ثورة مغربية إثيوبية في قطاع الزراعة في القارة السمراء
آخر تحديث GMT11:01:24
 العرب اليوم -

ثورة مغربية إثيوبية في قطاع الزراعة في القارة السمراء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ثورة مغربية إثيوبية في قطاع الزراعة في القارة السمراء

وزارة المالية الإثيوبية
الرباط - العرب اليوم

أعلنت وزارة المالية الإثيوبية أن حكومة البلاد وقعت اتفاقا مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفات المغربي، يهدف إلى تنفيذ مشروع للأسمدة في دير داوا بإثيوبيا، باستثمار إجمالي يمكن أن يصل إلى 3.7 مليار دولار. وكشفت الوزارة الإثيوبية، على حسابها بموقع "تويتر"، إنه بموجب هذا الاتفاق، سيتم إحداث مُركب للأسمدة بمنطقة دير داوا باستخدام الموارد المحلية أي الغاز الاثيوبي والحمض الفوسفوري المغربي.

المشروع الهائل سيتطلب استثمارا مبدئيا يقدر بحوالي 2.4 مليار دولار أميركي خلال المرحلة الأولى لتطوير وحدة إنتاج أسمدة بحجم 2.5 مليون طن، ويمكن أن تصل طاقتها الإنتاجية إلى 3.8 مليون طن سنويا، باستثمارات إجمالية تصل إلى 3.7 مليار دولار أميركي في المرحلة الثانية.  وأكدت وزارة المالية الإثيوبية أن هذا المشروع ستكون له مساهمة كبيرة في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الأسمدة، مضيفة أنه اعتباراً من السنة المقبلة ستصل واردات الأسمدة في إثيوبيا إلى مليار دولار أميركي، ويمكن أن تصل إلى ملياري دولار سنة 2030.

كما أكدت الوزارة ذاتها أن الحكومة الإثيوبية تؤكد دعمها الثابت للزراعة من خلال الجهود المستمرة لإيجاد حلول ناجعة للتحديات الزراعية والصناعية في البلاد. وفي تعليقه على الموضوع، قال هشام حافظ، الباحث بمعهد الدراسات الأفريقية وجامعة محمد الخامس بالرباط: "الاتفاقية بين المغرب وإثيوبيا، هي تجسيد للرؤية الاستراتيجية للمملكة المغربية التي تعتمد على مبدأ التعاون جنوب-جنوب والتي تضع المواطن الأفريقي في صلب الاهتمامات السوسيواقتصادية.

وأضاف في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية": "أفريقيا اليوم تواجه مجموعة من التحديات المشتركة وعلى رأسها تحويل المواد الأولية داخل أفريقيا وكذلك تحدي الأمن الغذائي لاسيما وأن جل دول شرق أفريقيا تعاني من ضعف المردودية الفلاحية والاكتفاء الذاتي من حيث التغذية." من جهة أخرى لاحظ الخبير، أن "إثيوبيا أصبحت خلال السنوات الأخيرة، تُعتبر من بين الدول الأكثر دينامية في شرق أفريقيا من حيث الإصلاحات الاقتصادية وأصبح كذلك قوة ديموغرافية حيث بلغت الكثافة السكانية بها أكثر من 100 مليون نسمة. والاتفاقية التي أبرمت بين البلدين هي كذلك تندرج في إطار الإصلاحات الاستراتيجية لإثيوبيا وتعتبر من بين أكبر المشاريع الاستراتيجية ذات القيمة المضافة العالية في شرق أفريقيا."

وتابع هشام حافظ  أن "مشروع الأسمدة، متكامل ويعتمد على موارد طبيعية أفريقية محضة. وهو أيضا مشروع يهدف إلى عصرنة الزراعة وتعزيز المردودية الفلاحية، بالإضافة إلى تقوية سلاسل الإنتاج الأفريقية وخلق فرص شغل، نظرا لأهمية القطاع في مجال التشغيل، دون أن نغفل تعزيز الأمن الغذائي ليس لإثيوبيا فحسب، بل لدول شرق أفريقيا برمتها."

وختم الأستاذ حافظ كلامه مؤكدا أن "السياسة الأفريقية للمغرب هي "سياسة محكمة، صادقة تسعى إلى مواكبة دينامية الاصلاحات الاستراتيجية في أفريقيا ومواجهة التحديات الكبرى في القارة." 

من جانبه علق الإعلامي والمحلل السياسي، مصطفى الطوسة على هذا الاتفاق الكبير قائلا: "بات مؤكدا اليوم أن انخراط المغرب في مشاريع اقتصادية مهيكِلة في القارة الأفريقية، أصبح يزعج بعد اللاعبين التقليديين في أوروبا، الذين كانوا دائما يعتبرون هذه الاسواق والفضاءات الأفريقية حكراً عليهم ولا يستحملون أي منافسة خصوصا من الدول التي كانوا يعبرونها حتى وقت قريب تحت سيطرتهم."

وتابع الطوسة في حديثه مع "سكاي نيوز عربية"، أنه "خلافا لبعض القوى الأوروبية، فإن الاستراتيجية المغربية التي أطلقها الملك محمد السادس، منذ أن اتخذ المنعطف الحيوي بالعودة إلى الاتحاد الأفريقي، كانت دائما مبنية على منطق رابح-رابح الذي يخدم أولا وقبل كل شيء مصلحة المواطن الأفريقي ويجعله يستفيد من خيراته ومشاريعه."

وبحسب المتحدث، فإن هذا التصور المغربي، هو ما يفسر "قوة الاستقطاب التي تمارسها الرباط داخل الفضاء الأفريقي، خلافا للمقاربة الأوربية التقليدية المبنية على استغلال الثروات في إطار علاقة شمال جنوب المستنزفة للخيرات بدون فائدة تذكر لصالح المواطن الأفريقي. هذه المقاربة المغربية من شأنها أن تحدث ازعاجات وتصدعات في منظومة حلفاء المغرب الأوربيين الذين يقومون بحركات معينة ويتبنون مواقف معادية للمغرب من أجل نسفها أو التقليل من اختراقاتها."

قد يهمك ايضا 

"سار" السعودية تنقل أكثر من مليون طن معادن مُختلفة خلال تشرين أول

إقتراب إنهاء مشروع سعودي لتوسعة إنتاج الأمونيا والفوسفات بـ6.4 مليار دولار

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة مغربية إثيوبية في قطاع الزراعة في القارة السمراء ثورة مغربية إثيوبية في قطاع الزراعة في القارة السمراء



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
 العرب اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 22:06 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

3 عمليات حوثية ضد سفن ومدمرات أميركية وإسرائيلية

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 22:17 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين قبالة جربة

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 10:46 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.3 ريختر يضرب شرق إندونيسيا

GMT 01:08 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab