انزياح المركزية الغربية أحدث إصدارات مؤسسة الفكر العربي
آخر تحديث GMT12:26:39
 العرب اليوم -

"انزياح المركزية الغربية" أحدث إصدارات مؤسسة الفكر العربي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "انزياح المركزية الغربية" أحدث إصدارات مؤسسة الفكر العربي

مؤسّسة الفكر العربي
القاهرة - العرب اليوم

صدر حديثًا عن مؤسّسة الفكر العربي كِتاب بعنوان "انزياح المركزية الغربية. نقد الحداثة لدى مثقّفي ما بعد الكولونيالية الصينيّين والعرب والهنود"، من تأليف الباحث الفرنسي توماس بريسّون، وترجمة الدكتور جان ماجد جبّور.
    يعالج الكتاب مسألة استمرار المركزية السياسية والفكرية للغرب ويتساءل الكاتب في المقدمة: كيف يحصل أنه بعد عقودٍ عدّة من نهاية الإمبراطوريات الاستعمارية، لا يزال عالَمنا يعتمد على المعارِف التي تمّ تعميمها أصلًا لترسيخ أقدام الفتوحات الإمبريالية؟ لماذا لم يترافق إنهاء الاستعمار السياسي مع إنهاء الاستعمار العلمي، ممّا يُسهم مجدّدًا في تعدّد مراكز إشعاع عالم الفكر؟ ويرى أن الإجابة عن هذه الأسئلة، تمّت من خلال إطلاق أطر بحثية ابستمولوجية وسياسية عدّة، من بينها: "الكونفوشيوسية الجديدة"، التي بدأت في مطلع القرن العشرين في آسيا، ثم أُعيد إحياؤها عند منعطف السبعينيات والثمانينيات من قبل باحثين أميركيين ينحدرون من أصولٍ صينية، و"دراسات ما بعد الكولونيالية"، وهي ثمرة التعاون بين مفكّرين عرب وهنود يعملون كذلك في جامعات أمريكا الشمالية.
    ويشير الكاتب إلى أن العديد من الباحثين الهنود قد طرحوا منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي، أُسُس تفكير نقدي، تأريخي ونظري، حول إرث الحداثة الغربية، مُسلّطين الضوء على التباس الفضاء المفاهيمي الذي وضعه الاستعمار بين أيدي الهنود، للتفكير في واقع خضوعهم للهَيمنة. تمحورت عمليات التفكير هذه حول مشروع تفكيك هذه الهيمنة بالذات، من خلال رفض ادّعاءات الغرب بمشروعيّته العالمية. لافتًا إلى أن مسألة العلاقة بين الهيمنة السياسية والهيمنة الفكرية قد طُرِحت في الوقت نفسه من قبل مثقّفين عرب أثناء النقاش الذي دار حول الاستشراق، والذي انطلق مع صدور كتاب إدوارد سعيد الذي حمل العنوان نفسه: "الاستشراق". وقد اتجهت عمليات تفكير المثقفين الهنود والعرب نحو السعي لايجاد طرائق معرفية متعدّدة خارج أطر الغرب وتلاقت بدءًا من ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بفضل التحاق هؤلاء للعمل في الجامعات الأنغلوسكسونية وانتشار نصوصهم (المكتوبة باللغة الإنجليزية)، مما أعطى لنقدهم بُعدًا عالميًا.
    ينقسم الكتاب إلى جزئين: أما الجزء الأوّل فجاء تحت عنوان "الكونفوشيوسية الجديدة، حداثة آسيوية في أمريكا" فيتضمن ثلاثة فصول، يتحدث الكاتب في الفصل الأوّل عن أصول الكونفوشيوسية الأمريكية وكيفية انهيار وإعادة بناء الكونفوشيوسية في العصر الحديث، فيما يتوقف في الفصل الثاني عند الكونفوشيوسية والحداثة الآسيوية والتغييرات الاجتماعية، أما في الفصل الثالث فيتطرق إلى حقوق الإنسان باعتبارها نقطة تحوّل سياسية للكونفوشيوسية الجديدة.
    بالنسبة إلى الجزء الثاني الذي حمل عنوان "نظرة جديدة على العوالِم غير الغربية: مثقفون عرب وهنود في الولايات المتّحدة" فيتضمن فصلًا حول الاستمرارية والقطيعة في النقد العربي ويتناول كتاب الاستشراق لإدوارد سعيد، إضافة إلى فصل أخير يرصد "دراسات التابع" الهندية و"المنعطف السعيدي" ومشروعات التأريخ البديلة.
    من هنا، فإنّ الكتاب هو أكثر من مجرَّد رسم خريطة للأفكار التي تكوّنت في مرحلة ما بعد الاستعمار، بل هو يقترح إحاطة سوسيولوجية بالمفكّرين الرئيسين لهذه الحقبة، ويبيّن بشكلٍ خاصّ تأثير المنفى في نتاجهم الفكري.
    تجدر الإشارة إلى أنّ توماس بريسّون هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس الثامنة، وباحث في "مركز البحوث الاجتماعية والسياسية في باريس" (Cresppa)، وفي "البيت الفرنسي-الياباني" (CNRS-Tokyo). له العديد من المؤلّفات، من بينها: "المثقفون العرب في فرنسا: هجرات وتبادلات فكرية". أما جان ماجد جبّور فهو أستاذ في الجامعة اللبنانية. باحث ومترجم. له مؤلّفات عدّة، فضلًا عن عدد من الكتب المترجمة. منها: "عندما يُعيد الجنوب اختراعَ العالَم" لبرتران بادي.
    مؤسّسة الفكر العربيّ: هي مؤسّسة أهليّة دوليّة مستقلّة، ليس لها ارتباط بالأنظمة ولا بالانتماءات السياسيّة أو الحزبيّة أو الطائفيّة. التزمت المؤسّسة منذ إنشائها في العام 2000 بتنمية الاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها، وبتعزيز التضامن العربيّ والهويّة العربيّة الجامعة، المُحتضنة لغنى التنوّع والتعدّد، وذلك بنهج الحريّة المسئولة.  

قد يهمك أيضاً:
دورة تدريبية لسفراء شباب مؤسّسة الفكر العربي حول مهارات التواصل والإعلام
مؤسّسة "الفكر العربيّ" تبحث موضوع التكامل العربيّ وتبدأ بوضع خطط الإصلاح

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انزياح المركزية الغربية أحدث إصدارات مؤسسة الفكر العربي انزياح المركزية الغربية أحدث إصدارات مؤسسة الفكر العربي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab