نابلس - آيات فرحات
أكّد الناطق باسم "الحركة الإسلامية في الداخل المحتل" زاهي نجيدات أنّ الكيان الإسرائيلي يجني هذه الأيام في القدس ما زرعت يداه، فهو يهين المقدسيين ويعتدي عليهم وعلى ممتلكاتهم، يوميًا، ويؤمن الحماية لمستوطنيه، ولأفراد المجتمع الإسرائيلي كافة، لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي شدد الخناق على المصلين الفلسطينيين، بل وزاد على ذلك بإهانتهم، والاعتداء عليهم، كما حصل عندما خلع الحجاب عن بعض السيدات هناك، وهذا لا يمكن السكوت عنه، فهو عرض الشعب الفلسطيني وعرض الأمة العربية.
وأضاف نجيدات، في حديث لــ"العرب اليوم"، أنّ "إسرائيل تتخذ سياسة العقاب بالجملة"، موضحًا "لا أسميه بالعقاب الجماعي كمصطلح حضاري، إنما الإستقواء على أهلنا بالجملة، وأيضًا وصل الأمر إلى إسقاط الشهداء، وهو ما أوصل الأمور إلى ما هي عليه الآن".
وشدد نجيدات على أنّ "الاحتلال هو المسؤول الأول والأخير، لأنه بممارساته وتحريض قياداته، وبرعونته، أجج الأجواء، وأشعل القدس، لأنه حقيقةً يرى في أهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس عقبة تحول دون الانتهاء من مخططاته اليهودية في مدينة القدس".
وفي شأن تصريحات بعض القادة اليهود بترحيل المقدسين، تساءل نجيدات "ما معنى أن تزرع البؤر الاستيطانية بين أحياء وأهل القدس، وما معنى أن يقطع الجدار الفاصل أكثر من مئة ألف مقدسي، ويضعهم خارج الحدود، وما معنى تفريغ شرق القدس من أي نوع من المؤسسات، إلا لجعل الأهل ينتظرون لحظة الفرج، أو الاستسلام، هذا عدى عن الإغراء بالأموال الطائلة مقابل شراء متر واحد من ممتلكاتهم، لتحقيق وضع اليد الكامل على القدس، كما تمنى رواد المشروع الصيهوني فكرة التهجير، التي لا تعتبر سرًا".
وأضاف "إذا كان نتنياهو يتحدث لأهلنا في الداخل، ويقول من يعترض على سياسيتنا فليرحل إلى فلسطين، فبالتالي أصبح هذا حديث علني، فما معنى التضييق على الإنسان في معيشته وفي حياته اليومية وفي سكناه وفي كل شي، الكيان الإسرائيلي لو كان يملك أن يحجب الهواء عن المقدسيين لفعل".
وأوضح نجيدات "بعد انتفاضة القدس والأقصى، وإلى يومنا هذا، استشهد قرابة 50 شهيدًا في الداخل، على يد أذرع الشرطة، في أماكن مختلفة، وبالتالي هذه نظرة المشروع الصهيوني، أو نظرة المؤسسة الإسرائيلية لكل فلسطيني أينما كان، والحديث عن ترحيلنا ليس تحليلاً".
وعن محاولة ضرب الفلسطينيين في الداخل المحتل، وزرع الفتنة بينهم، أبرز أنه "منذ العام 1948، عندما أعلنت المؤسسة الإسرائيلية عن قيام ذاتها، وهي تسعى لتفريق البيت الفلسطيني الواحد، إلى ملل وطوائف، ومسلمين ومسحيين ودروز، وأيضًا المسلمين نصنفهم بين بدو وغير ذلك، للاستفراد في كل ناحية على حدة، ولتبقى فرق متناحرة متخاصمة، هذه سياسية كل العقلاء عندنا يعلمون بها، وحتى من كانت تنطلي عليه سابقًا أصبح يعلمها، ولم تكن يومًا خافية علينا نحن في الحركة الإسلامية".
وعن ما يمكن أن تصل إليه الأمور، بيّن نجيدات أنَّ "الاحتلال الإسرائيلي ينفخ في الكير صبح مساء، وهذا يعني إشعال مزيد من النار، هو يدعي أنه يريد الهدوء، لكنه يسعى بحماقته، ودون تعقل لأي مسؤول من مسؤوليه"، مضيفًا "لا نعلم إلى أين تصل الأمور لكن الاحتلال يزرع البذور في أرض خصبة، لاسيما أنّه أصاب العصب الحساس للأمة العربية والشعب الفلسطيني، وهو المسجد الأقصى المبارك".
أرسل تعليقك