واشنطن ـ العرب اليوم
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية انه رغم الترويج الذي قامت به ادارة الرئيس باراك اوباما للنجاح النسبي الذي حققته القوات العراقية المدعومة بالقوة الجوية الامريكية، في الاشهر الاخيرة، لانتزاع بلدات وقري من تحت سيطرة مسلحي تنظيم "داعش"، الا ان الحملة الامريكية المتجددة في العراق باتت تواجه الان تحديا كبيرا، حيث يسارع المستشارون الامريكيون لتجهيز القوات العراقية على تنفيذ هجوم لاستعادة السيطرة على بعض من اكثر المدن العراقية اهمية التي لاتزال تحت قبضة "داعش".
وأوضحت الصحيفة أن محاولات استعادة السيطرة على مدن مثل الموصل وتكريت والفلوجة ستشكل اختبارا ليس فقط لحجم القوة القتالية التي تتمتع بها القوات العراقية والجماعات العشائرية والطائفية بالبلاد، ولكنها ستختبر ايضا استراتيجية الرئيس أوباما غير المباشرة الرامية الى احتواء تنظيم "داعش".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي في بغداد، رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع، قوله ان "الولايات المتحدة والتحالف الدولي يحققان تقدم مطرد في فعالية الضربات الجوية التي بدأت قبل شهور ضد "داعش"".
وأضاف المسؤول "لربح هذه المعركة، سنقوم بارسال قوات عراقية برية الى الاماكن التي يحكم "داعش" سيطرته عليها .. فليس بامكاننا تحقيق النصر فقط عبر الضربات الجوية".
واستولي مسلحوا "داعش" بسهولة على مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، في شهر يونيو الماضي، بعد ان تخلت اعداد كبيرة من الجنود العراقيين عن مواقعها، وقد ادي صعود "داعش" السريع الى تغيير حكومي في بغداد ودفع الى تشكيل تحالف دولي لدعم القوات العراقية عبر ضربات جوية.
ووقع أغلب القتال الذي اعقب ذلك، بين مسلحي "داعش" المدربين جيدا من جهة ومزيج من القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية ومسلحين شيعة ومتطوعين من جهة اخري، خارج المدن العراقية الكبري ، حتى انه كانت هناك مخاوف في البدء من تعرض العاصمة بغداد نفسها لهجمات من قبل "داعش"، ولكن القوات العراقية استعادت السيطرة على قسم كبير من الاراضي.
ووقع بعض القتال في المناطق الحضرية، مثل الرمادي -عاصمة محافظة الانبار- وبايجي.. في حين سيطرت قوات حكومية على مناطق تقع على اطراف تكريت ولكنها لم تكن قادرة على بسط سيطرتها على المدينة.
ونسبت الصحيفة الى مسؤول امريكي اخر، القول "ندرك تماما كيف سيكون الوضع عظيما ان تكون قادرا على استعادة السيطرة على واحدة من هذه المناطق الكبري من "داعش"، ولكننا بالتأكيد لا نريد ان يخوض العراقيون مثل هذه الانواع من القتال بدون هيكل تنظيمي مناسب وبدون الموارد المطلوبة حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح".
ويخطط مسؤولون امريكيون لمساعدة تجهيز العراق من خلال تزويد الجنود من بعض افضل الوحدات العسكرية بتدريبات متقدمة سيحتاجون اليها في القتال المدني.
وتعد عملية ارسال الجنود الى المدن العراقية التي تعج بها الفوضي من اجل استئصال شأفة الاعداء بمثابة عمل مضن يتطلب دقة وانضباط، حيث تقوم القوات تدريجيا بتطهير مناطق ذات كثافة سكانية عالية وتحديد هوية الاهداف لتنفيذ هجمات جوية او مدفعية.
وأكد مسؤولون أمريكيون أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد حول موعد محاولة استعادة مدينة الموصل او اي مدن اخري من قبضة "داعش"، كما لم يتم تحديد تركيبة القوات التي سيتم ارسالها هناك.
قنا
أرسل تعليقك