التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف
آخر تحديث GMT22:43:15
 العرب اليوم -

"التوأمان أمي وسورية" أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "التوأمان أمي وسورية" أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف

صدور روايه "التوأمان أمي وسورية" للكاتبة سهام يوسف
دمشق _ سانا

من عمق ألمها وحزنها توأمت الكاتبة المغتربة سهام يوسف بين أمها الحقيقية وبين وطنها الأم سورية ما دفعها إلى خط مشاعرها تجاه الاثنين على الورق في رواية من 317 صفحة حملت عنوان التوأمان أمي وسورية أهدتها إلى روح أمها وإلى أمهات شهداء سورية وإلى عائلتها الصغيرة.

وتقول الكاتبة إن أمها وسورية توأم ولدا معا في داخلها مذ أبصرت النور فأصبح عشقها لهما أبديا سرمديا وعنوان كل ماض وحاضر ومستقبل فأي قداسة وطهارة أقدس منهما حيث تكون الرحمة بلا حساب فإذا كانت الجنة تحت أقدام الامهات والخلود فيها أول الأبواب فإن ثانيها من خلال شهداء الوطن الذين عاهدوا الله فصدقوا وكانوا خير حافظين لتراب ومستقبل وحضارة سورية.

وتضيف في تجربتها الروائية الأولى أن ما دفعها إلى كتابة هذه الرواية هو المها وحزنها على واقع عاشته أمها بالنسب والدم وواقع تعيشه الأم الخالدة سورية فهما خالدتان في قلبها ووجدانها وهما توأم بحبل سري واحد غير منفصل ارتبطت به ارتباط الروح بالجسد.

ويتزامن حديث الكاتبة المقيمة في السويد عن أمها المريضة التي أصرت أن تكون أرض سورية محطة رحلتها الأخيرة في هذه الحياة مع تسارع الاحداث المؤسفة فى سورية منذ بدايتها في آذار 2011 وحتى وفاة الأم في أيار 2013 لتكون الرواية بمثابة توثيق صادق لتتابع الأحداث بكل تفاصيلها الميدانية والإرهابية والتحليلات السياسية وحتى الخدمية.

وتبلغ ذروة تأثرها بالاحداث في الصفحة /101/00 كنت أتالم عندما أسمع أخبار التخريب والقتل والاغتصاب وقطع الرؤوس وأكل الأكباد في بلدي فأجلس كئيبة حزينة أنظر بعين إلى والدتي التي أرهقها الزهايمر وأنظر بالعين الاخرى إلى سورية فأراها أمي الثانية التي تعاني من ويلات الإرهاب وأعمال التخريب فأيكما أبكى وأيكما التجىء لحضنها الدافئ عند حاجتي للأمان.

وكانت الكاتبة تسقط بشاعة ووحشية ما ترتكبه التنظيمات الارهابية فى سورية على ما قرأته وما سمعته من أمها وجدتها عن معاناه أجدادها السريان فى مطلع القرن العشرين من ظلم العثمانيين عندما اصدر السلطان فرمانا بمهاجمة البلدات والقرى السريانية وتهجير أهلها واعتقال رجالها ونقلهم الى اسطنبول وسوقهم الى الحروب التى كانت تحصل كل فترة بين الدولة العثمانية وخصومها.

ولكثرة تعلقها بأمها المريضة وخوفها عليها كانت تسال نفسها أحيانا هل هذه المشاعر التى تتملكنى موجودة عند الاخرين بالدرجة نفسها أم أننى أبالغ فيما أذهب اليه من سفر واهتمام لحظى أم أنه مرض أعانيه لم يكتشفه الطب الحديث وكانت تجيب ذاتها لا دخل لى بما يشعر به الآخرون تجاه أمهاتهم ولا دخل لهم ان بالغت في حب والدتي واذا كان ما أعانيه مرضا فيا مرحبا بهكذا مرض فحب الأم وتبجيلها هى وصية الاله.

وتعود يوسف لتتحدث عن أمها الثانية قائلة تعلقي بجذوري السورية هو الحبل السري الذي لم ينقطع مع سورية التى تكالبت عليها قوى الظلام والبغى كما هو لم ينقطع بيني وبين أمي التي تجاهد وتصارع مرضها فى أحد منازل دمشق ويقينى كلاهما منتصرتان وخالدتان فى وجداني فسورية الام ستبقى ولن تفنى وأمي أن غاب جسدها يوما فسيغيب في أحضان سورية.

وكتبت يوسف روايتها بأسلوب اليوميات فكانت تسهب فى ذكر التفصيلات الدقيقة حتى انها وقعت في فخ التكرار أكثر من مرة وخصوصا عند حديثها عن تحضيرات السفر من السويد الى دمشق خطوة خطوة وكيف وصلت الى مطار استوكهولم ثم ساعة وصولها إلى مطارى دمشق و بيروت وكيف استقبلتها أمها فاتحة ذراعيها ثم تناولت الطعام الذى وضعته الخادمة على الطاولة فور وصولها لتعود وتكرر العبارات ذاتها عند التحضيرات فى كل مرة تعود الى السويد وكيف يستقبلها زوجها فى مطار استوكهولم واتصالها بوالدتها عبر سكايب فور دخولها الى البيت.

والملفت في الرواية هو ذكر الأسماء الحقيقية لاشخاص مرموقين من أصدقائها وصديقاتها فى دمشق وأسماء الاطباء الذين عالجوا والدتها وأسماء المستشفيات والمخابر والصيدليات والمطاعم في باب توما وأبو رمانة ومشتى الحلو بالاضافة إلى أسماء الكنائس ما يضع القارىء في الجغرافيا الحقيقية للأحداث في اليوم التالي اصطحبت أمي إلى الكنيسة الكائنة فى الحارات القديمة بباب توما وهى كنيسة حارة الزيتون بينما ذهب أبو نورس إلى منطقة الحريقة وسوق الحميدية ليتسوق بعض الأغراض.

يذكر أن المؤلفة سهام يوسف من مواليد 1961 تعلمت في مدارس المالكية والقامشلي وانتقلت للإقامة في السويد عام 1978 وعملت مدرسة للغة العربية فى مدارس بوتشيركا ثم حازت شهادة مترجم محلف من جامعة استوكهولم ولا تزال تمارس عملها كمترجمة محلفة في اللغة العربية السويدية السيريانية لدى الدوائر الرسمية فى السويد ونشرت العديد من المقالات في صحيفة الوطن السورية وموقع الرأي السوري الإلكتروني.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف التوأمان أمي وسورية أول تجربة روائية للكاتبة سهام يوسف



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab