رواية خريف صفصاف وندى للدكتور عبدي الريالات
آخر تحديث GMT11:14:57
 العرب اليوم -

رواية (خريف صفصاف وندى) للدكتور عبدي الريالات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رواية (خريف صفصاف وندى) للدكتور عبدي الريالات

الرواية
عمان - بترا

تمزج رواية (خريف .. صفصاف.. وندى) للدكتور عبدي الريالات، الصادرة حديثا في عمان، بين اسلوبية السرد الادبي الممتعة وتلك اللغة الشاعرية التي تفيض احاسيس ورغبات وعواطف انسانية.

في اتكاء على رؤى وافكار ثرية بالاحالات والاشارات تشي بهموم وآمال ذاتية، ينجح الريالات في صوغ بنية روائية شديدة الاخلاص الى فنون الكتابة ومتونها الروائية، والتي جاءت كانها قبسات مستلة من شخصية طبيب متخصص في أمراض الأعصاب والدماغ.

تحمل الرواية وهي الأولى للكاتب -الطبيب- الكثير من الكلمات والجمل والشديدة الاعتناء والتكثيف في مواقف الشرح والتفصيل تجاه شخوص في لحظات تجوالها بين الامكنة ام هي في تبدلات احوالهم جراء حراكها الخصب والمتنامي في فترات زمنية متعاقبة.

تقطف الرواية على نحو ابداعي فطن من نبع لا ينضب من تلك القامات البديعة في موروث النثر وحاضر الكتابة العربية، وهو ما يمنح النص ذائقة فريدة في الاشتغال على موضوعاته التي تتارجح على دفتي الرومانسية العذبة والواقعية المتحررة بعيدا عن الغلو والشحن في الأفكار أو الانغماس في لعبة التجريب المجاني بالسرد.

يصوغ الريالات في روايته الاولى ابعادا جمالية تنهض على مفردات الحنين والفقد والاشتياق للوطن بعد سنوات من الغياب، فيها ينثر الروائي باسلوبية متمكنة مناخات من الحيرة والقلق والانتظار والحزن والتلهف في اجواء من الذكريات الممتلئة بدفء العاطفة والشعور بالحب وتدفق الأشواق الآتية من دواخل الراوي في النص ذي الاحاسيس الإنسانية المرهفة لشخصيات عادية، ولئن بدت للقاريء في لحظات، بانها تتحرك بغرابة وألم بحكم الصدفة وطبيعة المناسبة التي حتمت هذا النوع من التلاقي والحضور.

يتغلغل السرد الروائي في دواخل القاريء بحرية وسلاسة على نحو من التأني والمراجعة للذات في مسارات اثيرة تكشف عن تردد وتوجس تصل الى درجات من الملامسات لاوضاع سياسية عصيبة تقتحم حياة بطل الرواية تنذر بمصائر ومآلات غير متوقعة، ففي اكثر من حيز في الرواية يخاطب الراوي ذاته في مونولوجات يجري فيها توصيفات لأحوال وتبدلات في الواقع تشي بالغربة وفقدان الوعي الى ان تشتبك مع اسئلة تجول على حدي الوهم والحقيقة.

يمضي الروائي الريالات في منهجيته الابداعية التي تغرف باقتصاد ودقة وتأني من معين لا ينضب من ذاكرة متقدة تحيط بتفاصيل الوقائع مزنرة بالصور والمفردات الآتية من شغف الكتابة والتعلق بدلالاتها واشاراتها البديعة اللقيات، والموفقة في اختيارات الازمنة والامكنة كفضاءات تمضي فيها حياة شخوص الرواية صوب جهات متباينة ومتعددة الوسائل، الى ان تتوج بلحظة ميلاد جديدة داخل بيئته المحلية رغبة بالاستقرار والبحث عن حياة جديدة وسط هذا العالم المتلاطم بالازمات .

اشبع الكاتب صفحات روايته التي جاءت في 360 صفحة بتلك المقتطفات النادرة المستمدة من عيون الادب العربي والعالمي والموروث الشعبي والاساطير والحكم والاقوال الماثورة في توظيف محكم داخل مواقع من الرواية بحس لافت في الانصهار مع الطقوس العائدة لحراك الراوي في اكثر من مكان بتواز مع الاحداث والمواقف الناشئة عن التسلسل في تطور الشخصيات الاخرى.

تنضم رواية (خريف .. صفصاف .. وندى) الى جملة من الابداعات الروائية الاردنية لتشكل مادة ثرية تحمل سماتها الجمالية الخاصة والجذابة بطرح اسئلة مشرعة على تلاوين الشخصيات وتبدل المكان والزمان، مثلما تحمل بذرة طيبة لاشتغالات سردية قادمة مرصوفة بطلاوة اللغة واصالة الكلمات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية خريف صفصاف وندى للدكتور عبدي الريالات رواية خريف صفصاف وندى للدكتور عبدي الريالات



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab