جيورجيو أرماني يؤكد أن الموضة كانت تحتاج إلى وقفة
آخر تحديث GMT10:53:03
 العرب اليوم -

جيورجيو أرماني يؤكد أن الموضة كانت تحتاج إلى "وقفة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جيورجيو أرماني يؤكد أن الموضة كانت تحتاج إلى "وقفة"

صيحات الموضة
القاهرة - العرب اليوم

«قد تكون الجائحة أثرت علينا من ناحية طريقة التفكير، أو من ناحية أنها جعلتنا نتأمل في الحياة أكثر، لكنها لم تؤثر أبداً على العملية الإبداعية، ولا على أسلوب التصميم»، هذا ما قاله المصمم جيورجيو أرماني، في لقاء خاص مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قبل يومين من عرضه لربيع وصيف 2021، الذي قدمه مساء أمس من مقر عمله في ميلانو، رغم أنه يدخل ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية. فجائحة «كورونا» التي لا تزال تحصد الأرواح، وتهدد بإغلاقات جديدة، جعلت «لاشومبر سانديكال» الجهة المنظمة للأسبوع وحاميته من الدخلاء، تضطر لتقديم أسبوع آخر عبر الوسائل الرقمية ومواقع الإنترنت.

لم يخرج عرض «جيورجيو أرماني بريفيه» عن هذه القاعدة. بيد أن ما يُحسب له أنه عوض عما افتقده من دفء وتفاعل إنساني بسبب غياب الحضور بأناقة راقية لا يُعلى عليها أيقظت الحلم وأعادتنا إلى أيام الزمن الجميل، بحكم أن السنيور أرماني فارس ولد في ذلك الزمن. يذكرني بأن التشكيلة راقية من خط «الهوت كوتور» الذي يعتبره «متجذراً في التاريخ، ويُمثل قمة الإبداع والأناقة». يشير إلى أنه رغم أن التشكيلة نخبوية متاحة لعدد قليل من الزبونات «فإنه اليوم وبفضل ديمقراطية الإنترنت فالعرض مفتوح للجميع»، وهذا يعني أنه يمكن لمن لا يشتري، أو بالأحرى ليست له القدرة على ذلك، أن يتفرج ويستمتع بهذا العالم من أوسع الأبواب.

تفاؤل أرماني لا ينسيك أن العالم ما زال يرزح تحت رحمة فيروس كورونا القاتل، إلا أنه مع ذلك يُدخل على النفس بعض الطمأنينة بحكم تاريخه وخبرته الطويلة التي أكسبته حنكة وحكمة في التعامل مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى السياسية التي عاشها لأكثر من أربعة عقود. ربما تكون الجائحة وما فرضته من تغيرات أكبر تحدٍ يواجهه صناع الموضة لحد الآن، إلا أنها في الوقت ذاته كشفت جوانب إيجابية كثيرة كانت خفية بسبب تسارع إيقاع الحياة والجري وراء جني الأرباح. أرماني مثلاً كان من بين أول من سارعوا بتقديم تبرعات للنظام الصحي الإيطالي الذي لم يستطع استيعاب كل المصابين بـ«كوفيد - 19» في شهر أبريل (نيسان) الماضي، إضافة إلى تسخيره مصانعه لإنتاج ملابس لحماية الطواقم الطبية. كان تدخله إنسانياً وضرورياً في الوقت ذاته. يُعلق أن «جائحة (كورونا) لم تؤدِ بي إلى حد إعادة النظر في مبادئي أو أهدافي، بالعكس يمكنني القول إنها وبطريقة غير متوقعة زادت ما كنت أفكر فيه سابقاً رسوخاً ووضوحاً بأن الموضة كان لا بد لها أن تخضع لبعض التغييرات».

«المستقبل للقليل والأفضل»

