المنامة - العرب اليوم
أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية السيد جميل بن محمد علي حميدان، بأن العمل الاجتماعي والتطوعي في مملكة البحرين يعتبر ثقافة راسخة، تكرست عبر تاريخها وسياستها وتوجيهات قيادتها الرشيدة، فبات أغلب أفراد المجتمع، من كافة المراحل العمرية، منخرطين في أعمال اجتماعية وتطوعية في مختلف المجالات، سواء كان ذلك من خلال منظمات أهلية مهنية أو اجتماعية متخصصة أو غير ذلك من المجالات الخيرية والتطوعية، مشيراً إلى أن تزايد أهميته نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها وهي وسائل مؤثرة في العمل الاجتماعي.
جاء ذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل الاجتماعي الذي يوافق الخامس من إبريل من كل عام، وتأتي مشاركة البحرين بهذه المناسبة تقديراً منها للعمل الاجتماعي، وتشارك المجتمع الدولي بالاحتفال،ويأتي ذلك في ظل ما يشهده هذا النشاط الإنساني من تغيّرات وتطورات عديدة، فبعد أن كان الهدف الأساسي من العمل الاجتماعي مقتصراً على تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته، بات معنياً بتغيير وتنمية المجتمع بالدرجة الأولى، لذا فإن العمل الاجتماعي يكتسب أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، وأصبح لزاماً تشجيعه بهدف إحداث التغيير والتنمية في المجتمع، على اعتبار أنه معيار لقياس مستوى الرقي الاجتماعي للأفراد.
وأكد الوزير حميدان بأن تطور العمل الاجتماعي في مملكة البحرين لم يأت من فراغ، بل جاء بناء على الرؤية الحكيمة ل الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، ومتابعة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء الموقر، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر، حفظهم الله ورعاهم.
وقال وزير العمل والتنمية الاجتماعية إن الوزارة تعتبر المنظمات الأهلية أو مؤسسات المجتمع المدني غير الهادفة الى الربح شريكاً أساسياً لها في خدمة المجتمع، ومسانداً في تحقيق التنمية الاجتماعية المنشودة، لذا فقد باشرت الوزارة في تفعيل نهج الشراكة المجتمعية بالتعاون مع هذه المؤسسات والمنظمات الأهلية، فقامت بتأسيس المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية منذ العام 2006م، بهدف تطوير قدرات الجمعيات الأهلية على إدارة مؤسساتها التنموية، بما يكفل مساهمتها الفاعلة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبما يؤسس لتحول منظمات المجتمع المدني إلى طاقة حقيقية تقوم بدورها المتوقع بكفاءة وجودة متميزتين.
وأوضح حميدان ان منهجية برنامج المنح المالية التي تقدمها الحكومة تعتمد في الأساس على تقديم الدعم المالي للمشروعات التنموية التي تنفذها أو تخطط لتنفيذها المنظمات الأهلية، وبهذا تحولت سياسة تقديم المنح من مجرد إعانات ومساعدات مالية لتلك المنظمات، إلى دعم مالي للمشروعات المبتكرة التي تقدم إضافة فعلية وملموسة إلى الرصيد التنموي للمجتمع، بحيث أصبح هذا التوجه دافعاً قوياً لتشجيع وتحفيز العمل الاجتماعي والتطوعي.
وأكد سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن مملكة البحرين تعتبر من الدول الرائدة في مجال تأسيس ودعم منظمات المجتمع المدني، وقد حققت نجاحاً بارزاً في تفعيل دورها وتعزيزه بمشاريع وبرامج تخدم المجتمع وتتصف بالاحترافية، بجهود ممثليها والمتطوعين من أبناء هذه البلد الكريم، حيث حرصت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عبر سياستها الاجتماعية في تنمية قدرات أعضاء الجمعيات، إيماناً منها بأن المؤسسات الأهلية تشكل القوة الاقتصادية والاجتماعية الثالثة في الشراكة مع القطاعين العام والخاص، وأن هذه القوة لها دور فاعل في معالجة المشكلات الاجتماعية باعتبارها جزء أساسي من مؤسسات المجتمع المدني التي يتعاظم دورها نتيجة تسارع التحولات الاجتماعية والاقتصادية في العالم.
وبهذه المناسبة السنوية قدم حميدان التهاني والتبريكات لجميع الناشطين والعاملين في مجال العمل الاجتماعي، متمنياً لهم التوفيق في عملهم التطوعي والانساني، داعياً إياهم إلى بذل المزيد من الجهود لإحداث نقلات نوعية أخرى نحو تعزيز وتطوير العمل الإجتماعي، وإعداد الصفوف الشابة واستثمار طاقاتهم ونقل خبراتهم للجيل الجديد.
ونوه سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية بمآثر الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، ومساهماتها الجليلة في مجال العمل الاجتماعي، كونها إحدى الرائدات والناشطات الاجتماعيات البارزات في ساحة العمل التطوعي، مشيراً الى ان مملكة البحرين فقدت برحيلها علماً بارزاً هذا العام بعد مشوار طويل قضته الراحلة في مضمار العطاء الانساني النبيل، ولا تزال بصماتها واضحة في المجتمع البحريني وإن رحلت، داعياً المولى عز وجل أن يتولاها بمغفرته ويجزيها خير الجزاء.
أرسل تعليقك