رواية الأسياد لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية
آخر تحديث GMT11:06:54
 العرب اليوم -

رواية "الأسياد" لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رواية "الأسياد" لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية

رواية
القاهرة - العرب اليوم

يتباين الفضاء السردي وتأويلات النص بعدد من يتلقونه٬ كما يرتبط هذا التأويل بقناعات وموقف متلقيه ورؤيته للعالم والموجودات٬ ونادرة هي النصوص الأدبية التي يقف متلقيها حائرًا أمامها٬ وكثيرة هي الأسئلة التي يخرج بها بعدما ينحيها جانبًا ويبدأ الاشتباك معها.

تنتمي رواية "الأسياد" للكاتب الطبيب٬ حسن كمال لهذا اللون من الكتابات بدءًا من العنوان "الأسياد" والكثير من الدلالات فكما أصطلح في الوعي الجمعي المشرقي تحديدًا علي أن الأسياد هم الجان٬ الأسياد مالكين مفاتيح السلطة والسطوة والقوة٬ الأسياد هم الطبقة الخفية المجهولة التي تحرك العالم من وراء ستار، الأسياد بالمعني الاستعماري الكلاسيكي الرجل الأبيض الذي مازال يحتكر ولو حتي لاشعوريا امتيازه بكونه الأفضل والأعلي مرتبة في سلسلة البشر٬ فمن الرواية نقرأ: "إذا بحثت في الخرائط عن كل البلدان التي كانت تحتلها إنجلترا فستجد بلدة صغيرة تشكلت بعد الحرب العالمية اسمها من ثلاثة أحرف من لغة أهل البلد اختصارًا لنفس الكلمة تجمع جنود أجانب.

وفي موضع آخر: "هنا صنعنا دجالا وصنعنا الشيخ عثمان والآن نصنع الشيخ بشير"، وهي لعبة الأمم الجديدة انتهاء الاستعمار العسكري المباشر الذي عاد في صورة الفتنة بين الشعوب بورقة الأديان وزرع بذورالشقاق بين بعضها البعض أو داخل أصحاب الدين الواحد بلعبة المذاهب.

تدور أحداث الرواية في قرية "دجا" أقصي جنوب مصر وكغيرها من المناطق المنسية المهمشة كونها لا تنتمي للعاصمة أو المدن الكبري٬ الأسياد عن مصر الكبيرة المترامية الأطراف التي لا نعرف عنها شيئًا٬ وعن مصريين يعيشون بيننا لكننا نجهلهم ونجهل وجودهم.

تستدعي ذاكرة متلقي "الأسياد" ملامح كل من "صقر الحلواني" في عصفور النار و"معلا قانون" في "غوايش"٬ الإثنين لم يتورعا عن التضحية بصلة الرحم والدم في مقابل السيطرة والنفوذ بل وتستدعي مئات القصص عن قتل الآباء والأشقاء في الصراع علي الحكم والملك والسطوة بالمعني الأشمل. فـ"بشير" بطل الرواية وموقفه السلبي يرفض المشيخة باحثًا عن خلاص فردي ويترك ورائه شقيقه الأصغر "ناندو" حتي يذبح في الوقت الذي كان كان يمكنه استغلال إذعان وخضوع أهالي قريته لمن يشغل منصب المشيخة في تغيير ما توارثوه من ظلمات الجهل والدجل والمعتنقات الفاسدة، وهو ما استمر حتي بعد فناء القرية بأهلها وتمت إعادة إنتاجه في صورة "جنة" وابنتها عسلية لكن في صورة جديدة لم يحاول بشير أن يكون بإيجابية "إسماعيل" بطل قنديل أم هاشم الذي تغلب علي أنانيته وعاد مرة أخري ليحطم الخرافات ويبدد جهل الدجل والشعوذة٬ وتنصل من مسئوليته: "بعضهم ينتظرون شيئًا ما رآه في عيونهم" وحتي عندما ظن أنه أفلت من مصير أهالي دجا والحبس داخل سجن الخرافات والجهل كان يعيد سيرة والده "عرفات" الذي هرب هو الآخر تاركًا وراءه زوجته وولديه للفرار مع الفرنسية التي تركته بعد خمس سنوات من زواجهما٬ ولم يكن بعظمة أمه "أروكا" التي ضحت بأنوثتها وقبلت بأن يعاملها الجميع ليس فقط كرجل وإنما كشيخ "امرأة لعنتها المشيخة"٬ ولا في إخلاص "شهلي" وإصراره علي حفظ الكيان الأكبر "دجا" نفسها من الفوضي والخراب. بشير يحمل هو الآخر شطر من الازدواجية تجلي في موقفه دائم التذبذب من حبيبته "نور"، والتي تحسمه هي في النهاية.

 

وبعيدًا عن ابتذال قولبة الرواية ومحاولة اختزالها في الأسقاط علي الواقع المعيش نجح الكاتب ببراعة أن يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خياله بداية تأسيس المدينة مرورًا بالمآسي والأحقاد بواقعية سحرية يحلو للجميع التغني بها وقصرها علي ماركيز! قد يهمك أيضاً:

صدور "اعترافات عاشق" للكاتب محمد فتح الله

الكاتبة المصرية ضحى عاصي باللغة الروسية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية الأسياد لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية رواية الأسياد لحسن كمال واقعية سحرية بنكهة مصرية



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab