الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى
آخر تحديث GMT22:40:10
 العرب اليوم -

الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى

نصوص شعرية "الحصاد والسنابل"
دمشق _ سانا

في كتاب الحصاد والسنابل الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يرى مؤلفه يوسف مصطفى أن مستويات التحديث الشعري العربي المختلفة ونظرياته جاءت متأثرة بالشعر الأوروبي بأنماط من المقايسة والمتوازنة والتوازي والأخذ والتثاقف والاندهاش وهي أشكال سكنت ذاكرة كثير من أدبائنا ومثقفينا في المجالات المختلفة.

واعتبر مصطفى أن هذه المثاقفة مهمة وضرورية لكن هناك شرطا موضوعيا تدخل فيه مسألة الهوية والأصالة وعدم اقتلاعنا من جذورنا وألا تكون على حساب أدبنا وشعرنا لافتا إلى أن نقد إبداع الشعراء الكبار مثل امروء القيس وبدوي الجبل وأبو تمام والبحتري وابن الرومي امتدادا إلى نزار قباني وعمر أبو ريشة ونديم محمد وغيرهم هو ضرب من الخطأ.

وتحدث مصطفى في كتابه عن إطلاع بعض من مثقفينا بعد الحرب العالمية الثانية على كثير من التجارب الشعرية الأوروبية ومنها الفرنسية ممثلة بالرومانسية والرمزية خاصة لدى الكبار مثل الأمريكي رامبو والفرنسيين بودلير وفيكتور هوغو والإنكليزي ت.س إليوت.

وأشار مصطفى إلى تأثر السياب وسعيد عقل ونزار قباني من حيث الشكل بالشعراء الأوروبيين إضافة إلى الصورة التي أعادوا صياغتها وأخذوها من رامبو كذلك تأثر أدونيس ويوسف الخال وأنسي الحاج ومحمد الماغوط بالشعر الغربي وأنماط بنائه.

وفي الكتاب يبين مصطفى أن الشاعر محمد الماغوط خرج كبدايات من عباءة مجلة شعر فكانت تجلياته الشعرية وتحولاته مركزة على المضمون والأغراض وأنماط الاشتغال لديه فضلا عن الاضافات التي قدمها لقصيدة النثر والتي حملت وضوحا ووحدة في الموضوع وتنويعا في الاشتغال وتجديدا في أشكال الاستحضار الصوري للتعبير عما يريد بلغة ملفتة وكسر للحواجز والممنوع وإيقاع نفسي يثير المشاعر ويشكل صورا جديدة في جملته الشعرية وبنائها.

كما يستحضر مصطفى كثيرا من تعاريف أدونيس للشعر وآرائه وأفكاره مستشهدا بأشعاره وأشعار الماغوط تحت عناوين مختلفة ومبهرة دون أن يقدم تفسيرا منهجيا لما ذهب إليه مكتفيا بتوضيح المعاني وشرحها.

كما يبين مصطفى أن الشاعر علي الجندي محطة مهمة في حداثة القصيدة الشعرية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين استحضر التراث والكثير من رموزه ولا سيما ديوانه “طرفة في مدار السرطان” الصادر عن اتحاد الكتاب العرب عام 1975 إذ كان الشاعر معجبا بشخصية طرفة ثم يعرض مؤلف الكتاب باستطراد للأسماء الجديدة التي تألقت في هذا الزمن مثل محمد عمران وفايز خضور وأحمد يوسف داود وعلي كنعان وممدوح عدوان.

كما توقف مصطفى في كتابه عند ديوان “أعاصير في السلاسل” للشاعر سليمان العيسى وعند جمالية المطالع والاعداد في شعر بدوي الجبل مستخدما الأسلوب ذاته في قراءته النقدية التي ظلت بحاجة إلى تفكيك أكثر في البنى المعنوية والتعبيرية والفنية للشعر.

كما تعرض الموءلف للشاعر عمر أبو ريشة وللجمالية الفنية والبنائية في شعره إلا أنه اقتصر على الحديث عن الشاعر وشرح ما ذهب إليه كما حدث في كتابته عن نزار قباني وحامد حسن أيضا ولا يختلف الاسقاط ذاته الذي استخدمه في شعر حسين حموي وعبد العزيز دقماق ومدحت عكاش وثائر زين الدين برغم اختلاف القصائد والأساليب من شاعر لآخر.

كما استخدم المؤلف أل التعريف في غير موقعها كقوله “وصل حده عند البعض للضرب في هذا الإبداع” حيث تكررت في أكثر من مكان ورغم أن المؤلف يمتلك أسلوبا إنشائيا بارعا إلا أنه لا يمت إلى النقد بصلة لأنه تشابه في كل العناوين التي أتى بها إضافة إلى أنه أخل بوصفه الذي اعتبر فيه أن نزار قباني أعاد صياغة صور رامبو لأن التأثر وإعادة الصياغة قد ينطبق على النثر في سياق “السرقات الأدبية” لكنه لا ينطبق على الشعر ولأن الشعر يتوج كل الأشكال بالإحساس وبالتالي لا يتوقف الشاعر عند التقليد ما يدل على تجاوز شديد في توصيف قامات شعرية مختلفة.

يوسف علي مصطفى كاتب وباحث وناقد له أربعة مؤلفات نقدية في الشعر والأدب والفكر هي “في الميزان” و”القاع والمحراث” و”الحصاد والسنابل” و”كتابات على جدار الزمن العربي”.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى الحصاد والسنابل نصوص شعرية معاصرة بقلم الناقد يوسف مصطفى



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab