الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
كشف مسؤول رفع الإنتاجية الزراعية في الحكومة السودانية الدكتور بابكر حمد أنّ فاتورة استيراد القمح تكلّف خزانة بلاده مليار ونصف المليار دولار سنويًا.
وأكدّ حمد، لـ"العرب اليوم" أنّ السودان وقبل انفصال الجنوب كان يستورد في العام 2.2 مليون طن قمح، تقلّصت بعد الانفصال إلى 5.1 مليون طن، وأوضّح أنّ بلاده حققت الاكتفاء الذاتي من القمح خلال الموسم الزراعي 1991 _1992 ليحدث بعد ذلك التراجع المستمر حتى الآن في إنتاج القمح وبات الإنتاج المحلي خلال الأعوام الـ 3 يغطي حوالي 33 % من الاستهلاك، ليتم سد العجز باستيراد حوالي 67%، واصفًا كلّفة الاستيراد بالمرهقة لخزانة بلاده بعد فقدانها لحوالي 75% من النفط وعائداته بعد الانفصال ليقل رصيده من العملات الصعبة.
وتحدث عن خيارات لحل المشكلة من بينها أنّ تعتمد الحكومة توجهًا وبرنامجًا واضحًا يتم بموجبه زيادة الإنتاج ومضاعفته، وهذا سيحتاج إلى ضخ الأموال بالنظر إلى أنّه سيعتمد على التقنيات والآليات الحديثة، مضيفًا أنّ واحدًا من الخيارات المتاحة أنّ يتمّ خلّط القمح المنتج محليًا بالذرة، وأكدّ أنّ الهجرة الكثيفة من مناطق الإنتاج في الولايات الشمالية ونهرالنيل والجزيرة واحدة من أسباب تدني إنتاجية محصول القمح، وأوضّح أنّ سكان الخرطوم تضاعفوا في الأعوام الأخيرة ليصلوا إلى 7 مليون نسمة مع تغير في الثقافة الغذائية، وبات الوافدون الجدد يعتمدون في غذائهم بشكل كبير على القمح وتركوا البدائل الأخرى المألوفة لديهم في الريف.
بدوره تحدث إتحاد عام مزارعي السودان عن انخفاض المساحات المزروعة بمحصول القمح في ولايات من بينها الجزيرة، وأنخفض من 300 ألف فدان إلى 210 ألف فدان، ويؤكدّ مدير مشروع الجزيرة السابق البروفسير أحمد البدوي أنّ محصول القمح محصول إستراتيجي لابد من الاهتمام به، مضيفًا أنّ من بين أسباب تناقص المساحات المزروعة بالقمح ضعف التمويل ويمكن لولايات مثل الشمالية ونهر النيل والجزيرة أنّ تعود بالإنتاج إلى سابق عهده، مؤكدًا أنّ توفير التمويل والآليات الزراعية والتقنيات الحديثة والإعلان عن أسعار مجزية للمزارعين من مطلوبات تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوقع أنّ تحقق تلك السياسات الاكتفاء الذاتي خلال الـ3 أعوام المقبلة.
واختتم بالإشارة إلى أنّ توفر المياه والأراضي ودرجة الحرارة المناسبة من العوامل التي تساعد في زيادة إنتاج محصول القمح كما حدث في موسم 1991 ، 1992، حيث تم إنتاج أكثر من مليون طن الأمر الذي حقق الاكتفاء الذاتي وتصدير جزء من الإنتاج إلى الخارج.
أرسل تعليقك