شهدت مدينة مراكش المغربية مؤخراً، مؤتمراً دولياً، شاركت فيها مملكة البحرين، حول (حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية.. الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة)، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك ضمن سلسلة من المؤتمرات والفعاليات المتنوعة التي تستضيفها على مدار العام.
وقد دعا العاهل المغربي في رسالة وجهها للمشاركين في أعمال المؤتمر إلى منع العبث بالنصوص الدينية وخاصة ما يتعلق منها بمفهوم الجهاد، لافتا إلى ضرورة التعريف بالقيم الصحيحة للأديان.
وشدد (اعلان مراكش) الذي صدر في ختام المؤتمر، على "تكريم الانسان بالدرجة الأولى بغض النظر عن جنسه ولونه ولغته، ومنح الانسان حرية الاختيار باعتبارها من مقتضيات تكريم الانسان وجعل العدل معيارا للتعامل، والتذكير بصفة الرحمة النبوية للتعامل مع الآخر وحرص الشريعة الاسلامية على الوفاء بالعهود والمواثيق التي تضمن السلم والتعايش".
ودعا الاعلان إلى المساواة بين جميع البشر بغض النظر عن الدين، باعتبار "أن الخالق كرّم الإنسان ومنحه حرية الاختيار، وأن كل بني البشر، مع كل الفوارق بينهم، هم إخوة في الإنسانية".
وجاء هذا المؤتمر ضمن سلسلة من المؤتمرات المحلية والاقليمية والدولية التي تستضيفها مدينة مراكش التي تعتبر، مقراً للمؤتمرات الدولية ذات المستوى الرفيع.
وتقع مدينة مراكش جنوب وسط المغرب, وتعُد من المدن الرئيسية في المغرب، وهى ثالث أكثر المدن من ناحية تعداد السكان، ورابع أكبر مدينة في المملكة المغربية بعد الدار البيضاء والرباط وفاس من حيث المساحة.
وتتميز مراكش بطبيعة خاصة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتشتهر بكثرة أعداد الحدائق والمساجد والقصور التراثية والمعالم الأثرية، وقد صنفت ضمن التراث الإنساني العالمي من اليونسكو عام 1985، كما انها تعد من بين أجمل المدن العتيقة, التي اكتسبت شهرة كبيرة, وسمعة عالمية, جعلتها تتربع علي عرش السياحة المغربية.
كما توصف مراكش بأنها المدينة الحمراء، الفسيحة الأرجاء، الجامعة بين حر وظل ظليل وثلج ونخيل، وتتميز ببيوتها الطينية الحمراء منذ القدم، والرمال الصحراوية الحمراء، واللذين لأجلهما سميت بمراكش بالحمراء.
وتمتاز مراكش بطبيعة مناخية فريدة، فعلى الجانب الجنوبي لمراكش توجد جبال أطلس التي تخفض فيها الحرارة في الشتاء ويغطيها الثلوج وتغزر الأمطار، وتنمو الأشجار علي منحدرات الجبال، وفي الصيف تكون معتدلة، أما في الشمال فترتفع درجة الحرارة وتقل الأمطار، فهي مدينة الظواهر الطبيعية، تسمح لزوارها باستكشاف كل الظواهر الطبيعية الموجودة علي وجه الأرض.
كما تتميز مراكش بالبنية التحتية من خلال المواصلات و الطرق الحديثة، مما جعلها منطقة جذب سياحي من مختلف انحاء العالم، حيث تربطها مع باقي مدن المغرب خطوط السكة الحديدية، بالإضافة الى مطار "مراكش المنارة الدولي"والذي يعتبر ثاني أكبر مطارات المغرب بعد مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت منذ عام 2007، تقدمت الاستثمارات في القطاع العقاري بمراكش بشكل كبير في عام 2011 سواء في مجال الإيواء السياحي أو الإسكان الاجتماعي، وكانت التطورات الرئيسية في المرافق السياحية بما في ذلك الفنادق والمراكز الترفيهية مثل ملاعب الجولف والمنتجعات الصحية، باستثمارات 10.9 مليار درهم، وقد شهدت البنية التحتية للفنادق في السنوات الأخيرة نمواً سريعا.
ومن اشهر الأماكن السياحية في مراكش (ساحة جامع الفنا)، وهي ساحة تقع أمام مسجد الفنا وعلى مساحة أرض شاسعة، وتعُد مقصداً للزوار من كل أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص والموسيقيين، إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا كان من وراء إدراج هذه الساحة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 2001.
المواقع السياحية في المدينة مراكش عديدة ومتنوعه كجامع الكتيبية، ونهر أوريكا، وشلالات سيتي فاطمة، وقرية علي بن فلاح التراثية، والقبة المرابطية، وقبور السعديين، وحدائق المنارة، وعرصة مولاي عبد السلام، بالإضافة الى العديد من الاسواق والمجمعات والمقاهي و المتنزهات.
أرسل تعليقك