دمشق - سانا
رسائل لم يقرأها آدم.. تداعيات امرأة على شكل نصوص شعرية في مجموعة رنا العسلي التي دفعتها لكتابتها مجموعة من التحولات الاجتماعية والعوامل النفسية المتصارعة في ذاتها بسبب الأزمة التي تمر بها بلدها أو لأسباب اجتماعية أخرى.
تبدأ العسلي نصوصها بكلمات تعبر عن مدى حبها للكتابة فتعتبرها الطريق الوحيد إلى الروح ما يدفعها للتعبير عما ينتابها وما يختلج في داخلها بهدوء وفق العاطفة التي تشعر بها فكتبت في نصها رسالة لم يقرأها آدم تقول..
خربشات حروفي .. طريق لروحي .. أحيكها بهدوء
رغم أني في الحياكة خائبة .. أحاول الوصول .. إلى قلوب محبة
تصمم الكاتبة على الحزن لأن الوطن يعيش تلك الحالة والتي سببها بعض الاطراف الخارجية بدافع المؤامرات فرأت كثيراً من الجراح المؤلمة تنزف أمامها دون أن ترى مثيلاً لما يحدث عبر التاريخ تقول في نص لا تلوموني..
لا تلوموني حين أسلمت قلبي للحزن .. الفوضى عمت أرجائي
الظلم سيف مسنون .. حين جرحت سوريتي .. بتنا كالأشباح بلا مأوى
وتعمل العسلي على تكوين تعبيري تعتمد خلاله على الدلالة اللفظية التي تشير من خلالها إلى وجود حب كبير في ذاتها أو في الذات الإنسانية التي تمثلها القصيدة وبرغم محاولتها الاعتماد على الصورة والدلالة والإيحاء إلا أن العاطفة الأنثوية تفرض ظهورها عبر المفردات كما جاء في نصها قسوة..
حين أقسو على ذاتي .. أمحو آثار محبتك في وجداني
أحاول أن أكون ملكة نفسي فقط .. فأطبطب كالطفل الصغير على
مفرداتي وأجمع شتات كبريائي .. وأبعد تراتيل نبضاتك.
وفي نصوص أخرى يرتفع مستوى التعبير ليرقى إلى مستوى الشعر الذي يدل على موهبة واعدة قادرة على الانتقاء والكتابة وصياغة العبارات الشفافة فبدأت مقدمة نصها عبق بومضة شعرية رقيقة تقول فيها..
سأطلب من ليلي أن يطول قليلاً .. فهاذا الأريج أعجبني
كزهرة تنثر عطرها وللمدينة المتحدية للزمن مكان كبير في نفسها لأنها البلد التي عاشت فيها أجمل ذكرياتها وحياتها فتألمت لجراحها وحزنت لألمها لافتةً إلى ما ذاقته بعد حلول الأزمة دون أن تتخلى عن جمالها الأزلي الذي تحلت به منذ أن وجدت على الأرض تقول في نص حلب المنسية..
تنأى بجرحها عن العالم .. وحيدة في مغارات باردة
هجرها السلام منذ الساعات الأولى .. وأضاع الطريق
يذكر أن الكتاب من منشورات دار أعراف للطباعة والنشر والتوزيع تقع في 121 صفحة من القطع المتوسط.
أرسل تعليقك