كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر
آخر تحديث GMT17:23:04
 العرب اليوم -

كتاب "سبع أرواح" لوليد الطاهر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - كتاب "سبع أرواح" لوليد الطاهر

القاهرة ـ العرب اليوم

من المؤكد وأنت فى ذروة غيظك من أحدهم..أن شبهته بـ«قط.. بسبع أرواح» وإن لم تفعل فربما تكون قد ذممته بأنه «كالقط.. بياكل وينكر»، وغالبا ما ستكون قد حرت فى وصف جمال وجه إحداهن فأوجزت بقولك إنها جميلة كـ«قطة» سيامية.. أو توجست من هذا الجمال فقلت إن عيناها جميلتان.. لكنها شرسة كعيون القطط فى سواد الليل, غالبا ما ستكون قد اقتبست من عالم القطط مرادفات لعالم البشر سلبا أو إيجابا.. مدحا أو ذما.. ولكن من النادر أن تكون قد تقمست دور «قط» يبحث لنفسه عن تعريف يقدم به نفسه للعالم، كما هو الحال بالنسبة لبطل مسرحى يتخطفك بين الأقنعة التى يرتديها ويخلعها بمهارة، فتحير فى نهاية العرض فى التعرف على ملامح وجهه الحقيقية. وبما أن «التقمس» هو أحد أكثر أدوات المسرح صعوبة واحترافية على الإطلاق فغالبا ما يتم اسناد هذا الدور لأحد المخضرمين الموهوبين فى هذا المضمار، وكذا الحال بالنسبة لدور «القط» المتقمس فى هذا الكتاب الجديد، الذى قام ببطولته الفنان وليد طاهر تأليفا ورسوما، تندهش من الفكرة فى المقام الأول التى يدخلك إلى أجوائها الغامضة مع الطلة الأولى لغلاف القط الأسود المقترن بعنوانه «سبع أرواح», رغم هذا «الرعب» الذى يقترن لدى الكثيرين بـ«القط الأسود» إلا أن وليد طاهر يثير داخلك كثيرا من التأملات التى غالبا ما ستنتهى بالتعاطف مع هذا الكائن ذى السبع أرواح، تسمعه يتساءل فى حكمة رجل أربعينى مضى به العمر هدرا دونما يتيح له استراحة تأمل فى كينونته، يستهل قط وليد طاهر بهذه العبارة الحائرة» لا أحد يعرف من أنا» ونلاحظ فى هذا الاستهلال البعد الوجودى الذى أراد المؤلف أن يطرحه بكل تعقيداته على لسان حيوان أليف، وغالبا ما سيكون قد أثاره داخلك أنت أيضا! «يقولون إنى غامض.. حاد.. مرح.. ظريف.. مخيف.. أحب أن أكون وحيدا.. وأحب أن أكون مع أصحابى الملاعين.. ألتهم وحدى كل السردين.. غير مفهوم.. عندى وجوه كثيرة.. وسبع أرواح!» يستدعى القط نظرات الآخرين له وأحكامهم عليه.. ويعود ليتحدث عن نفسه فى روح شجاعة عارفة بالنفس، فهو يعى نقاط قوته المقترنة بوجوهه وأرواحه المتعددة، حتى وإن لم يكن قد اكتشف جميعها بعد.. لكنه على الأقل اختبر بعضها.. يحير القط فى اكتشاف نفسه.. وهو ما يحبطه كثيرا..فهل هو عشوائى.. بدائى.. مهزوز؟! يستدرك فجأة تلك الروح الانهزامية التى يتحدث بها عن نفسه وهو من يعى الشبه الذى يربطه بالأسد، فيستدعى زئيره الهادر فى الغابات ويهب «لا أنا قوى لا يهمنى شىء».. يعود بروح جديدة حائرة «من أنا؟», عنصر الصورة فى كتاب «فلسفى» كهذا يضيف بعدا آخر من الدهشة، فأنت ترى القط، مع كل سؤال فى أعماق ذاته الحائرة، يتلون ويتشكل من جديد كأنما ولد كائنا آخر، ترى تصور القط عن نفسه بالعشوائية أبعد ما يكون عن تصوره لنفسه بأنه كائن مهزوز أو مرح، فى لوحات محرضة على الإبداع، تشاهد خطوط رسامها وليد طاهر وهى تتخذ تعريجات أقرب لحالة القط النفسية والشعورية!, الكتاب، الصادر عن «دار الشروق»، يضعك فى الحيرة نفسها التى احترف وليد طاهر وضع جمهوره بها، تتساءل: هل هذا الكتاب للكبار أم للصغار؟ فالكتاب محفز للحيرة والدهشة.. جذاب بمعايير خفة الظل.. احترافى بمعايير الرسم والتصميم.. يعيدنا لذلك التقاطع بين عالمى الإنسان والحيوان بكل ما فيه من فطنة ودهاء، ربما تستدعى رائعة «كليلة ودمنة»، وإن كان طاهر اتخذ فى هذا المنحى خصوصية معاصرة فى العرض، مستبدلا السرد الروائى الطويل بهوامش تأملية ثاقبة، مستعينا بفن «المونولوج» على لسان قط، وساعده فى التعبير عن ذاته بخطوطه المحكمة وألوانه الطلقة، وتعبيرات وجه تكاد تنطق بشرية وإنسانية فى تماهى أراد به المؤلف أن يدفعك فيه إلى بعض التنقيب داخل ذاتك حتى وإن كان مثلك الأعلى فى ذلك مجرد قط. الشروق

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر كتاب سبع أرواح لوليد الطاهر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab