بغداد - نجلاء الطائي
لقي طالب حتفه، عقب إصابته برصاصة قاضية من سلاح كان بحوزة ثلاثة أشخاص اعترضوا طريقه في محاولة لاغتصاب صديقته.
وتبدأ تفاصيل الواقعة، عندما انطلق (ع) الطالب في إحدى الكليات بسيارته في "شارع سالم"، ورائحة الخمر تفوح من فمه بعد سهرة قضاها مع أصدقائه داخل أحد الملاهي الملحقة بأحد الفنادق وبجواره تجلس صديقته الموظفة في إحدى الشركات التركية.. وقاد (ع) سيارته إلى طريق إربيل..واستيقظت (ن) من نومها لتجد نفسها وسط الجبال وفي طريق فرعي مؤدي إلى منحدر.. وأخبرها صديقها أنه فقد الطريق ولا يعلم أين هما.. نظر الاثنان حولهما فلم يجدا أي شخص.. نفس الأفكار دارت في رأسيهما في هذا الوقت.. لماذا لا يستغلان هذا الموقف ويختلسان لحظات من الحب المحموم والنشوة المحرمة؟ وبالفعل نفذا ما دار في رأسيهما.. وتجاوز الأمر مجرد قبلات ساخنة إلى مضاجعة بعد أن جردها من ملابسها حيث تحولت سيارة الشاب (ع) إلى غرفة نوم! دقائق مرت وهما على هذا الوضع.. وفجأة ظهر ثلاثة أشخاص كانوا يراقبون ما يحدث داخل السيارة، قرروا في هذه اللحظة اغتصاب هذه الفتاة.. دوى صوت ارتطام شديد على السيارة في الخارج جعل (ع) والفتاة ينتبهان إلى ما يحدث.. بسرعة تدارك (ع) الأمر.. وقفز إلى المقعد الأمامي وبسرعة أدار المحرك لكن الأحجار والأتربة الكثيفة جعلتا إطارات السيارة تغوص في داخل الأرض الموحلة بالطين والمياه وتظل مكانها.. أحد الأشخاص الثلاثة يضرب زجاج السيارة بحصى كبيرة، ولم يجد (ع) مفرا من الدفاع عن نفسه وعن صديقته.
نزل من السيارة ودخل في عراك عنيف مع اثنين منهما.. أما الثالث فقد تفرغ للفتاة التي كانت عارية يحاول اغتصابها.. ووسط كل هذا العنف والشجار أخرج أحدهما مسدسًا من بين طيات ملابسه وبلا تردد صوب رصاصة الى رأس (ع) أودت بحياته في الحال.. على اثر صوت الاطلاقة ارتعدت فرائص الشبان الثلاثة عندما تأكدوا من موت الشاب.. اخذوا ملابس الشاب (ع) ومحفظته وهاتفه المحمول وقاموا بدفع السيارة الى الامام حيث خلصوها من الطين وطلبوا من الفتاة التحرك بسرعة وايصال جثة صديقها الى المستشفى وعدم العودة مرة أخرى الى هذا المكان.. انطلقت الفتاة بالسيارة لا تعرف الى اين تذهب.. كانت تعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة من دون أن تعلم أن صديقها يرقد في المقعد الخلفي للسيارة جثة هامدة! ظلت الفتاة تسير بالسيارة إلى أن وصلت إلى أقرب مستشفى وهناك تأكدت من موت صديقها.. وأبلغت المستشفى الشرطة بالحادث، وعلى الفور حضرت الشرطة إلى المستشفى الأهلي لأخذ اقوال الفتاة..
وواجه رجال الشرطة مشكلة تحديد مسرح الجريمة.. فكل المعلومات التي تتوفر لديهم أنها منطقة جبلية.. وما أكثر المناطق الجبلية المحيطة بريف السليمانية.. لكن اليأس لم يدب لحظة في قلوب الشرطة.. فبالرغم من اتساع مناطق البحث بداية من مدخل مدينة السليمانية واقضيتها والطرق المؤدية إلى المحافظات الآخرى.. إلا أن رجال الشرطة عززوا دورياتهم يمسحون أطراف ومداخل المدينة ليل نهار بمساعدة الفتاة (ن) لكنها في النهاية عجزت عن الوصول إلى مكان الجريمة.. فعدم معرفتها بشوارع السليمانية، فضلا عن كونها في حالة سكر وقت الحادث وقف عائقا أمام رجال الشرطة.. واصل رجال الشرطة الليل بالنهار حتى وصلت إلى الشرطة معلومة من أحد مصادرهم السرية بوجود ثلاثة أشخاص يبيعون أجهزة هواتف حديثة في السوق الشعبي.. بسرعة تحركت مفرزة من الشرطة إلى السوق، وفي أحد الأماكن تمكن رجال المفرزة من القاء القبض على الرجال الثلاثة.. وبمناقشتهم حول عائدي هذه الأجهزة الحديثة وبتضييق الخناق عليهم اعترفوا بارتكابهم الجريمة وأخذهم أجهزة الهواتف من الفتى الذي قتلوه وأرادوا اغتصاب الفتاة والمثير أن المتهمين أرشدوا رجال الشرطة إلى مكان حدوث الجريمة وأرشدوا أيضًا إلى ملابس المجني عليه وصديقته وأين دفنوها… تم تصديق أقوال المتهمين قضائيًا وأحيلوا إلى المحكمة الجنائية بتهمة القتل ومحاولة اغتصاب الفتاة.
أرسل تعليقك