دمشق - سانا
أخضر كالسرير مجموعة شعرية للشاعر وفيق سليطين تباينت مواضيعها بين الحب والعلاقات الإنسانية الأخرى إضافة إلى بعض الرؤى التي ارتبطت بالكون والطبيعة وما بين هذه الأشياء وبين الإنسان من أثر حاول الشاعر أن يرتكز عليه في كتاباته.
لابد من الحب كما يرى سليطين لأن قلب الإنسان يعمر به فيعم الجمال حوله وتصدح الأغنيات وتتفتح الورود والزهور ولكن في النتيجة لا بد للموت من أن يأخذ كل الأشياء الجميلة معتبرا ان هذه النتيجة الحتمية هي فلسفة الوجود وهي ما يجب أن يؤول إليه هذا الوجود يقول في قصيدته ربيع آخر..
قد يزهر ربيع القلب .. وتصدح الأغنية في الأماكن الموحشة كذلك قد تنمو أزهار الداخل .. وتمتد إليها يد الموت .. في حديقة التماثيل المجدية.
ويعتبر الشاعر أن الحب شيء أساس في الحياة وقد يبالغ في ذلك وصولا إلى حد الخرافة فالحبيبة عنده هي المعجزة لأنها إذا بعدت يعود الحزن وينحسر الضوء ويغيب الجمال فالحب يأخذ به إلى متاهات الكلام وإشكالات المعاني وتيه الأزقة ويحوله إلى طفل لا يعي ما يجب أن يكون هكذا تبدو القصيدة كما ورد بقوله
مدين لي بك .. لن أطلب معجزة .. ولن أهب اسمك للضوء المتأهب في الخارج من دونك .. هكذا ينحصر الفيض ويتقلص الطيف .. ويعود المزمار إلى شجرته اليابسة.
يحاول الشاعر ان ينتقد الإنسان الذي آلت يده إلى صنع الخراب وزعزعة الحب وخلخلة العلاقات الاجتماعية إلا أن لجوءه لكتابة نصه بشكل رمزي أغرقه بالضبابية ومحاولة إخفاء الحقيقة وراء الدلالات التي أوقعته في معان مرتبكة قد لا تتلاءم مع المنطق ولا تتوافق مع النزعة الفلسفية الموجودة في نصوص مجموعته الشعرية كما في أعمدة أخرى اليد التي طيرت عصافير الرغبة ومسحت على باطن أشجاره في العدم الخالق أهدتك من ارتعاشها زمهريرا .. وقسوة الحياة في ولادة اسمها المديد.
ويشير سليطين في كتابه إلى استمرار الوجود بشكل فلسفي يحاول أن يفسره بطريقته ورؤاه المكونة خلال منظومته الثقافية والفكرية وفق ما توصل إليه إلا أن هذا الاستمرار قد يكون مختلفا فالبداية يمكن ألا تتوافق مع النهاية حيث استخدم دلالات بعيدة عن واقع الإنسان وكون منها إسقاطات تلامس جوانب حياته يقول في قصيدة رحيل..
تلك الدروب التي تنبثق في قلب الأشياء .. تختفي فجأة .. عندما نحدق إليها لكن اهتزازا ما .. يبقى معلقا على الشراع.
ويقتنع سليطين في مجموعته بوجود الأمل مهما كانت الأشياء الموجودة متباينة ومختلفة ومهما كان الموت ملما بها فهي تتأهب لعودة أخرى قد تكون أجمل وأكثر نقاء وإن تعثرت في عودتها وتعرضت إلى متاهات ومصاعب بسبب ما يحتويه الكون وما هو موجود فيه من أشياء قد تكون مؤثرة في ذلك.. يقول في قصيدة مغارة جذر
متفرقة في بحر من الرمال .. تلمع الأصداف .. تلمع بما ينطفئ كأنها تعيش موتها الطويل .. في مفاجأة الحياة .. مثل خطوة متعثرة لطفولة الماء.
تنوعت القصائد في مجموعة سليطين ولكنها ظلت تحت وطأة الرمز فمنها ما اقترب من المتلقي ومنها ما ظل في فلسفة غامضة ورمز قد يبعث الحيرة دون أن يؤدي الغرض المطلوب في المعنى. يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب يقع 123 صفحة من القطع المتوسط.
أرسل تعليقك