دبي ـ وام
صدر الكتاب الأول للفارسة الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم وتم إطلاقه في حفل بنادي ديزرت بالم للبولو في دبي بحضور الشيخ سعيد بن حمدان بن راشد آل مكتوم ولفيف من الضيوف والملاك المدربين والفرسان والمهتمين بالخيول.
ويحمل الكتاب الصادر باللغة الإنجليزية اسم "تجارب"رحلة الفارسة الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم - وتضم محتوياته التجارب الشخصية التي خبرتها الشيخة حصة على صهوات الخيل منذ نعومة أظفارها وحتى الآن.
ويشتمل الكتاب - الذي يقع في حوالي 157 صفحة من القطع المتوسط - على مقدمة وخاتمة و23 فصلا موزعة على ستة أبواب هي: الصداقة: وهو مدخل افتتاحي يستعرض الصداقة بين الفارس وحصانه وبين الخيول بعضها البعض لاسيما العربية الأصيلة منها.. أما الباب الثاني فهو الشجاعة: ويستعرض الباب في خمسة فصول التجارب الأولى للشيخة حصة في ركوب الخيل ويحمل الباب الثالث عنوان الولاء: وهو رابطة متطورة تنشأ بين الفارس وحصانه عبر الممارسة الطويلة لتتحول من رابطة الى ولاء دائم وكل ذلك على خطوات محددة وممارسات لا بد من التعرف عليها.
أما الباب الرابع فهو الصبر وتستعرض فيه المؤلفة أهمية الصبر في التعامل مع الخيول حتى يتسنى للفارسة أو الفارس معرفة طبيعة كل حصان ومزاياه الشخصية والتي تعتبر مفتاح شخصيته حتى يستطيع أن يتعامل معه بأفضل صورة ممكنة ويسخر قدراته لتحقيق أروع الإنجازات ويشتمل هذا الباب على تجارب رائعة للشيخة حصة في ركوب الخيل تشمل التزحلق على الجليد وركوب الخيل في ساحل البحر والركوب من جهة واحدة /الجهة اليسرى/ والتي لها سرج خاص بها.
والباب الخامس بعنوان الإيمان والثقة وفيه تعرض الفارسة تجارب قوية تؤكد ضرورة أن يتحلى الفارس بالإيمان ويثق في ربه ثم في نفسه وفي قدراته ومهاراته ثم في حصانه.. وتعرض هنا تجارب نادرة عن رحلتها الى الحج وارتباطها بالفروسية عبر استخدامها ماء زمزم الذي أفردت له فصلا كاملا بعنوان /الماء المعجزة/ في علاج أحد خيولها من مرض جلدي خطير عجز الطب البيطري الحديث عن علاجه.
ويختتم الكتاب بالباب السادس عن القيادة وفيه تكتمل خبرات الفارسة الشيخة حصة وتضع للقراء خلاصة قيمة عن تجاربها في فن القيادة في عالم الفروسية والخيل حيث ترى أن الخيول تحتاج الى قائد وليس شخصية آمرة متسلطة وتشرح كيف أنها استمدت ذلك من تصرف الخيول في الطبيعة.
والكتاب ينقل القارىء ببراعة تامة وفي سرد سلس بلغة إنجليزية عصرية رصينة عبر سلسلة من التجارب الثرية التي تعرضت لها الفارسة الشيخة حصة منذ أن اعتلت صهوة حصان للمرة الأولى وهي في الرابعة من عمرها.
و جميع التجارب التي عايشتها الكاتبة جاءت كخواطر متباينة تتحد في موضوع الأبواب الرئيسية الستة /الصداقة والشجاعة والولاء والصبر والإيمان والقيادة/ وتتفرق في الفصول مكانا بين دبي وبريطانيا وسويسرا وإيطاليا وغيرها من البلدان وزمانا بين فصول الصيف في صحراء سيح السلم وحتى الشتاء المتجمد في منحدرات سويسرا الجليدية.
وفي أسلوب مبتكر قدمت الكاتبة لجميع فصول الكتاب بمجموعة من الحكم والأمثال الشائعة لدى مختلف الشعوب عن الفروسية والخيل فضلا عن اقتباسات معبرة من أقوال الحكماء والعلماء الفلاسفة والمفكرين بل وحتى الرؤساء والأنبياء حيث أوردت حديثا للمصطفى صلى الله عليه وسلم /الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة/ وقولا مأثورا لحكيم العرب وباعث نهضة الجواد العربي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بالإضافة إلى بيت شعري لشاعر السيف والقلم أبو الطيب المتنبي وقول مأثور للرئيس الأمريكي السادس عشر إبراهام لينكولن وغيرهم الكثير.
وفي مقدمة الكتاب طرحت المؤلفة الأسئلة الشائعة التي قد تدور في ذهن كل من يتجه نحو الفروسية على شاكلة لماذا نريد أن نتعلم ركوب الخيل هل هي رياضة محفوفة بالمخاطر ألا نخشى السقوط.. ماذا لو تعرضنا للإصابة والأذي ثم ماذا يعود علينا من مزاولة ركوب الخيل .. إلى غير ذلك من التساؤلات التي تطلبت الإجابة عنها تأليف هذا الكتاب الذي لا يعلم القاريء كيفية ركوب الخيل في مختلف الأنشطة فحسب بل يتعداها لتعليمه لغة الجسد وفهم الإشارات الصادرة من الخيول بحيث يصبح الحصان هو المعلم والفارس هو المتعلم حقا وهذا قمة النضج الفروسي.
**********----------********** و أهدت المؤلفة الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد إلى والدتها الشيخة روضة بنت أحمد بن جمعة آل مكتوم التي تلهمها روح المبادرة والخير وتأخذ بأيديها على دروب التقدم والنجاح.
وتفرد أيضا مساحات مقدرة للحديث عن والدها خبير الفروسية والخيل سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبى وزير المالية ويعتبر أحد أبرز رموز الفروسية والخيل في العصر الحديث.. وتطرقت المؤلفة إلى تجارب أشقائها وشقيقاتها وعدد من صديقاتها في ركوب الخيل مما يضفي أبعادا إجتماعية عميقة على محتوى الكتاب.
ويمكن القول أن الكتاب الذي يعتبر ذا طابع حداثي تجريبي يحمل في طياته فكرة ورسالة واضحة عن ركوب الخيل ليس كمهنة أو ممارسة عارضة بل كاسلوب حياة بكل ما للكلمة من معان خاصة وأن الفروسية نشاط متجدد مع تجدد الخيول في مسيرة الفارس ولكل منها طبيعته وشخصيته المختلفة التي يتعين التعرف عليها وفهمها والتعامل معها بناء على تلك المعطيات وبغير ذلك فإن التجربة لن يكون لها أي حظ من النجاح.
وفى لقاء مع المؤلفة الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم قالت عن سبب تأليفها الكتاب "أردت الاجابة عن الكثير من الاسئلة حول الخيل وعلاقة الفارس بالخيل والتعامل معه والقيم التى يكتسبها الفارس " وأضافت أن المرأة العربية ليس لها دور فى مجال الكتابة عن الفروسية والخيل وأردت كعربية مسلمة مهتمة بهوايتها لرياضة الفروسية والخيل تقديم تجربتى مع الخيل منذ الصغر وحتى اليوم وما تعلمته خلال رحلتى فى التعامل مع الخيل وماتعلمته من الخيل كمعلم وصغت أفكارا أساسية حول ما تعلمته من الفروسية والخيل كالصداقة والشجاعة والولاء والصبر والقيادة واستشهدت بقول سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بأن الصبر هو أول شئ يتعلمه الفارس من الفروسية .
وقالت : " كتابى موجه لجميع القراء والهواة والمهتمين بالفروسية و يتناول نظرتى للفروسية والخيل وقد علمنى الخيل التوازن فى الافكار والمشاعر " منوهة إلى أن الخيل يحس بالفارس وبينهما حوار مشترك ..
وأشارت إلى نيتها ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية قائلة لمست رغبة الكثيرين فى رؤية الكتاب بالعربية .
وأضافت : " تأثرت بالوالد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وتعلمت منه الكثير وهو وراء حبى للخيل والفروسية منذ الصغر ومع الوقت أصبح كصديق أشرح له تقدمى فى ركوب الخيل ويتابعنى أولا بأول" .
و تعليقا على إهتمام سمو الشيخ حمدان بن راشد بتربية الخيول وسباقات الخيل العربية الاصيلة على المستويين الدولى والمحلى قالت: " جذبتني فى البداية سباقات الخيول العربية والمهجنة الأصيلة وتعلمت من الوالد الكثير من المعارف والخبرات حول الخيول والسباقات وأنا أتابع كل السباقات بمافى ذلك سباقات القدرة .
وحول التطور الملموس الذى حققته الامارات فى ميدان سباقات الخيل والفروسية أشادت الشيخة حصة بتطور رياضة الفروسية فى الامارات وهى تعتبر رياضة الأباء والأجداد وحقق فرسان الامارات للقدرة إنجازات عالمية وحققوا المراكز الأولى فى البطولات العالمية .. وأضافت " لمست من خلال متابعتى لسباقات القدرة تطور فارسات الامارت للقدرة".
وأشادت بتطور كأس دبى العالمى أغلى سباق خيل فى العالم منذ إنطلاقته وحتى دورته الأخيرة .. مشيرة إلى أن كأس دبى العالمى تظاهرة رياضية عالمية تستقطب أشهر وأقوى خيول العالم إلى جانب الدور الكبير الذى لعبه فى الترويج للامارات عموما ودبى بوجه خاص وكرس مكانته كواحد من أهم السباقات العالمية.
أرسل تعليقك