كان جلياً من عرضه، أمس، أن واقعيته في التعامل مع مستجدات الحياة ومفاجآتها لم تؤثر على رؤيته لـ«هوت كوتير» كخط خاص ببيع الحلم. فالحجر الصحي والجلوس الطويل مع الذات أمور حفزت خياله، لا سيما أن هذا الخط لا يزال المهرب أو المتنفس الإبداعي الأهم لكل المصممين المتخصصين في هذا المجال من أمثاله. لا يُخفي أن نتيجة تسارع إيقاع الحياة وما فرضته من موضة سريعة كان تسابق محموم على طرح جديد في كل شهر تقريباً لاستيعاب الطلب. لهذا كان مهماً بالنسبة له «أن يأتي وقت لإعادة النظر في صناعة الموضة ككل... فقد كانت تحتاج إلى تغيير منذ زمن». من هذا المنظور يحظى خط «أرماني بريفيه» بمكانة خاصة في نفسه «فهو يخضع لعملية إبداع مختلفة، تتطلب الكثير من الحرفية بكل ما تحمله من دقة وجودة وتفرد. فكل قطعة من هذا الخط ستبقى مع صاحبتها طويلاً، كونها تصب في خانة الترف الحقيقي، وهو ما يحتاج إلى وقت وصبر لتنفيذه». وطبعاً أيضاً إلى من يتذوقه ويُقدره. فالفستان الواحد من خط «أرماني بريفيه» يمكن أن يستغرق تنفيذه أياماً، إن لم نقل أسابيع، على يد حرفيين توارثوا المهنة أباً عن جد أو تعلموها عن حب. من دون مهارات هؤلاء لا يستطيع المصمم أن يترجم أفكاره إلى شيء ملموس وملبوس، أو ينسج قصصاً تثير المشاعر والخيال، ومن تم تؤجج الرغبة في الحصول عليه. تشكيلته لربيع وصيف 2021 أمس اختزلت كل هذا، حيث جاء كل ما فيها يشير إلى أنها مطبوخة على نار هادئة وبمزاج. كانت تضج بالتفاؤل والأمل ورأي المصمم بأن «المستقبل سيكون للقليل والأفضل».

رغم التفاؤل حول مستقبل صناعة الموضة ككل و«الهوت كوتور» على الخصوص، فإن ما لا ينكره أحد أن عدد زبونات هذا الخط، تقلص بشكل كبير في العقدين الأخيرين. أغلبهن كن من الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط. هذا على الأقل قبل أن تظهر زبونات من عمر الزهور من أسواق نامية مثل آسيا وروسيا وجنوب أميركا. رغبتهن في التفرد كبيرة وإمكانياتهن الشرائية، لا يضاهيهما قوة سوى رغبتهن الدائمة في التجديد والجديد. ومع ذلك لا يُخفي أرماني أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال سوقاً مهمة بالنسبة له، مؤكداً أن ولاءه للمنطقة العربية واحترامه لها شعور متبادل «فرغم أن الصين بالنسبة لصناع الترف هي المُنقذ، تبقى منطقة الشرق الأوسط، لا سيما المملكة السعودية والكويت، من أهم الأسواق التي حققنا فيها ولا نزال مبيعات جيدة. ما يُثلج الصدر أن ما تتمتع به من تذوق للفنية والإبداع سمة تتوارثها الأجيال».


الكلاسيكية المطعمة بالعصرية

في تشكيلته لربيع وصيف 2021 كان واضحاً أنه يتوق للانطلاق والانعتاق والفرح. كانت أيضاً، وبطريقة غير مباشرة، تتتبع رحلته كمصمم شق لنفسه خطاً خاصاً به يُعبر من خلاله عن شغفه بالفنية واحترامه للتقاليد، فضلاً عن تصميمه على البقاء حراً ومستقلاً نائياً بنفسه عن الصرعات الموسمية. كانت تشكيلة كلاسيكية حتى عندما تبنى التصاميم الانسيابية المنسدلة، إلا أنها أيضاً كانت عصرية تفوح من جوانبها تفاصيل شبابية حيناً من الألوان وحيناً من التطريزات أو الخطوط.

بسب ظروف «كورونا»، قدم العرض في «بالاتزو أورسيني»، معمله الواقع في قلب ميلانو. كان هذا المكان الأنسب، حسب رأيه، ففيه تولد الأفكار وترى التصاميم النور. هذه المرة أيضاً كانت الألوان فيها هادئة لكن بنفس جديد، فيما اكتسبت خطوطها ديناميكية لا تخطئها العين، سواء تعلق الأمر بانسيابيتها أو هندسية أحجامها أو تفصيلها وتفاصيلها حول العنق تحديداً. بعض الفساتين مثلاً جاءت مطرزة بسخاء ودقة محسوبة، وبعضها الآخر تميز بأحجام هدأت أحجار الكريستال من غلوائها، هذا عدا عن قمصان مفعمة بالأنوثة من الساتان يمكن أن تدخل خزانة أي امرأة فتكملها. طبعاً لم يختف التفصيل الرجالي الدقيق فيها، حيث ظهر في جاكيتات تعمد فيها أرماني أن تلامس الجسد من دون أن تشده، معتمداً في أدواته على الأقمشة الخفيفة مثل الموسلين والحرير والتول والمخمل واللاميه، كما على بعض الأقمشة الذكورية مثل الصوف والتويد حيناً آخر.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مجموعة هوت كوتور فيكتور آند رولف كئيبة وتعكس التقلبات المزاجية

دار ديور يكشف الستار عن مجموعة الهوت كوتور لخريف-شتاء ٢٠٢١

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيورجيو أرماني يؤكد أن الموضة كانت تحتاج إلى وقفة جيورجيو أرماني يؤكد أن الموضة كانت تحتاج إلى وقفة



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab