قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ان تفجيرات فنادق عمان الإرهابية زادت من عزم الدولة الأردنية على محاربة الإرهاب والتطرف.
واضاف خلال اللقاء الذي نظمته مساء امس، جماعة عمان لحوارات المستقبل، انه وبعد مرور تلك السنوات فقد بقي الأردن قويا صلبا محصنا بمجتمعه وبمؤسساته وازدادت القناعة بهذا الخطر والسرطان الذي يهدد المجتمعات.
واشار خلال اللقاء الذي حضره وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل الداود الى ان الاعلام شريك اساس في الحرب على الارهاب لأنه المواجهة الحقيقية التي تحصن عقول شبابنا والضمانة الحقيقية للأمن والاستقرار مشيرا الى ان ثلث حربنا ضد الإرهاب اعلامية فكرية.
وبين ان الاعلام الوطني بشقيه العام والخاص هو عامل من عوامل قوة الدولة الأردنية واستقرارها ومنعتها، لافتا الى الطريقة التي تعاملت بها الحكومة عند مناقشة قانون نقابة الصحفيين والتي جاءت بنفس الروحية التي تعاملت بها مع قانون استقلال القضاء لما يحمله القانون من اهمية باعتبار الاعلام قطاعا سياديا وسلطة رابعة.
وعن دور الصحفي ومهنيته، اعتبر ان المجتمعات كلما كانت قادرة على افراز الاعلام والصحافة الباحثة عن الحقيقة، فإنها تستطيع تحويل اعلامها الى عامل من عوامل قوة الدولة، مشيرا الى ان ثورة المعلومات وتأثيرها على الاعلام والكم الهائل من التدفق الاعلامي هي المتغير الاكثر اهمية في حياة الشعوب والمجتمعات وهو ما رتب على المجتمع عبئا لجهة التعامل مع هذا التدفق، الذي لم نعتد عليه.
واضاف ان التحدي الذي يواجهه المواطن اليوم، هو مدى قدرته على تطوير مهاراته لغايات الفرز ما بين المعلومة الصحيحة وغير الصحيحة والدقيقة وغير الدقيقة، مشيرا الى ان هناك بونا شاسعا بين الرأي وبين الخبر.
واشار المومني الى الدور المتعاظم للإعلام الوطني في السنوات الاربع الاخيرة وفي محطات مفصلية خاصة خلال مرحلة الربيع العربي حينما كانت وقفة الاعلام تجمع ما بين النقد الموضوعي والحرص على قيم الدولة ومنعتها. وضرب مثلا بوقفة الاعلام الوطني التي تجلت اثناء حادثة الشهيد معاذ الكساسبة، والذي اظهر خلالها انه شريك بمنتهى الوطنية والمسؤولية والحرفية، مشيرا الى ان للإعلام بعدا اخلاقيا خاصة عندما يكون السبق الصحفي ليس هو الأهم.
وقال ان صدر الحكومة لا يضيق من النقد الموضوعي، لكننا جميعا متضررين عند فقدان المهنية والموضوعية، والاستناد الى معلومات خاطئة وتسويقها على انها الحقيقة.
واضاف ان خط سير تطور المشهد الإعلامي ودوره الإخباري والتوعوي يسير بالاتجاه الصحيح بفضل وعي المواطن، والمصداقية، لا سيما وان المواطن اصبح يميز ما بين الغث والسمين فيما يكتب وينشر مشيرا الى ان الاستراتيجية الاعلامية شاملة وجزء منها يشكل التشريعات التي تم تطويرها والتعامل معها بكل حضارية وانفتاح.
واشار المومني الى الاشادات التي حظي بها الاعلام الاردني من لدن مجلس وزراء الاعلام العرب في دروته التي رأسها الاردن، وكذلك غبطته واعجابه بالمشهد الاعلامي الاردني، معتبرا ان الاردن يمتلك اعلاما وازنا وموضوعيا، ويشكل عامل قوة الدولة في وقت تئن وتعاني فيه بعض الدول من تجاوزات الاعلام وجنوحه للشخصنة والانزلاق نحو الازمات.
وكان رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل، اكد في مستهل اللقاء ان بناء الوعي هو الهدف الحقيقي للإعلام الجاد والهادف، مشيرا الى انه لا غرابة في ان تكون طلائع المصلحين في امتنا صحفيين وانهم اتجهوا للصحافة لتكون وسيلتهم للوصول الى الناس.
واضاف ان الصحافة والاعلام كانت اول مؤسسات الدولة الاردنية الحديثة التي قامت للحفاظ على الوعي القومي، مشيرا الى ان بناء الوعي يقع في صلب اهتمام جماعة عمان لحوارات المستقبل وهو العمود الفقري لاهتمامات الجماعة.
وتخلل اللقاء حوار موسع، شارك فيه شخصيات نيابية وحزبية واعلامية.
أرسل تعليقك