القاهرة_ العرب اليوم
صدر عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الكتابُ الثَّاني من سلسلة الشِّعر الإيطالي، وحملَ عنوان: "شاربو النُّجوم" لـ إرنستو راغاتْسوني، الكتاب يضمُّ مختاراتٍ شعريَّةً لأهمِّ ما كتبَ هذا الشَّاعر والمُترجِم والصّحفيُّ الإيطاليُّ، (1870- 1920). أعدَّ الكتاب وترجمه الشَّاعر والمترجم السُّوري أمارجي، والذي يُشرِف على هذه السِّلسلة ويُحرِّرها، وقد صدرَ منها أوَّلًا مختاراتٌ للشَّاعرة الإيطاليَّة المُعاصِرة ماريَّا غراتسيا كالاندْرُونِهْ، بعنوان: "هذا الجسدُ، هذا الضَّوء".
يُذكَر أنَّ سلسلة الشِّعر الإيطاليِّ هذه، تأتي تكملةً لمشروع المتوسِّط كدار نشر عملت، منذ تأسيسِها، على نقلِ الأدب والفكر الإيطاليَّين إلى اللُّغة العربيَّة، وقدَّمت الدَّار أعمالًا كثيرةً تُترجَم لأوَّل مرَّةٍ إلى العربيَّة. حيثُ، وانطلاقًا من مقرِّها في ميلانو، تسعى المتوسِّط إلى تشكيل صورةٍ بانوراميَّةٍ عمَّا يُكتبُ باللُّغة الإيطاليَّة، صورةٍ لا تُغفل الأنواعَ الأدبيَّة على اختلافها وتكامُلها في آنٍ واحدٍ، مانحةً بذلك القارئ العربيَّ فرصة اكتشافِ نصوصٍ سرديَّةٍ وشعريَّةٍ لأسماء كبيرة، وأخرى قليلًا ما تلتقطُها مجسَّات الصِّحافة الثَّقافيَّة العربيَّة.
جاء في بداية تقديمِ الشَّاعر والمُترجم السُّوري أمارجي لكتاب "شارِبُو النُّجوم" للشَّاعر الإيطاليِّ إرنستو راغاتْسوني، التَّساؤل التَّالي: كيفَ للشِّعْرِ أن يُراوغَ نصَّ ذاتِه؟ أو/ كيفَ للقصيدةِ أن تكون إحبالًا لذاتِها واستنفادًا لذاتِها في الوقتِ نفسِه؟
هنا، على حدِّ زعمنا، يقول أمارجي، مكمنُ القوَّة في شِعرِ راغاتسوني: قوَّةٌ- وردةُ انفلاقٍ تتفتَّحُ وتُنذِرُ بتفتيحِ كلِّ ما يمسُّها؛ فبزرةُ الشِّعر التي تتقوَّى أصلًا بالمحلوم، لا تبلغُ الانفجارَ إلَّا عندَ انصهارِ الحلمِ بالواقع، أي عندما تصبح القصيدة نهجَ حياةٍ لا نَمِيزُ عندَه الذَّاتَ الشِّعريَّة مِن طيفِها. هكذا الحالُ، إذن، في نصِّ راغاتسوني: ثباتُ حياةٍ برمَّتها في الصَّهارةِ الشِّعريَّة؛ ولعلَّ هذا ما حدا ببعضِهم إلى القول بأنَّ شِعرَه يُقبَضُ عليه، غالبًا، مِن خارجِ النَّص، أي مِن حياةِ الشَّاعرِ البرَّانيَّة؛ وفي رأينا، لا يخلو هذا الادِّعاء من انعدامِ بصيرةٍ نقديَّة: مِن جهةِ النَّظر إلى الأمرِ كتوالُجٍ، لا كَتذاوب.
ليُضيف أمارجي، أنَّ خروجَ راغاتسوني عن الامتثاليَّة، وانهمامه بالتَّجاوز، كانَ ثمنهما، تهميشٌ نقديٌّ رفعَ الشَّاعرَ إلى مدرجِ الشُّعراء الملعونين.
شاعرٌ ومترجمٌ وصحفيٌّ إيطاليٌّ، وُلِدَ في أورتا سان جوليو في 8 كانون الثَّاني/ يناير 1870، وتوفِّيَ في تورينو في 5 كانون الثَّاني/ يناير 1920. ابنٌ لأحد الضُّبَّاط ومُلَّاك الأراضي، تخرَّجَ كمُحاسبٍ في عام 1887، ولكنَّه كان عاشقًا للأدب. نشرَ في عام 1891 في صحيفة "المواطن النُّوﭬـاريِّ" قصصَه الأولى ومجموعتَه الشِّعريَّةَ "ظِلٌّ". وتمثّل نشاطه الأدبيَّ في التَّعاون مع العديد من الصُّحف الإيطاليَّة وفي المقالات المركّبة المثيرة للجدل، التي كان ينشرها في إيطاليا أو في أثناء تنقّله بين باريس ولندن.
بخلاف مجموعته (ظِلٌّ) 1891 التي نُشِرَتْ في حياته، جُمِعَتْ أعماله الأخرى ونُشِرت بعدَ وفاتِه، ونذكر منها: (قصائد ونثريَّات) 1978؛ (صفحاتي اللامرئيَّة) 1993؛ (شاربو النُّجوم وقصائد أخرى) 1997؛ (أفواهٌ في الرِّمال وصفحاتٌ لامرئيَّة) 2000؛ (الإلهة الأخيرة) 2004 وهي رواية لم يُتِمَّها هو بل أتمَّها آخرون. كرَّمَتْه بلديَّة تورينو بتسمية شارعٍ باسمِهِ في نطاقِ مُنتَزَهِ بييترو كولِّتَّا.
أمارجي، هو الاسم الأدبيُّ للشَّاعر والمترجم السُّوري رامي يونس. وُلدَ بمدينة اللاذقية في 9 آذار/ مارس، سنة 1980. صدر له شعرًا: "ن"، 2008. بِيرودجا: "النَّص- الجسد"، 2009. "مِلاحاتٌ إيروسيَّة"، 2011. "وردةُ الحيوان"، 2014، (صدرَتْ بالإيطاليَّة عن دار تزونا كونتمبورانيا، روما، 2015). "بِفَمٍ مليءٍ بالبرق"، (شذرات)، 2019." فيلُولوجيا الأزهار"، 2020. "شكلُ الصَّمت"، 2020، (بطبعةٍ ثنائيَّة اللِّسان، بالإيطاليَّة والعربيَّة، عن دار إديتي في باليرمو). وصدر له في التَّرجمة عن الإيطاليَّة عدَّة كتب منها: الأرض الميِّتة، غابرييل دانُّونتسو، 2012. "الأعمال الأدبيَّة"، ليوناردو دافنشي، 2015. "شجرة القنفذ والرَّسائل الجديدة"، أنطونيو غرامشي، 2016. "غيرة اللُّغات"، أدريان برافي، 2019. "البحرُ المُحيط"، ألِسَّاندرو باريكُّو، 2017. "واحدٌ ولا أحد ومِائة ألف"، لويجي بيراندِللو، 2017. "زهرةُ القيامة: عجائب الألفيَّة الثَّالثة"، إمليو سالغاري، 2018، والكتب الثلاثة الأخيرة صدرت عن منشورات المتوسط. كما ترجم كذلك: "غيرةُ اللُّغات"، أدريان برافي، 2019. "سنةُ ألفٍ و993"، جوزيه ساراماغو، 2019. "القصص"، جوزيبِّه تومازي دي لامبيدوزا. "الزَّمن الحسِّي"، جورجو فاستا. "هذا الجسد، هذا الضوء"، ماريَّا غراتسيا كالاندْرُونِهْ، وهي كتُبٌ صدرت حديثًا عن المتوسّط 2020.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك