض التي وقع فيها الانفجار معروف بقربه من «تيار المستقبل» ومعروفة علاقته مع نائبين من «تيار المستقبل» وليد البعريني ومحمد سليمان.
ويؤكد البعريني أن «الأولوية اليوم هي لكشف الحقيقة، كيف حصل الانفجار ومن تسبب به ومن غطى الموضوع ومن سانده أو أسهم به»، ويختم بالقول: «نحن اليوم أمام فاجعة كبيرة لا تحمل المزايدات. هناك حقيقة يجب أن نصل إليها».

قد يهمك ايضًا:

شهاب فضائي كروي الشّكل يشعل حريقًا في منطقة عكار اللبنانية

 

حريق في مخيم للنازحين السوريين بمنطقة عكار

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي ضحايا انفجار عكار يدفنون أبناءهم وينتظرون التحقيق أهالي ضحايا انفجار عكار يدفنون أبناءهم وينتظرون التحقيق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab