نافورة سيدي حسان فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة
آخر تحديث GMT16:54:16
 العرب اليوم -

"نافورة سيدي حسان" فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "نافورة سيدي حسان" فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة

"نافورة سيدي حسان"
الجزائر ـ واج

تطرق أحمد بن زليخة في كتابه "نافورة سيدي حسان" إلى حياة العاصميين داخل قلعتهم التي تحولت عشية شهر جويلية\تموز 1830 من مدينة "محصنة" إلى "مدينة سهلة المنال" بفعل الخيانات العديدة خلال العهد العثماني.
و عمل بن زليخة في كتابه على إعادة الأجواء المحمومة التي كانت سائدة بالجزائر العاصمة خلال الأشهر الأخيرة من الحكم العثماني من خلال حي سيدي حسان ونافورته المباركة. النافورة هي ذلك العنصر الرمزي و المحوري في القصة التي بناها سيدي حسان الولي الصالح الأندلسي في مدخل غابة بوزريعة في موقع قديم جدا يزينها شريط زركش عليه عبارة "و لا غالب إلا الله". و حول هذا المنبع المنعش (الإسلام) و في جزائر ربيعية ثم صيفية عشية الغزو كانت السماء صافية و الصباح مضيئا و طيور الحسون تزقزق في أقفاصها مرددة موسيقى الفتيات في الساحات المزهرة و المنعشة. "لقد كان النور يطل من كل ناحية و أشعته تسطع على باقولات الزيتون و الخضر مداعبة الجرات المختلفة الأشكال و الأحجام و متلألئة على العود و القويطرة التي كانت تعزف عليهما حسنة بواسطة ريشة صقر".
و في هذه الجنة التي تكاد تكون أسطورية في مدينة تعيش عصرا ذهبيا قبل الغزو احتفلت حسنة بخطوبتها مع مراد صديق طفولتها رغم أصولهما حيث أن حسنة من القبائل و مراد من الصحراء. امحند والد حسنة نجار شم رائحة الغزو صنع في سرية تامة سلاحا ثوريا برضى الباي احمد لقسنطينة احد سلالة الانكشاريين و النساء الأصليين القلائل الذين استطاعوا الوصول إلى الطبقة المهيمنة. و يعد الزورق المصنوع من خشب الحضنة الصلب المزود ب "الطارق" القذيفة المنجزة استنادا للمعلومات المتضمنة في كتاب عالم سوري من القرن الثالث عشر نجم الدين حسن الرحمة سلاحا فتاكا للتصدي للجيش الفرنسي المدجج بالأسلحة. "كان الزورق رائعا و خشبه يلمع و كأن ضوئا ساطعا أو اشعاعا كان ينبعث منه".
لكن في الوقت الذي تظافرت فيه الطاقات النضالية و تنظمت فيه لالحاق الهزيمة مرة أخرى بجيش العدو ارتبك قادة ايالة الجزائر في استراتيجيات قديمة تسببت إلى جانب خساسة الخونة في انتصار العدو الفرنسي.
حينها اشتعل فتيل المقاومة الشعبية ممثلة في مقاومة الزوجين حسنة و مراد الذين قتلا والديهما. و تتجلى الروح الوطنية و الحنين في نص أحمد بن زليخة الذي يتميز بالبساطة و سلاسة الأفكار فضلا عن ثرائه بالمراجع التاريخية و العلمية.
و تراود دا محند أوهام " يمتزج فيها الماء و التمر و العسل و الحليب و الخبز الطيب و بياض ناصع لقبب الأولياء الصالحين في البلاد". و جعل هذا السرد عن عالم "مغاير" نص بن زليخة يحاكي القصة العصرية الشبيهة بالحلم الشكسبيري المستمد من "جوهر الحياة". و لد أحمد بن زليخة سنة 1967 و هو كاتب مقالات و مختص في اللسانيات و المالية أهلته لأن يشغل عدة مناصب عليا في القطاعات المالية و الطاقة و الإتصال. و للكاتب عدة إصدرات من بينها "من أجل فكر جديد" (بيان 1989) و "الصحافة الجزائرية : افتتاحيات و ديمقراطية" (محاولة 2005) و "عمل الكرامة" (دراسة حول الإستعمار 2003" إضافة إلى "نافورة سيدي حسان" عن دار النشر القصبة 2014.



 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نافورة سيدي حسان فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة نافورة سيدي حسان فسيفساء من العاصمة لأحمد بن زليخة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab