محاولات عديدة بُذلت لتغيير أسماء الشوارع والمدن السودانية باءت جميعها بالفشل
آخر تحديث GMT00:37:37
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

محاولات عديدة بُذلت لتغيير أسماء الشوارع والمدن السودانية باءت جميعها بالفشل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محاولات عديدة بُذلت لتغيير أسماء الشوارع والمدن السودانية باءت جميعها بالفشل

شارع عبيد ختم، من أكبر شوارع الخرطوم
الخرطوم- محمدابراهيم

درجة العادة في السودان في كثير من الأحيان على تسمية المدن والقرى وحتى الشوارع بسكانها الأوائل أو على حسب طبيعة المنطقة، أو حتى موقف أو حكاية، فيتم الامر بصورة تلقائية ويستمر تداوله إلى أن يصبح الأسم معلماً بارزاً للمكانز وكثيرا ما حاولت السلطات الرسمية في مختلف انحاء البلاد تغيير الأسماء القديمة بأخرى جديدة، لكنها تجد صعوبة في التداول والإحلال والإبدال ويظل الأسم القديم ببريقه على طريقة المثل المعروف في السودان (العود من أول ركزة)، فإنَّ التّجارب في تغيير الأسماء القديمة أثبتت عدم فاعليتها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر "حدائق 6 أبريل" المغروسة في وسط الخرطوم تم تغيير أسمها مرات عديدة، ولكن ظلت على حالها القديم منذ (ثورة أبريل) التي انتظمت العاصمة المثلثة في العام 1984، وذات الحال ينطبق على جسر الإنقاذ أو ما سمي سابقاً بكوبري (الشهيد الزبير)، فمنذ إنشائه وحتى الآن تجاوز العشر سنوات لكن لم تفارقه تسمية (الكوبري الجديد)، أما موقف المواصلات الرسمية وسط الخرطوم المُسمى في السجلات الرسمية ومكتوب في مدخل الرئيسي موقف (كركر). والطريف في الأمر أن اسمه الشائع والمتداول موقف (جاكسون) ولن تجد سائق عربة أو "كمساري" ينادي "كركر" فجاكسون حضر في اصوات الركاب والسائقين والكماسرة، فعالم الأسماء تطاله الغرابة في كثير من الأحيان تتحكم فيه أمزجة الناس وعقولهم رغم اختلافها، فيكفي أن إنتقال أسم مدينة (الأندلس) الإسبانية إلى حي ناشئ جنوب العاصمة الخرطوم.

وإذا عدنا إلى الوراء قليلا نجد أن منطقة (الشجرة) جنوب الخرطوم كانت تسمى بـ (الحي البريطاني) وتغير  الأسم لـ (شجرة غردون)، لأن الجنرال (غردون) زرع شجرة في الحي البريطاني فذهبت الشجرة وصاحبها وبقي الاسم "حي الشجرة" من أعرق أحياء العاصمة السودانية.

وذات الحال ينطبق وقع الحافر على الحافر في الأقاليم والولايات السودانية المختلفة ومنطقة (24 القرشي) تظل شاهدة على هذا الوآقع فتعود تسميتها إلى قنطرة ري تسمى بـ (الفخاخير) نسبة إلى قرية مجاورة لها  والرقم (24) هو رقم الموقع حسب التوزيع الهندسي لنظام الري بـ (مشروع الجزيرة)، ثم تغير اسمها لتصبح المنطقة( 24 عبود) عند قيام (ثورة 21 أكتوبر) ضد حكومة "عبود" التي استشهد فيها الطالب " القرشي" فتحولت التسمية  إلى قرية (24) القرشي وظل الأسم حاضراً حتى اليوم.

وفي بعض الأحيان تمر هذه التغييرات بلا اعتراض، وقد تسفر عن خلافات شديدة، وترتبط في بعض الأحيان  بأسباب سياسية وأخرى جغرافية واجتماعية لتغيير اسم "شاذ" أو معيب لمكانٍ ما، أو عند انقسام دولتين، فعلى على سبيل المثال تم تغيير اسم روسيا إلى (ستالين) لكنها عادت إلى تسمية روسيا، وأيضاً دولة جنوب السودان اقتُرحت لها العديد من التسميات مثل (جوبا) و(دولة النيل) لكن استقر الرأي على مسمى (دولة جنوب السودان) وهو الاسم الحالي للدولة الوليدة.

وفي هذا الجانب تحدث الأستاذ مدثر الأمين لـ "العرب اليوم" قائلا: إن أسماء المناطق ترتبط منذ نشأتها بتسمية يصعب على الجميع تخطيها، فمثلاً قرية (ألتي)، اسمها قديم منذ ثمانية آلاف عام، وقد ورد ذكره في طبقات "ود ضيف الله"  الكتاب التاريخي المشهور في السودان فيستحيل تغيير اسمها بعد كل هذه السنين، لكنه أشار إلى أن مناطق تم تغييرها أسمها واستجاب السكان لتلك التسميات على سبيل المثال قرية (عد الغنم) في إقليم دارفور لأرتباطها بالرعي وتحولت إلى (عد الفرسان) وهو اسم ذو مدلول يرمز إلى الشجاعة، وأيضاً قرية (الكدسة) التي إرتبطت بـ "القطط" و"الكديس" هو الأسم الشعبي المتعارف عليه للقطط في السودان فتم تغيير الأسم من "الكدسة" إلى (الواحة).
وفي ذات السياق يقول الدكتور علي الضو  أستاذ (الفولكلور) في معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية التابع لجامعة الخرطوم، إن لأسماء المناطق رموزًا ومدلولات في الثقافة الشعبية لا تتغير بسهولة، ولها وقع قوي في نفوس السكان المحليين، وقد أخذت ألسنتهم على ذلك، ونوه إلى أنه من الصعوبة تغيير هذه التسميات، وقال إن الأسماء الجديدة تنجح في منطقة أو شارع حديث الإنشاء، مثل شارع (الطيب صالح) أو شارع (عبيد ختم). وأشار إلى أن التسميات القديمة عصية على التغيير. وأوضح أن (شارع النيل) في الخرطوم كانت هناك محاولات لتسميته بشارع (الشيخ زايد) لكن ظل اسمه كما هو، ونوه إلى أن شارع (الستين) طريق ذو قيمة تجارية عالية تم تغييره إلى شارع (بشير النفيدي) لكنه ظل حتى الآن يحمل اسم (الستين).

وترى الباحثة الإجتماعية إخلاص محمد الحسن مجدي في حديثها لـ "العرب اليوم" أنه ليس من الحكمة تغيير أسماء المدن والقرى،  وقالت إن "هذه الخطوات في رأيي محاولة ساذجة لطمس وتغيير التاريخ". وأشارت إلى أن أسماء المدن والقرى لم تأتِ من فراغ  وأنها نتجت عن مواقف وتفاعلات ومعاملات وأوصاف هي الأصل في منتج شعبي خالص، وكل مسمى قديم له سبب وقصة تداولها الناس ورسخت في أذهانهم، لذا فهم غالباً ما يتم تجاهل المسميات الجديدة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولات عديدة بُذلت لتغيير أسماء الشوارع والمدن السودانية باءت جميعها بالفشل محاولات عديدة بُذلت لتغيير أسماء الشوارع والمدن السودانية باءت جميعها بالفشل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab