احتجاجات غاضبة في الشارع اليمني بسبب تدهور العملة وارتفاع الأسعار
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

احتجاجات غاضبة في الشارع اليمني بسبب تدهور العملة وارتفاع الأسعار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - احتجاجات غاضبة في الشارع اليمني بسبب تدهور العملة وارتفاع الأسعار

البنك المركزي اليمني
صنعاء - العرب اليوم

أدى استمرار تدهور سعر العملة اليمنية (الريال) مقابل العملات الأجنبية إلى تفجير غضب واسع في الشارع اليمني، إذ خرج المئات أمس (الاثنين) في مظاهرات ووقفات في مدينة تعز ومحافظات أخرى احتجاجا على الأوضاع، في حين توعد البنك المركزي اليمني باتخاذ تدابير لوقف التدهور المستمر، نافيا أن يكون قد أمر بإغلاق منشآت الصرافة وشركات التحويلات.
وشهدت الأيام الماضية وصول سعر الدولار الواحد 1200 ريال في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية وهو ما انعكس على أسعار السلع، في حين دعت جمعية الصرافين في عدن (الأحد) إلى إغلاق محلات الصرافة والتحويلات أملا في أن يؤدي ذلك إلى وقف انهيار الريال.
وفي مسعى احتجاجي على تفاقم الأزمة الاقتصادية أعلن المئات في مدينة تعز العصيان وأغلقوا الشوارع بالقوة مع إحراق إطارات السيارات وهو ما دفع القوات الحكومية للتدخل والاشتباك مع المحتجين، وسط تحذيرات أمنية من عواقب أعمال الفوضى.
وفي بيان وزعه البنك المركزي في عدن، قال إنه «يعتزم قريبا، اتخاذ قرارات وإجراءات حازمة على مستوى قطاعي البنوك والصرافة لإصلاح الوضع بقدر ما يمكنه ذلك، لوقف التدهور الحاد في قيمة العملة المحلية».
وأكد البنك أنه «يتمتع باستقلالية تامة ويعمل وفق قواعد وآليات مهنية وضوابط تحددها القوانين النافذة بهذا الشأن»، داعيا «الجميع إلى التعاون معه والتحلي بالمسؤولية، وإدراك خطورة استمرار التدهور في قيمة العملة المحلية، وأثره على حياة المواطن المعيشية، ومخاطر التدخل في شؤونه، أو المساس بأمن وسلامة أداء الجهاز المصرفي والقوانين المنظمة لنشاطه».
وأوضح البنك المركزي اليمني أنه «لم يتخذ قرارا بإغلاق نشاط شركات ومنشآت الصرافة، وأن القرار اتخذته جمعية الصرافين وعرضته على الإدارة المختصة بالبنك المركزي، حيث تم التعامل مع هذا القرار كمبادرة من جمعية الصرافين وكغيرها من المبادرات التي جرى تداولها وتناولها مؤخراً للمساهمة في الحد من تدهور العملة المحلية في ظل أوضاع عمل غير طبيعية أو مستقرة».
وأضاف أنه «يدرك حساسية وتعقيدات الوضع الذي نشأ بعد أن تدخل الغير في نشاط سوق صرف النقد، بل وعقد اتفاقات مع عدد من الصرافين دون إدراك لعواقب ذلك» (في إشارة كما يبدو للمجلس الانتقالي الجنوبي). وعد تلك الإجراءات غير قانونية ولا ملزمة للبنك، مؤكدا حرصه «على تجنب افتعال أي أزمة أو حالة مواجهة بينه وبين أي طرف، وجعلها سبباً في التدهور الكبير لقيمة العملة المحلية».
وأكد «المركزي اليمني» عدم قبوله توظيف قرار جمعية الصرافين ومبادرتهم الأخيرة بتعليق نشاطهم، للهروب من مواجهة الواقع الذي وصل إليه سوق صرف النقد والذي يعتبر إحدى نتائج عدد من القرارات العشوائية التي صدرت مؤخراً وتمس نشاط الجهاز المصرفي.
