غير آبهة بما وصلت إليه القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة تواصل أثمان اللحوم الحمراء الحفاظ على الأرقام “القياسية” التي سجلتها على امتداد الأسابيع الأخيرة، بالموازاة مع تراجع معدلات الاستهلاك حسب ما يورده المهنيون الذين يشتكون بدورهم من احتشام المردودية.
وبحسب ما استقته الجريدة من مهنيين يصل ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم العجل حاليا بأسواق الجملة إلى 95 درهما، يليه لحم الخروف بما بين 112 و115 درهما للكيلوغرام الواحد دائما، بينما يصلان إلى المستهلكين على مستوى نقاط البيع بالتقسيط بحوالي 110 و130 درهما على التوالي، بزيادات تبقى مهمة مقارنة بالوضع السابق.
وتقُض هذه الأثمان مضاجع الأسر المغربية التي وجدت نفسها خلال الآونة الأخيرة أمام خيارات صعبة، بالموازاة مع الارتفاعات التي عرفتها أسعار اللحوم البيضاء هي الأخرى، سواء الدجاج الذي لامس الثلاثين درهما للكيلوغرام الواحد، أو الديك الرومي الذي لم يسلم بدوره من الوضعية نفسها.
وسبق أن دفعت الوضعية الراهنة لسوق اللحوم الحمراء وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى ملاقاة المهنيين، بداية الشهر الماضي، حيث جرى الاتفاق بين الأطراف على الاستمرار في دعم علف الماشية بالنسبة لمربي الأبقار والأغنام، والحفاظ على إنتاجية الإناث منها، في وقت يؤكد المهنيون حاليا على تحفيز الاستيراد من الخارج بفعل القلة التي صارت تميز الترسانة الحيوانية الوطنية.
في حديثه حول الموضوع قال هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالدار البيضاء، إن “السوق مازال يعيش على وقع الاضطراب إلى حدود الساعة، في ظل التداعيات التي يعرفها النسيج الوطني الحيواني، سواء بالنسبة للعجول أو الأغنام، إذ يعرف القلة في الوقت الراهن، ما دفع المهنيين إلى التأكيد على تنميته وفتح باب الاستيراد بالموازة”.
واعتبر الجوابري، أن “الأثمان المتداولة على مستوى السوق الوطنية حاليا قابلة للارتفاع مجددا وفي أي لحظة، ما دام أن هناك عدم تجاوب مؤسساتي مع مطالب الجلوس إلى طاولة الحوار والبحث عن حلول عاجلة”، مردفا: “توجهنا إلى الخارج من أجل الاستيراد غير أننا اصطدمنا بتعقيدات دفاتر التحملات”.
وزاد المتحدث ذاته: “يجب خلال الدخول السياسي والاجتماعي الجديد أن يناقش هذا الموضوع على أعلى مستوى، لكون الظرفية الحالية ليست في صالح أي طرف، لا المستهلكين ولا نحن كمهنيين، بعدما صرنا نبيع مثلا 30 كيلوغراما مقابل 100 كيلوغرام عندما كانت الأسعار متوسطة؛ فالاستهلاك تراجع بشكل كبير وتراجعت معه المردودية لدى مختلف المتدخلين في مجال تسويق اللحوم الحمراء”.
من جهته قال محمد بلمودن، مهني في القطاع بمدينة فاس، إن “قطاع بيع اللحوم يشهد ركودا منذ عيد الأضحى، خاصة في ظل موجة ارتفاع الأسعار وتدني القدرة الشرائية، الأمر الذي دفع مجموعة من المواطنين المغاربة إلى الاستغناء عن اللحوم واعتبارها فقط من الكماليات”، مضيفا أن “لحم البقر يبلغ في الوقت الحالي 110 دراهم، فيما يبلغ سعر اللحم المفروم 120 درهما للكيلوغرام الواحد، في وقت يصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى 140 درهما”.
وأشار الفاعل المهني ذاته، إلى “قلة رؤوس البقر والغنم في الأسواق يساهم بدوره في ارتفاع الأسعار”، مسجلا في الوقت ذاته أنه “من المرجح على ضوء ذلك وفي ظل نقص المعروض في الأسواق أن ترتفع الأسعار إلى ما فوق مستوياتها الحالية إذا استمرت الشروط نفسها”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “فترة الصيف التي تشهد انتعاش حركية السفر والمطاعم وتنظيم الأعراس والحفلات، ثم الفترة التي تليها، كانت تعد من الفترات التي تشهد إقبالا كبيرا على استهلاك اللحوم، إلا أن الواقع عكس ذلك هذه السنة، إذ شهد القطاع كسادا كبيرا”، موردا: “في نهاية المطاف نحن في وضعية صار المهنيون يتريثون قبل مباشرة عملهم، إذ يعتبرون أن المردودية لم تعد مرضية”.
قد يُهمك ايضـــــًا :
اكتشاف عنصرًا غذائيًا موجودًا في لحوم البقر يعزز خلايا الجسم المناعية لمحاربة الأورام
كشف العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء وتطوّر السرطان
أرسل تعليقك