الرباط - و.م.ع
نظم النادي الديبلوماسي المغربي، الأربعاء بالرباط، ندوة لتقديم كتاب "محمد الخامس : سيرة وذكرى" لمؤلفه الأستاذ محمد توفيق القباج الذي سبق أن شغل مناصب سفير للمغرب في عدد من البلدان الإفريقية وفي رومانيا والنمسا.
وفي مداخلة للرئيس السابق للنادي، مولاي أحمد الإدريسي، ركز على الخصائص التي تميز شخصية المؤلف الذي اشتغل إلى جانب جلالة المغفور له محمد الخامس عضوا في ديوانه ثم رئيسا له على مدى خمس سنوات كاملة، وقبلها بإدارة الشؤون الشريفة إذ كان صلة الوصل بين السلطان والمقيم العام الفرنسي ممثل الحماية الفرنسية، واستقامته ونزاهته الفكرية، ونشأته وسط أسرة وطنية إذ كان والده الأستاذ عبد الجليل القباج أول مدير لجريدة "العلم"،.
واعتبر الإدريسي أن الكتاب، الذي صدر عن منشورات "ضفاف" في 392 صفحة من الحجم المتوسط ، إنجاز مهم وإسهام قيم في صيانة جزء كبير من الذاكرة الوطنية.
ومن جانبه تحدث الدبلوماسي عبد اللطيف ملين ، في مداخلته، عن تأثير الملك محمد الخامس في تاريخ المغرب والعالم العربي والعالم أيضا داعيا إلى أن يكون صدور هذا الكتاب حافزا للمؤلفين والمؤرخين المغاربة لدراسة تاريخ بلادهم وكذا إسهام الغرب الإسلامي في الحضارة الإنسانية ، وإعادة النظر في المناهج الدراسية وبرامج التاريخ ليقدم للنشء صورة حقيقية عن تاريخ المغرب المجيد.
وأضاف ملين أن الكتاب ، الذي يتعين ترجمته إلى لغات أجنبية، أبرز الدور الديبلوماسي العظيم للملك محمد الخامس من خلال محاوراته مع المقيمين العامين الذين تعاقبوا على المغرب في عهد الحماية وإجابات جلالته المباشرة على كل القضايا التي كانوا يطرحونها.
ورأى الوزير والسفير السابق ، محمد العربي المساري ، أن الكتاب يشكل إضافة نوعية للمكتبة المغربية باعتبار مؤلفه شاهد عيان يتوفر على معطيات دقيقة جدا، ومعلومات مباشرة، ويستعرض فترة زمنية من تاريخ المغرب كانت حافلة بالتوترات، ويتضمن تفاصيل وإشارات مهمة يتشوق المغاربة لمعرفتها معتبرا أنه كتاب خليق بتحفيز شهود عيان آخرين على الكتابة عن فترة ما بعد الاستقلال ، وأنه يتعين على الكاتب إغناء كتابه في طبعة ثانية بالحديث عن مزيد من الأحداث التي عايشها.
أما محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بالرباط ، فاعتبر الكاتب شاهدا على العصر ومرجعا توثيقيا تاريخيا ومدرسة في الوطنية الصادقة، يزاوج بين المنهج التاريخي وفن صياغة المذكرات ، مضيفا أن القباج لم يقم خلال فترة عمله بالديوان الملكي للملك محمد الخامس بمهام إدارية فقط بل تجلت غيرته الوطنية في خدمته لوطنه وملكه بكل تفان وإخلاص.
وتحدث الحسيني عن مقومات شخصية محمد الخامس ، الذي عاش أحداثا لا مثيل لها ، والتي تتمثل في الكاريزما والحكمة في اتخاذ القرارات والتواضع والتسامح وغيرها ، مشيرا إلى مساهمته، إلى جانب زعماء آخرين (جمال عبد الناصر ونكروما وسيكوتوري...) ، في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في اجتماع الدار البيضاء قبل توقيع ميثاق أديس أبابا.
وبعد أن ألقى الشاعر مولاي علي الصقلي قصيدة في رفيق دربه المهني ومساره الحياتي محمد توفيق القباج، قال هذا الأخير إنه اختزن في وجدانه على أزيد من نصف قرن مليء بالأحداث الجسام، داعيا جيل الشباب إلى قراءة سيرة محمد الخامس الذي لولاه لما تحرر المغرب من نير الاستعمار بالسرعة التي ما كان يحلم بها حتى أكبر المتفائلين.
يشار إلى أن النادي الديبلوماسي المغربي ، الذي أحدث يوم 9 نونبر 1991، يتكون من السفراء والوزراء المفوضين أو ما يعادلهم لدى المنظمات الدولية والإقليمية، ويهدف أساسا إلى تنمية الصلات بين أعضائه، والمساهمة في الإشعاع الدولي للمملكة، وربط علاقات التعاون والتبادل مع الهيئات المماثلة وجمعيات الصداقة وكذا مع البعثات الديبلوماسية المعتمدة في المغرب في مجالات الاهتمام المشترك.
أرسل تعليقك