وعلى وقع اندلاع الاحتجاجات في مدينة تعز، قالت اللجنة الأمنية في المدينة إنها ملتزمة «بحماية التظاهر السلمي، واحترام حرية التعبير» لكنها حذرت من استغلال صعوبة الأوضاع الاقتصادية وتدهور العملة في تحريض الناس للتخريب والمساس بالمحلات التجارية وقطع الطرقات ونشر الفوضى في المدينة».
وعلى ما جاء في بيان رسمي للجنة أوضحت أنها «تدرك بشكل تام صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية جراء التدهور المستمر لسعر العملة وما يرافقها من ارتفاع مؤسف في أسعار السلع». مؤكدة أنها «على ثقة تامة بوعي أبناء تعز تجاه مسألة الحفاظ على المصالح العامة والخاصة، وحماية السكينة العامة خلال المسيرات والمظاهرات».
وحذر البيان «من أي استغلال لأوجاع المواطنين والنفاذ من خلال الاحتجاجات للتخريب وحرفها عن مسارها السلمي والحضاري» خدمة لمن وصفتهم اللجنة الأمنية بـ«أعداء تعز واليمن». وللأجندة الفوضوية.
ونبه البيان الأمني إلى أن السلطات «لن تتهاون أبدا، وسوف تضرب بيد من حديد تجاه أي محاولات للإخلال بالنظام العام، والتخريب، وإثارة الفوضى، أو ارتكاب ممارسات تضر بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع».
ورغم التدابير الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي اليمني في عدن فإن ذلك لم يحقق نتائج لوقف تدهور العملة، بما في ذلك التدابير الأمنية والتشديد على المصارف المحلية وإغلاق شركات الصرافة المخالفة لتعليمات البنك.
وفي الوقت الذي فرضت فيه الميليشيات الحوثية قطاعا مصرفيا موازيا في مناطق سيطرتها مع استمرارها في منع تداول الطبعات النقدية الأخيرة الصادرة عن البنك المركزي في عدن، ارتفعت رسوم الحوالات الداخلية من مناطق سيطرة الشرعية إلى مناطق سيطرة الميليشيات إلى 100 في المائة، بحسب ما أكدته مصادر عاملة في القطاع المصرفي والتحويلات.
ويقول اقتصاديون إن استقرار سعر صرف الريال في المناطق الخاضعة للميليشيات المدعومة من إيران لا يعكس حقيقة الوضع الاقتصادي إذ تفرض الجماعة سعر الصرف بالقوة كما تشجع شركات مصرفية تابعة لها على سحب العملات الصعبة من مناطق سيطرة الحكومة.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عقد لقاء مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة البنك المركزي اليمني في أغسطس (آب) الماضي وشدد على ضرورة «اتخاذ تدابير لإنقاذ الريال والاقتصاد ووضع حد للتلاعب والمضاربة بالعملة من قبل شركات الصرافة واتخاذ الإجراءات الصارمة في هذا الصدد وضبط السياسة النقدية».
ودعا إلى «التعاون والتكامل مع مختلف الأجهزة والمؤسسات المالية ذات الصلة وفي مقدمتها وزارات المالية والنفط والمعادن والصناعة والتجارة والتخطيط والتعاون الدولي والأجهزة ذات العلاقة لحفظ استقرار العملة وتحقيق استقرار الاقتصاد».

قد يهمك أيضا

البنك المركزي اليمني يوجه المصارف بنقل إدارة عملياتها إلى عدن

 

البنك المركزي اليمني يقر تدابير إضافية لوقف تهاوي العملة المحلية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتجاجات غاضبة في الشارع اليمني بسبب تدهور العملة وارتفاع الأسعار احتجاجات غاضبة في الشارع اليمني بسبب تدهور العملة وارتفاع الأسعار



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab