أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية
آخر تحديث GMT06:49:51
 العرب اليوم -

"أمية" للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "أمية" للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية

دمشق ـ سانا

رقصات في غاية الأناقة قدمتها فرقة أمية للفنون الشعبية بعد غياب عن برامج المسرح القومي لسنوات عدة مكرسة أصالة التراث الصوفي العربي في سورية عبر أمسية لافتة أحيتها أمس الأول على مسرح الحمراء الدمشقي الذي استقبل جمهور هذا النوع من الأداء الراقص بحفاوة بالغة وليكون أمام لوحات تضج بطقوس الحضرة والمولوية وأناشيد الذكر والعرفان. افتتحت أمية حفلها الذي حضرته الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة بمقطوعة سماعي نهاوند بالتعاون مع فرقة نزيه أسعد الموسيقية التي رافقت الرقصات المقدمة بشفافية خالصة نقلت عبرها روحانية صوفية شديدة التأثير على القلوب والعقول في آنٍ معاً لتنتقل بعدها أمية إلى لوحتها رقصة على إيقاع موشح إملالي الأقداح حيث برزت شخصية خاصة لكل أعضاء الفرقة في انسجامهم مع تقاليد الحضرات الصوفية وطريقة أدائها المعبرة عن أهمية الموسيقا العرفانية في الحياة الثقافية الجديدة. وقسمت أمية لوحاتها المتميزة بدقتها وانسيابها فمن لوحة النوبة الشاذلية مروراً بمقطوعة ابتهالات دينية نجح الموسيقيون في نقل كثافة الحالة الصوفية من الأداء الحركي التلقيني إلى رحابة العرض ليمتد تقديم هذه المشاريع في إطار خطة مديرية المسارح التي تدأب يومياً لإعادة الثقافة المحلية الأصلية إلى واجهة الحياة؛ بعيداً عن فرق الرقص السياحي ومهرجاناتها الدولية كفرقة وطنية لها تاريخ فني امتد من ستينيات القرن الفائت بعد صدور مرسوم شرعي خاص بكيانها الوظيفي حقق لفناني أمية فرصة كبيرة لخوض العروض في العالم العربي والعالم متنقلةً من مهرجان إلى مهرجان على خشبات مسارح العالم. كما تميزت أمسية أمية التي نظمتها مديرية المسارح والموسيقا بلوحة النوبة الشاذلية التي أداها أكثر من ثلاثين راقصا وراقصة على خشبة الحمراء بمرافقة قرابة 25 موسيقيا ومنشدا ومنشدة إذ تجلى في هذه اللوحة فهم خاص للفنان تيسير علي في إدارة مجاميعه الراقصة وتحريكها من أقصى الوجد الصوفي إلى أقصى الدراما المسرحية البحتة مستعيناً بإيقاعية متصاعدة رسمت حركياً مساراتها في وضع عرفاني محض أبرز عبره فنانو الفرقة طواعية الجسد الإنساني ليسير في درب معرفة الخالق كون هذا الرقص يجسد تسامي الروح وخلاصها كلما اقتربت من باريها في لقاء تتوحد فيه الأرواح وتسقط الرغبات الدنيوية من خلال الطواف الذي تحاكي فيه هذه الرقصات حركة النجوم والمجرات في دورانها وطوافها الكوني الأوسع. وقال تيسير علي مدير فرقة أمية إن هذا العرض تطلب ثلاثة أشهر من البروفات المتواصلة ليتبين لي مدى استجابة فناني أمية لتوقيت التدريبات وحبهم ورغبتهم في إعادة مجد اسم الفرقة إلى مساحات المهرجانات الدولية كفرقة سورية تحمل في برامج حفلاتها جماليات التراث السوري وثراءه الأخلاقي والمعرفي والحضاري فأمية في ذاكرة الكثيرين من أولى الفرق التي أخذت على عاتقها توثيق التراث الشعبي في الوطن ولهذا سترى اليوم عرضاً يتناسب مع تاريخ طويل من الهواجس الإبداعية لكل مشارب وألوان الثقافة السورية الغنية بمفرداتها الشعبية وجملها الراقصة وأهازيجها من الشرق وأعلى الجزيرة العربية إلى ساحل المتوسط ومن شمال الوطن في حلب وإدلب مروراً بحماة وحمص ودمشق حتى جبال العرب جنوباً. وأضاف الفنان علي في حديث خاص لسانا: أتمنى في هذا الحفل أن أكون قد حققت القليل من طموحات الفنانين الذين اشتغلوا معي على مدار الفترة الماضية فسورية بلد عريق يتألق دوماً من خلال انفتاحه على الآخر وثقافاته المتنوعة ولذلك نقدم هنا تلك النكهة الخاصة رقصاً وإنشاداً وغناءً بعيداً عن كليشيهات الأداء المعهودة في الرقص الشعبي بل بالتركيز أكثر فأكثر على طاقة الراقص وخبرته مع هذه الطاقة على المسرح وفق عمارة حركية متزامنة مع توزيع متقن وموءثر للفنان نزيه أسعد الذي بذل هو الآخر مع أفراد فرقته الموسيقية جهداً طيباً في إغناء طبيعة الحركة الراقصة ودفعها نحو انسيابية الجسد وشاعريته التي أصبو إليها. وأوضح مدير الفرقة أن لكل إنسان طريقا يسلكه من أجل الوصول إلى رضا الخالق من خلال الذكر والابتهال والتذلل للواحد الأحد والرقص الصوفي هو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الزوايا الصوفية التي اشتهرت بها دمشق وسورية عموماً عبر التاريخ حيث يسمى هذا الفن أحياناً رقص سماع ويكون بالدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به من يسمون بالدراويش بهدف الوصول إلى مرحلة الكمال التي يهدفون من خلالها إلى كبح شهوات النفس والرغبات الشخصية عبر الاستماع إلى ذكر الله والتفكر به. يذكر أن الأمسية أتت برعاية وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا وهي في إطار الحفلات التي تنظمها المديرية لإعادة وترميم الفرق الموسيقية والفنية الراقصة لدعم الحركة الفنية وتطويرها نحو منافسات إبداعية تحترم عقل الجمهور وقلبه لحماية الذائقة لديه في زمن توحش الميديا وطغيان أثر وسائلها على جوارح المتلقي وكيانه الشخصي. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية أمية للفنون الشعبية تعود إلى المسرح بأمسية نفحات صوفية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab